الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا توجه أول صفعة لـ أديس أبابا.. موقف إثيوبيا في مفاوضات سد النهضة يغضب ترامب.. يقرر خصم 100 مليون دولار مساعدات.. والخارجية الإثيوبية تعود إلى الخلف

صدى البلد

* الوكالة الإثيوبية: الضغوط الأمريكية لن تغير موقفنا
* السفير الإثيوبي في واشنطن: طلبنا من أمريكا إعادة النظر بقرارها
* السودان: المفاوضات لن تستمر إلى ما لا نهاية

بدأت الولايات المتحدة، التكشير عن أنيابها في مواجهة التعنت الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة، بالإعلان عن أول إجراء عقابي ضد أديس أبابا.

فخلال نحو عام من المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، ودخول الولايات المتحدة كوسيط، أظهرت إثيوبيا وجها قبيحا في المفاوضات، ولم ترغب في التوصل لأي اتفاق ملزم لها، بل أن الأمر وصل إلى رفضها الوساطة الأمريكية وعدم احترامها لأي رأي مخالف.

نشرت مجلة "فورين بوليسي" اليوم الخميس، تقرير قالت فيه إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وافق على خطة لوقف بعض المساعدات الخارجية الأمريكية لإثيوبيا في الوقت الذي تحاول فيه إدارة ترامب التوسط في مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا. 

ونقلت عن مسؤولين أمريكيين في الإدارة الأمريكية والكونجرس قولهم إن هذا القرار قد يؤثر على مساعدات الولايات المتحدة إلى إثيوبيا والتي تقدر بـ 130 مليون دولار. 

وقال المسئولون إن الولايات المتحدة لم تحدد بعد المبلغ المقرر حذفه من المساعدات المقدمة إلى إثيوبيا، وسط توقعات بأن يقل المبلغ عن 130 مليون دولار. 

وأضاف المسئولون أن البرامج ستتأثر من هذا الخفض هي المساعدة الأمنية ومكافحة الإرهاب والتعليم والتدريب العسكري وبرامج مكافحة الاتجار بالبشر وتمويل المساعدة الإنمائية الأوسع.

جاء الرد الأول من السودان، حيث أكد وزير الري السوداني ياسر عباس وجود تراجع في مسار مفاوضات سد النهضة، بسبب مواقف بعض الدول.

وشدد الوزير السوداني، في مؤتمر صحفي على حرص بلاده مواصلة مفاوضات سد النهضة مع مصر وإثيوبيا ولكن ليس إلى ما لا نهاية. في إشارة إلى المماطلة والتعنت الإثيوبي.

وعن التقارير حول قطع المساعدات الأمريكية عن إثيوبيا، قال عباس إنه سمع عن ذلك في الأخبار فقط، موضحا أنه ليس لديه فكرة كيف سيؤثر هذا على مسار التفاوض.

وأضاف الوزير السوداني في مؤتمر صحفي " رأينا إعطاء فرصة للاتحاد الأفريقي لحل الخلافات حول سد النهضة".

وأوضح عباس أن بلاده لن تنسحب من مفاوضات سد النهضة، وذلك ردا على سؤال حول احتمالية ترك المفاوضات، مشيرا إلى أن الخرطوم قد ترغب في تعديل طريقة التفاوض برعاية الاتحاد الإفريقي من خلال منح دور أكبر للمفاوضين والوسطاء. 

وأشار إلى أن منسوب المياه في الخرطوم وصل لمستوى قياسي تجاوز 17.44 سم، لكن لا علاقة للأمر بسد النهضة.

وبالتزامن مع ذلك، قالت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية "إينا"، يوم الاثنين، إن المحادثات الثلاثية بشأن سد النهضة سوف تستأنف بعد نحو اسبوعين.

وأشارت الوكالة إلى أن وزراء شؤون المياه في إثيوبيا والسودان ومصر سيجتمعون بعد أسبوعين لمواصلة المناقشات حول سد النهضة، ووقالت وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية " من المتوقع أن يعقد الاجتماع مرة أخرى في 14 سبتمبر 2020".

وأشارت إلى أن وزراء الدول الثلاث أجروا محادثات بشأن السد وحضرها مراقبون من جنوب افريقيا والاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة وخبراء عينهم مكتب الاتحاد الافريقى للمؤتمر.

وبحث الاجتماع تقرير الفرق الفنية حول سير المفاوضات التي استمرت أسبوعًا بشأن" المبادئ التوجيهية" والقواعد الخاصة بالتعبئة الأولى والتشغيل السنوي للسد. بحسب قول الوكالة.

واتفق الوزراء على إرسال خطاب التحديث الخاص بهم إلى رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الدكتور ناليدي باندور ، وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا.

رد فعل إثيوبيا الأول ..إلى الأمام

في تغريدة للسفير الإثيوبي في واشنطن، فيتسوم أريجا، قال إن "إثيوبيا من المفترض أن تحصل على إجابات بشأن التقارير المعلنة مساء أمس الاثنين" 

وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية "إينا" أن الضغط الأمريكي الخشن مع على إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة لن ينجح، وقالت إنه سيؤجج المغتربين الإثيوبيين ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

 ونقلت الوكالة عن السفير الأمريكي السابق لدى إثيوبيا والمحلل السياسي، ديفيد شين، قوله: "القضية الوحيدة التي اتحد فيها الإثيوبيون بالداخل والخارج هي سد النهضة" وأضاف: " لن تفلح الضغوط السياسية القاسية مع إثيوبيا خاصة عندما يتعلق بسد النهضة"، وتابع: "لن تفشل فقط في الحصول على النتيجة المرجوة لواشنطن ، بل ستضمن على الأرجح احتشاد المغتربين الإثيوبيين في الولايات المتحدة ضد ترامب".

قيمة تخفيض المساعدات لإثيوبيا

كشف مصدر في مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونجرس لوكالة "رويترز" قيمة المساعدات الأمريكية لإثيوبيا والتي تتجه الولايات المتحدة لتخفيضها، وقال مصدر في الكونجرس إن هناك قرار بخفض مساعدات واشنطن لإثيوبيا بنجو 100 مليون دولار.

وأضاف أن الخطوة تاتي كإجراء عقابي لإثيوبيا بسبب موقفها من مفاوضات سد النهضة.

ترامب صاحب القرار

وكشف متحدث باسم الخارجية الأمريكية، الأربعاء، عن هوية المسئول عن قرار تعليق المساعدات الأمريكية إلى إثيوبيا. 

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب هو الذي أشار بتعليق المساعدات لإثيوبيا مؤقتا نتيجة عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات سد النهضة. 

رد فعل إثيوبيا الثاني..إلى الخلف

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية، الأربعاء، أن إثيوبيا طلبت من الولايات المتحدة إعادة النظر في تعليق بعض المساعدات بسبب قرار أديس أبابا بالبدء في ملء سد النهضة دون اتفاق مع مصر والسودان.

ويضاف التعليق إلى الضغط على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي سيصبح أكبر سد في إفريقيا.

وقال فيتسوم أريجا سفير إثيوبيا لدى الولايات المتحدة ، لصحيفة فاينانشيال تايمز:"لقد طلبنا منهم إعادة النظر ونحن ننتظر. نأمل ألا تتضرر العلاقات الدبلوماسية التي استمرت 117 عامًا بسبب قضية لا تتعلق بالبلدين".

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: "إن قرار الإيقاف المؤقت لبعض المساعدات لإثيوبيا يعكس قلقنا بشأن قرار إثيوبيا الأحادي بالبدء في ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق وجميع تدابير سلامة السد الضرورية".

وقالت الصحيفة إن مصر التي تعتمد على مياه النهر شعرت بالفلق من قرار إثيوبيا البدء في ملء خزان السد في يوليو دون اتفاق لتغطية الاحتمالات مثل الجفاف والخلافات. لا تريد إثيوبيا اتفاقًا ملزمًا قانونًا يمكن أن يقيد يديها بشأن التطورات المستقبلية في النيل.

وأجرت وزارة الخزانة الأمريكية محادثات استمرت شهورا مع مسؤولين إثيوبيين ومصريين وسودانيين بشأن السد بعد أن لجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبا للمساعدة ، وفقا لمسئولين أمريكيين مطلعين على الأمر.