الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس الأحياء وحدهم.. جثامين العائدين من الخارج فى مرمى كورونا

جثمان
جثمان

"إكرام الميت دفنه".. لم تسلم الجثث الهامدة المنقولة على متن الطائرات داخل الصناديق القادمة من الخارج من لعنة الجائحة الوبائية التي طالت دول العالم، فليس وحده المسافر العالق خلف حدود دولة بعينها هو من ينتظر الإفراج عن جواز سفره للعبور لدولته، الجثامين أيضا تنتظر إطلاق سراح توابيتها لتواري الثرى بمثواه الأخير في أرض الوطن.


منذ أن ظهرت الجائحة الوبائية "كوفيد -19"، فرضت إجراءاتها الاستثنائية على شتى الدول والمؤسسات والقطاعات، ولا سيما قطاع الطيران المدني الذي يعاني الأمرين منذ بوادر الأزمة بدفع الفاتورة الأكبر بين مختلف الصناعات العالمية، حيث تقدر خسائره حول العالم بنحو أكثر من 84 مليار دولار خلال 2020 بسبب الفيروس المستجد، بحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي.


وسط تلك الإجراءات والتدابير الوقائية التي تفرضها سلطات المطارات على المسافرين القادمين والمغادرين من وإلى الدول، منعا لتسلل الفيروس المستجد عبر الركاب العابرين لحدود الدول، تُتخذ أيضا إجراءات وقائية موازية على الجثامين القادمة من الخارج، فمنذ تفشي فيروس كورونا المستجد، قررت سلطات الحجر الصحي بالمطارات، أن يتم دفن جميع الجثامين القادمة من الخارج في ظل تفشي هذا الوباء المستجد "دفنا صحيا" وفقا للمعايير والضوابط التي أقرتها وزارة الصحة والسكان ومن قبلها منظمة الصحة العالمية، تحسبًا لمنع نقل العدوى، بحسب مصادر بالحجر الصحي في مطار القاهرة الدولي.


المصادر المطلعة، قالت في تصريحات لـ "صدى البلد"، إنه في الظروف العادية تدفن الجثامين العائدة من الخارج دفنا صحيًا في حالة الاشتباه في إصابة جثمان بعدوى وبائية من أي دولة بالخارج ولم يكن الأمر معمم على جميع الجثامين، ولكن منذ تفشي فيروس كورونا أصبح الأمر معمم على جميع الجثامين القادمة من الخارج باستثناء المتوفين في حالات الحوادث والجرائم التي تحدث في الدول يتم إنهاء تصريحات خروجهم وتسلمهم لذويهم بالطريقة العادية دون أي زيادة في الإجراءات.


المصادر أوضحت أيضًا، أنه بمجرد وصول الجثمان إلى أرض الوطن يتم إخراج شهادة بيانات لهم من قبل إدارة الحجر الصحي بالمطار وخطاب موجه لمكتب الصحة وإذن إفراج بموجبه يستطيع الأهالي تسلم الجثمان لدفنه دون أي معوقات للإجراءات، ولكن مع جائحة كورونا يتبع أيضا نفس الإجراءات ويزيد عليهم إخطار الدفن الصحي على جميع الجثامين.


وأشارت المصادر إلى أسباب تأخر الإفراج عن بعض الجثامين من قرية البضائع، وهو ما يعاني منه العديد من أسر المتوفين المنقولة من الخارج، موضحة أن بعض الجثامين العائدة من الخارج تكون حالات الوفاة لأسباب جنائية أو حوادث كبرى تستدعي كتابة تقارير حولها قبل أن تسلم لذويها، وهناك أيضا ما لم يتم عرضه على الحجر الصحي ويتم حصول أسر المتوفين على تصاريح من النيابة لدفن الجثمان من أسباب الوفاة في الجرائم الجنائية، وهم ما يتم تحويلهم إلى مشرحة زينهم قبل الوفاة.


وقالت المصادر إن سلطات الحجر الصحي بالمطارات المصرية تلجأ فقط إلى فحص الجثامين القادمة من الخارج ومشتبه في أنها حاملة لوباء أو فيروس، وهذا ما يحدث في الظروف العادية أما منذ ظهور جائحة فيروس كورونا أصبحت جميع الجثامين العائدة من الخارج تسلم لذويهم ويتم إجراء الدفن صحيا تحت إشراف وزارة الصحة تحسبا لمنع نقل العدوى.


واعتبرت المصادر المطلعة، أن التحدي الأكبر الذي يواجهه جثامين العائدين من الخارج ليست مصر وحدها ولكن جميع دول العالم في تلك الفترة، هي القيود المفروضة على السفر بسبب الجائحة الوبائية من إغلاق المطارات وتعليق الطيران بين معظم الدول، حيث توجد جثامين لمواطني الدول خلف الحدود تصعب نقلها في ظل الظروف الوبائية الحالية بسبب عدم وجود رحلات طيران فلا يكون أمامها سوى الانتظار ربما تنقلها رحلة استثنائية إلى هذه الدولة، أو تنتظر لحين عودة الطيران مجددًا.