الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دولة ترامب العميقة.. هل يجند الرئيس الأمريكي أجهزة المخابرات لضمان البقاء في السلطة؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أخطر مدير المخابرات الوطنية الأمريكي جون راتكليف الكونجرس الجمعة الماضي، أن مكتبه لن يستمر في تقديم الإفادات الشفهية للكونجرس بشأن أمن الانتخابات، وعوضًا عن ذلك سيرسل ملاحظات كتابية.




وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، برر راتكليف إقدامه على هذه الخطوة بخروج "تسريبات" من لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ، مؤكدًا أن النظام الجديد سيضمن عدم إساءة فهم أو تسييس معلومات المخابرات.


وتساءل الديمقراطيون ومراقبون عن الكيفية التي ستمنع بها الإفادات المكتوبة التسريبات بالضبط، بل إن بعض الجمهوريين قللوا من أهمية تلك الخطوة، وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري رون جونسون إن هذه الإفادات نادرًا ما تحتوي على معلومات سرية أصلًا.


وعلقت الصحيفة بالقول إنه لسوء الحظ لا يبدو أن أيًا من الأشخاص الذين يعتمد عليهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدارة أجهزة المخابرات يعرف الكثير عن الإصلاحات التي جرت خلال العقود الخمسة الماضية، والتي أخضعت وكالات المخابرات الأمريكية لقدر أكبر من المساءلة والرقابة.


وأضافت الصحيفة أن مكمن الخطورة الحقيقي في قرار راتكليف أنه دليل جديد على ما يتخوف منه الساسة الأمريكيون من معارضي ترامب ومؤيديه على السواء، وهو تسييس مجتمع المخابرات بحيث يصبح بمثابة سلاح شخصي يستعمله الرئيس لتحقيق مصالحه وضد خصومه، أو باختصار تأسيس "دولة عميقة".


وتابعت أن وجود شخص مثل جون راتكليف على رأس مكتب المخابرات الوطنية يُعد نوعًا من المخالفة لمبدأ حياد وموضوعية مجتمع المخابرات، فهو معروف بتأييده المتحمس لترامب وسعيه لنيل رضاه، وهو يعرف جيدًا أن لا شيء يثير غضب ترامب واستيائه أكثر من الحديث أو التقارير المتعلقة بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية السابقة أو تدخلها المحتمل في الانتخابات المقبلة.


والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه نظرًا لأن معظم المعلومات الاستخباراتية المكتوبة الموجهة إلى الكونجرس تمر عبر مكتب مدير المخابرات الوطنية، فلا يمكن لأعضاء الكونجرس أن يكونوا واثقين من أنهم يحصلون على معلومات استخباراتية غير منحازة أو لم تخضع للتلاعب، فالكذب يغدو أسهل عن طريق حذف معلومات حيوية، أو إن لم يكن لدى الكونجرس وسيلة لتفنيد المعلومات التي يتلقاها.


وأضافت الصحيفة أن رقابة الكونجرس على السلطة التنفيذية أصيبت بخلل كبير منذ هجمات 11 سبتمبر، وفي عهد ترامب زاد الطين بلة بامتناع إدارته في كثير من الأحيان عن الامتثال لطلبات تسليم المستندات ومنع الشهود من الإدلاء بشهاداتهم في جلسات الاستماع في الكونجرس، والتحدث إلى المحققين المكلفين بالتحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات برئاسة المستشار الخاص روبرت مولر.


ونبهت الصحيفة إلى أن ترامب وضع مسئولي مجتمع المخابرات في مأزق لا يُحسدون عليه، فقد باتوا مضطرين للهرولة بين الكونجرس والبيت الأبيض، وصار عليهم في كثير من الأحيان الاختيار بين البر بقسمهم بصيانة الدستور وحماية الشعب الأمريكي من جهة، وطاعة ومساعدة الرئيس المنتخب من الشعب من جهة أخرى.


وختمت الصحيفة بالتحذير من أنه إذا أصبحت أجهزة المخابرات الأمريكية مسخرة لخدمة أهواء الرئيس الجالس في البيت الأبيض، فستصبح الديمقراطية الأمريكية في خطر يصعب تصور مداه.