الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شريف سُليمان يكتب: اقتلوا المدرس أو اطرحوه أرضا

صدى البلد

الهجمة غير المبررة على المدرسين أصحاب الفضل، تحتاج إلى إعادة نظر، فكلنا جميعا ضد الدروس الخصوصية الإجبارية، ولكننا ضد إهانة المدرس والقبض عليه كما لو كان مجرما ، وهو المنظر الذي يسيء له ولكل المدرسين ، أغلقوا السناتر كما شئتم وامنعوا الدروس الخصوصية إن استطعتم .. ولكن إياكم والمدرس .. مربي الأجيال .. من قال فيه الشاعر ( كاد المعلم أن يكون رسولا ) فإذا اهتزت صورة المدرس وقضينا على كبريائه وكسرناه أمام تلاميذه فلنبشر بجيل جديد من التلاميذ بلا تعليم وبلا قدوة ... ضعوا قرارات وقوانين منظمة للدروس ... قننوها ... وبدلا من السناتر اجعلوها في المدارس .. وما يدفع للسنتر يدفع للمدرس لتنمية الموارد .. لأن الأسر لن تستطيع أن تتخلى عن فكرة إعطاء أبنائها دروسا خصوصية .. والمدرس أيضا من حقه أن يعيش عيشة كريمة.


في الوقت نفسه من يجبر تلميذا على الدرس الخصوصي، فالفصل من الوظيقة أقل واجب معه .. مدرسونا يحتاجون الدعم فهم في محنة بعد أن جرمتهم الوزارة وباعتهم النقابة وضاعت هيبتهم بوضع الكلابشات في أيديهم .. الأمر كله يحتاج إلي إعادة نظر حقيقية .. فالتعليم في محنة رغم جهود الوزير للتطوير.. لدينا أجيال وصلت للثانوية العامة والمدارس الثانوية الفنية وهم لا يعرفون الكتابة والقراءة .


المعلم هو أساس بناء المجتمع الناجح .. فإذا صلح المعلم صلح المجتمع وإذا فشل المعلم تحولنا إلي ذئاب جائعة . أتمنى أن يقرأ الوزير الاقتراح وأن يدرسه كما عودنا ..نحن في أمس الحاجة إلي جيل جديد قادر علي العطاء .. ففي الماضي كانت الأخلاق سماتنا لأننا كنا نخاف من المعلم ونقدسه ونعتبره وريث الأنبياء في الأرض .. فخرج جيل من العمالقة .. فالعقاد وما وصل له من كتابات ستظل إلى الأبد نبراسا مضيئا كان حاصلا على الشهادة الابتدائية .. طه حسين عميد الأدب العربي تعلم على يد مدرسيه ومشايخه وأصبح قامة كبيرة لغيره من السياسيين والفنانين والرياضيين والمثقفين .. واليوم دعونا نبحث عن واحد مثل هؤلاء .


لابد أن نتدارس الظواهر ونحاول إيجاد الحلول المنطقية التي تتماشي مع إمكانياتنا .. فلك أن تتخيل يا سيدي العبء الكبير الذي وضعته علي كاهل الأسرة بعد غلق السناتر وعدم إيجاد البديل فمن كان يدفع جنيها في السنتر يدفع مائة في الدرس الخصوصي بالمنزل .. بل وأصبحنا نبحث عن المدرس ونبحث عن الواسطة كي يوافق علي وضع أبنائنا في جداول الدروس الخصوصية . 


الوضع جد خطير ولابد من البديل.. أتمني ان نستغل المدارس بعد أوقات الدراسة في تحويلها إلي سناتر فهي مجهزة وتكون تحت عين وبصر الوزارة وأيضا تحت عين ونظر مصلحة الضرائب ... ونحافظ على كرامة المدرس.