قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن زواج شخص مصاب بفيروس "بي" الكبدي من طرف آخر سليم، حرام شرعًا.
وأضاف مفتي الجمهورية، في فتوى له نشرها الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء، أن زواج شخص مصاب بهذا المرض من طرفٍ سليمٍ لم يحصل على لقاحه: هو سبيلٌ محققٌ للإصابة به عن طريق العلاقة الزوجية، ولذلك يكون حرامًا، بل صاحِبُهُ مرتكبٌ لكبيرةٍ من كبائر الذنوب؛ لأنه قد يؤدي بذلك إلى قتل الطرف الآخر بهذا المرض، بخلاف ما لو كان الطرف السليم قد حصل على التطعيم واللقاح ضده.
وشدد على أن الزواج وإن كان في الأصل مشروعًا لِمَن قدِرَ عليه، إلّا أنه يكون حرامًا إذا أدَّى لإصابة أحد طرفيه بضررٍ محقق.
ولفت إلى أن الزواج إذا كان قائمًا بالفعل فهو صحيح، لأن حرمة الزواج لا تعني بطلانه إذا حصل، غير أنه إذا كان الطرفُ السليمُ غيرَ مطعَّمٍ ضد المرض فتمنع العلاقة الجنسية حينئذٍ حتى يتم الشفاء التام، ثم تُستَأْنَف العلاقة بينهما.
ونوه مفتي الجمهورية، إلى أنه يجب على الطرف المصاب بهذا المرض -رجلًا كان أم امرأةً- أن يخبر الطرف السليم الذي يريد الزواج به؛ لخطورة مضاعفات المرض.
وقال
الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن عدم الشفافية والوضوح في الزواج مشكلة كبيرة نعاني منها، فالزواج ليس سلعة، إن لم تصلح الزوجة غدًا؛ نلقيها في الشارع، بل هو حياة تستمر سنوات إلى وفاة الطرفين.
وأضاف
أمين الفتوى بالإفتاء أن إخفاء مثل هذه الأمور الكبيرة قبل الزواج؛ يجعل الحياة بين الزوجين لا تستقيم، فلو وجد مرض أو شيء كبير يصيب أحدهما؛ لابد من التحدث به تجنبًا للمالات، فالسائل هنا يريد تطليق زوجته ويفكر في ذلك، معلقًا: «
الوضوح ما فيش أحسن منه، وكل إنسان بياخد نصيبه، والعقد طالما توافرت في الشروط المعتبرة؛ صحيح».
وقال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، «ربنا يكون في عونك إذا كان الكلام صحيحًا والوضع كما هو بالسؤال، دخلى حد يتكلم معاه بالحسنى، أو شخص من أهله يتكلم معاه بالحكمة، شوفي الطريقة الصحيحة للإصلاح قدر المستطاع».
شاهد المزيد: هل ترد هدايا الزوج له حال الانفصال بطلاق أو خلع؟ دار الإفتاء ترد
زوجي مريض سكر ولا يسعى وراء العلاج ودائمًا منكد على نفسه وعليا والأولاد:
أكد الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المريض دائمًا عليه أن يسعى وراء العلاج والأخذ والأسباب.
وواصل أمين الفتوى: ربما هو يتألم ولا يريد الإظهار لك مما يشكل عبئا نفسيًا عليه؛ فمن الواجب عليك عندئذ الصبر والاحتساب ولك الأجر والثواب عند الله.
" زوجي دائم الشكوى والانتقاد بأني أنقل الكلام وأن شخصيتي عنيدة وأتدخل فيما لا يعنيني، علمًا بأنه لم يلجأ أبدًا إلى مواجهتي بل يخبر أهلى وأهله؛ فماذا أفعل؟"، سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع « يوتيوب».
ورد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على السائلة قائلًا: " المشاكل الزوجية تحل بالمصارحة؛ فتجلس الزوجة مع زوجها ويتبادلان الحوار المشترك القائم على العقل ووضع الحلول المنطقية العاجلة.
وأردف أمين الفتوى أنه إن لم ينجحا في هذا الحوار يلجآن إلى وسيط كمكاتب التأهيل الزوجية إن كانا قادرين، ويعرضان على المختصين بها مشكلتهما حتى يجدا حلًا.
واسترسل: فإن كان الزوجان غير قادرين على الذهاب إلى مكاتب استشارية؛ عليهما بالدعاء، فتدعو المرأة لزوجها أن يصرف الله – عز وجل- عنه مكائد الشيطان وأن يهدى إليه نفسه، وكذا الزوج إذا كان يشتكى من زوجته ولم يصلح بينهما الحوار يدعو الله – سبحانه- أن يهديه إلى الرشد والخير.