الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تداعيات كورونا على أفريقيا في ندوة صدى البلد: الصين الشريك التجاري الأهم.. تأثيرات الفيروس طالت التجارة والمعونات والمنح.. وأمريكا لن تصبح القطب الأوحد بالعالم.. صور

ندوة صدى البلد حول
ندوة صدى البلد حول تداعيات فيروس كورونا على اقتصاد أفريقيا

خبراء يتحدثون لصدى البلد حول تداعيات كورونا على أفريقيا

سماح المرسي: 

ظهور وباء كورونا فى الصين كان له تداعيات على اقتصاد أفريقيا


غادة البياع: 

تمويل التنمية فى أفريقيا يعتمد بنسبة 88% علي مصادر خارجية.. إنهيار أسعار النفط سيؤثر على الدول المصدرة


محمود عنبر: 

الاقتصاد سيعاني لسنوات قادمة .. تداعيات فيروس كورونا أصابت أفريقيا بشكل مزدوج


كريم العمدة: 

ديون أفريقيا ستزداد بسبب كورونا.. والصين طرحت نفسها كمنقذ للقارة


قارة أفريقيا تمتلك بيتية تحتية متواضعة أنهكت من الاحتلال والأوبئة الفتاكة، وجاء فيروس كورونا المستجد ليزيد من معاناة القارة السمراء.


فيروس كورونا المستجد اجتاح العالم كله، فلم يصمد أمامه الناس كثير فلحق اللذي بكل دول العالم، إلا أن أفريقيا لها طابع خاص فيها قارة تتوالى عليها الأزمات واحدة تلو الأخرى، وتنتهى الآونة وتبقي تداعياتها.


أعد موقع صدي البلد الإخباري ندوة تناول فيها تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد على اقتصاد دول القارة والأفريقية بحضور كل من الدكتورة سماح المرسي أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، والدكتورة غادة البياع أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، والدكتور محمود عنبر أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة أسوان، والدكتور كريم العمدة أستاذ الاقتصاد الدولي.


اقرأ أيضا: بسبب فيروس كورونا .. نيجيريا ترجئ استئناف الرحلات الدولية لـ 5 سبتمبر


تحدثت الدكتورة سماح المرسي أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، حول بدايات فيروس كورونا المستجد والتى كانت فى الصين، وقالت إن الصين يعد الشريك التجاري الهام لأفريقيا، وفاعل مهم فى اقتصاد العالم، كما يمثل اقتصاد الصين يمثل 16% من اجمالي الاقتصاد العالمي.


اقرأ أيضا: يوم تاريخي.. كل ما تريد معرفته عن اتفاق السلام السوداني والموقعين عليه


وتابعت المرسي إن :"نظرا لدور اقتصاد الصين المتزايد، كان ظهور الوباء فى الصين له تداعيات على اقتصاد أفريقيا وخاصة أن الصين شريك استراتيجي للقارة السمراء سواء على مستوى الاستثمارات الأجنبية المباشرة أو القروض والمنح".


وأضافت أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن أفريقيا كان لديها سياج من الوقاية والاطمئنان من فيروس كورونا المستجد باعتبار أنها تعرضت الأوبئة مثل الإيبولا فى فترات قريبة كما أنها استطاعت أن تتخطي تلك الأزمات.


واكدت المرسي إن التخوف من فيروس كورونا المستجد كان ناتجا عن سرعة الانتشار المرعبة الوباء فضلا عن انتشاره فى كل دول أفريقيا لافتا إلى أن آثار القلق والتوتر بشأن كورونا تصب فى القنوات الاقتصادية لدول القارة .


وقالت المرسي إن وباء كورونا كان له تأثيرا على التجارة والمعونات المباشرة والمنح والقروض وتحويلات العاملين بالخارج هذا بخلاف اعداد الوفيات وعجر ميزانيات الدول وتراجع الأداء  الاقتصادي لدول القارة.


وحول التوقعات بحدوث حالة إنهيار إقتصادية فى أفريقيا قالت الدكتورة غادة البياع أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، إن المشكلات الأساسية التى تحدث لدول أفريقيا جراء الأزمات ، نتيجة ارتباط تلك الدول بالاقتصادات العالمية واعتماد تمويل التنمية فى الداخل على المصادر الخارجية بنسبة  ٨٨% ، لافتة إلى أن المصادر الداخلية مثل الضرائب لاتمثل 17% من دخل دول القارة.


وتابعت البياع إن انغلاق الاقتصاد نتيجة فيروس كورونا قلل من أرباح الشركات وبالتالي انخفاض الضرائب فضلا عن انخفاض الإدخار المحلي والذي لاتتعدى نسبته 5%، مؤكدة أن تمويل التنمية معتمد على مصادر الخارجية مثل الصادرات الأفريقية والتى هى فى أساسها منتجات أولية ترتبط بالأسعار العالمية.


وأشارت أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، إلى أن إنهيار اسعار النفط فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد كفيل بالتأثير على تمويل التنمية فى أفريقيا، قائلة إن :" أفريقيا شهدت أزمة فى 2008 وهى انخفاض أسعار النفط أثرت بشكل كبير  وخاصة الدولة التى تعتمد على الصادرات النفطية مثل نيجيريا".


وحول إمكانية تعرض دول أفريقيا لانهيار اقتصادي فى ظل انتشار جائحة فيروس كورونا اوضحت البياع إن هذا الأمر يعتمد على رد فعل الدول الأفريقية  سواء على المستوى الإقليمي المتمثل فى الاتحاد الأفريقي والمنظمات الاقتصادية أو المستوي المحلي، مشيرة إلى أن دول القارة عليها ان تأخذ فى الاعتبار أشياء كثيرة أهمها فكرة الفقراء والمهمشين وخاصة أنهم أكثر الفئات المعرضة إلى أزمات اقتصادية وفكرة الحماية الاجتماعية، فضلا عن إنحصار  فكرة اعتماد الاقتصاد وخطط التنمية على التصدير ويكون هناك فكرة التصنيع والاعتماد على الداخل.


وأشارت استاذ الاقتصاد إلى أن شمال إفريقيا وضعها افضل قليلا على دول جنوب الصحراء، إلا أن دول أفريقيا كافة معتمدة على تصدير المواد الأولية ،لذلك يجب عليها   أن تدخل فى فكرة التنوع الاقتصادي وليس تصدير مواد خام.


من جانبه قال الدكتور محمود عنبر أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة اسوان، إن العالم مر بثلاث أزمات اقتصادية وهى أزمة الكساد الكبير عام 1929، وأزمة الرهن العقارى فى الولايات المتحدة الأمريكية وأزمة فيروس كورونا المستجد.


وتابع عنبر إن أزمة فيروس كورونا أصابت العالم كله فى موجة واحدة، لافتا إلى أن من المتعارف عليه فإن الأزمات السابقة كانت هى أزمة تحدث فى دولة متقدمة ثم تنتقل تداعياتها إلى الدول النامية، وهذا مكمن الخطورة على الدولة الأفريقية لأنها تصنف كدول نامية.


وأضاف أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة اسوان أن الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا تصيب الدول النامية بشكل مزدوج بمعنى إن هذه الأزمة الصحية ستصيبها فى أهم وأخطر العناصر الإنتاجية وهو العنصر البشري، هذا بالإضافة إلى إنتقال تداعيات الأزمات التى تحدث فى دولة متقدمة للدول النامية وذلك مثلما حدث فى أزمة الرهن العقاري فى الولايات المتحدة الأمريكية ولم تنجو منها دول العالم.


وأوضح عنبر إن الجائحة أصابت الصين وهى الشريك الاستراتيجي الهام بالنسبة لأفريقيا وبالتالى أصبح فيروس كورونا أزمة عرض وطلب حيث أن الدول الأفريقية تعتمد فى مصادر دخلها تصدير المواد الاولية.


وقال إنه يمكن تقسيم اقتصاد دول أفريقيا لاربع تصنيفات وهى الدول البترولية التى تعتمد على قطاع النفط، والثانية دولا تعتمد على المصادر الطبيعية غير البترولية، والنوع الثالث هى الدول التى ذات قطاعات الإنتاج مثل السياحة، وهى الدول التى كانت الأكثر تأثرا بفيروس كورونا مثل موريشيوس ، وغالبية الدول فى الجنوب الأفريقي باعتبارها تعتمد على مصادر خارجية، مشيرا إلى أن النوع الرابع وهى الدول الأفريقية العادية التى ليس لها قطاع نفطي يمثل أهمية.


وتابع عنبر أن الدولة ذات الاقتصاد المستقر أو لديها معدل احتياطي نقدي أجنبي داخل بنوكها المركزية قوى لايعني بالضرورة أو يعنى أن الدولة مستقرة، لافتا إلى كثير من دول القارة لديها اقتصاد منكشف بمعنى ارتباطه بالسوق العالمي وخاصة أن تلك الاقتصادات هى التى يحدث لها صدمات خارجية.


وأوضح أستاذ الاقتصاد أن اقتصاد الدول سيعاني لسنوات قادمة من تداعيات فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن حجم تاثير وباء كوفيد 19 يتوقف على عدة عناصر وهى طبيعة الهيكل الإقتصادي للدولة وطبيعة انتشار الوباء حيث أن ذلك يتطلب إنفاق حكومي قد يؤدى إلى عجز فى الموازنة.


واوضح عنبر إن بعض الدلو الأفريقية اتخذت عدة خطوات للتخفيف من آثار فيروس كورونا من بينها تخفيض سعر الفائدة إلا أن هذه النمط غير مجدي فى دول أخري نظرا لحالة الإغلاق الكبير التى أدت إلى ضعف الاستهلاك.


وأشار إلى أن فكرة التوقعات المستقبلية وحالة عدم اليقين التى سادت العالم ، أدت إلى عدم الحديث عن استثمار أو موعد أو أجل لإعادة البناء، حتى المستهلك العادي أن سيطرت عليه حالة عدم اليقين وبالتالي لايقبل على الإنفاق ويميل لحالة الاكتناز والتى هي أولى المراحل التى تؤدي إلى الكساد الاقتصادي.


وأكد عنبر إن خريطة القوي على المستوي السياسي والاقتصادي سيتم ترتيبها وإعادة تشكيلها ، قائلا :"ماهو مؤكد أنه لن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية هى القطب الأوحد ويمكن أن يزاحمها مجموعة من القوي الدولية مثل الصين.. وحتى على المستوي النقدي هل سيكون الدولار هو العملة المسيطرة".


فيما قال الدكتور كريم العمدة أستاذ الاقتصاد الدولي، إن أفريقيا بها من الأزمات والمشكلات مايكفيها قبل ظهور فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى تضرر القارة السمراء وباء كوفيد 19.


وتابع العمدة  إن دول القارة السمراء مرتبطة بدول عظمى مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي فضلا عن ارتباطها المباشر مع الصين لافتا إلى تلك القوي تضررت أيضا بالفيروس وبالتالى ألقت بظلالها عن دول القارة .


وأوضح العمدة أن هناك تقارير أمينة ترصد حجم الأضرار التى ستلحق بالقارة السمراء حراء فيروس كورونا المستجد والتى من بينها إنزلاق مايقرب من 300 مليون مواطن للفقر و20 مليون وظيفة ستفقدها أفريقيا.


وأشار استاذ الاقتصاد الدولى إلى أن الصين طرحت نفسها كمنقذ للقارة الأفريقية باعتبارها قوي تنافس كلا من أمريكا وأوروبا داخل القارة.


وأكد أن الأزمة المنتظرة بعد فيروس كورونا المستجد هي زيادة ديون أفريقيا حيث أن تلك الدولة ستقترض من أجل سد احتياجاتها، مؤكدا أن مصر  داعم قوى  لأفريقيا.