تعد مصر من الدولة الزراعية عالية الخصوبة المعدودة في بين دول العالم ، ويعد الفلاحين أو المزارعين هم السمة الغالبة على أبناء الشعب المصري ، ومن واقع هذا الاساس والجذور المصرية الاصيلة المفيدة والتي لها ابلغ الاثر في صورة مصر وصحتها الغذائية الممتدة على مر العصور.
ونظرا لتلك الأهمية ، نشأت علاقة خاصة بين الفلاحين ورؤساء مصر، وإن تباينت تلك العلاقة ما بين دعم قوي كما حدث في عهد جمال عبدالناصر والرئيس السيسي أو تهميش كامل كما حدث خلال اطول حقبة رئاسية وهي عصر مبارك التي تجاوزت الثلاثين عاما ، وفي هذه السطور - وبمناسبة الاحتفال بعيد الفلاحين الـ 68 - نرصد العلاقة بين الفلاحين والرؤساء :
محمد نجيب
حرص الرئيس محمد نجيب على منح الفلاحين العديد من حقوقهم التي سُلبت منهم، وأصدر قانون “الإصلاح الزراعي” في 9 سبتمبر 1952، لكنه لم يُطبق نظرًا لإعفائه من منصبه.
جمال عبد الناصر :
لعل التاسع من سبتمبر أكبر دليل على أنه «ناصر الفلاحين» فهو اليوم الذي صدر فيه قانون الإصلاح الزراعي الذي مكن الفلاح لأول مرة من امتلاك أرضه والقضاء على النظام الإقطاعي الذين عاشوا في ظله لقرون .
ولعل الفلاح المصري ظل يناصره حتى آخر يوم في حياة الزعيم، وعاشت ذكراه في قلوبهم.
أنور السادات
زاد فى حكمه من الأمر سوءًا للفلاح بسبب قيام بعض الإقطاعيين برفع دعاوي لإعادة أراضيهم التي تحفظ عليها الإصلاح الزراعي، وتم الحكم لبعضهم ما يعني سلب بعض الفلاحين لأراضيهم.
حسنى مبارك
كان الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك يحتفل بعيد الفلاح فقط ، ولم يقدم لهم أى انجازات تذكر ، بل ازداد الأمر سوءا بسبب تجريفه للأرضى ، و كان للتجريف أسباب كثيرة منها تكلفة الزراعة التي باتت في بعض الأحيان لا تغطي مواردها بعد بيع المحصول، بجانب تجار المكسب السريع من خلال بناء الأبراج الشاهقة وبيعها دون أي عناء، ونتيجة لتلك السياسات باتت مصر تستورد ما يقرب من نصف استهلاكها من المواد الغذائية.
المعزول مرسي
وفي عهد المعزول محمد مرسي لم يتغير الأمر كثيرًا، وإن كان بدأ الحديث عن كيفية زراعة محصول القمح الذي بات يلتهم جزءا كبيرا من موارد الدولة، وهو مشروع لم يتم اتخاذ أي خطوة فيه.
عدلى منصور :
أكد الرئيس السابق عدلى منصور على حرصه على توفير أفضل مناخ للفلاح المصري دائما ، مشددًا على ما يوليه من أهمية للزراعة باعتبارها أحد محددات الأمن القومي المصري حيث وعد ببحث كافة مطالب الفلاحين مع الجهات المعنية بالدولة للوقوف على مدى إمكانية تنفيذها في أقرب فرصة، فكان منصور مستمع جيد للفلاحين .
الرئيس عبد الفتاح السيسي :
أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي لملف الزراعة الأولوية ، وهذا بشهادة المزارعين والعاملين بالقطاع الزراعى مما أعطى نتائج ملموسة شعر بها الفلاح ، حيث جعل ضمن مشروعاته القومية استصلاح مليون ونصف المليون فدان، وبالفعل بدأت بشائر المشروع في بعض الأماكن مثل قرية الأمل وغيرها، ويؤكد خبراء الزراعة أنه في حالة نجاح المشروع سيكون أثره ملموسًا على الفلاح المصري.
كما حرص الرئيس قبل انعقاد مجلس النواب على إصدار القوانين والتشريعات لتحسين الأوضاع الزراعية وتصويب مسارها، فأصدر قرارا بإنشاء صندوق تكافل زراعي لتعويض الفلاحين عند حدوث أي أضرار نتيجة لكوارث طبيعية، كما أصدر قرار بقانون لإنشاء مركز للزراعات التعاقدية للقضاء على مشاكل التسويق والتسعير.