الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: حب رسول الله شرط في الإيمان.. فيديو

خطيب المسجد النبوي:
خطيب المسجد النبوي: حب رسول الله شرط في الإيمان

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن حبّ  رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرط في الإيمان.


وأوصى «البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بمعرفة سيرة المصطفى المختار، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، ووجوب محبته، ومعرفة قدره ومكانته وطاعته، واتباع هديه وسنته، منوهًا بأن أفضل وسيلة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم هي التعرّف على سيرته وشمائله وأخلاقه.


وتابع: لذا ينبغي بمعرفة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعرفوا قدره ومنزلته، فيتأتى لهم محبته وطاعته، فلا يؤمن أحد حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ إليه من نفسه وولده ووالده وماله والناس أجمعين، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى اصطفى من الملائكة رسلًا ومن الناس، وقد اصطفى محمدًا عليه الصلاة والسلام من أنفس المعادن والأنفاس، وأكرمه وفضّله على سائر الناس.


 واستشهد بما قال الله تعالى: «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»، وفي وصف منزلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله جل وعلا زكّى هديه وخلقه، وعلمه وعقله، وقوله وفعله، وزكّاه الله تزكية كاملة، ظاهرًا وباطنًا، زكاة في عقله، فقال عز وجلّ: «مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى" وزكاة في بصره فقال سبحانه "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى».


واستدل على زكاة في صدره، فقال تعالى «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»، وزكاة في ذكره فقال «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ»، وزكاة في طهره فقال جل شأنه «وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ» وزكاة في صدقه فقال تعالى «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى»، وزكاة في علمه فقال جل وعلا «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى» وزكاة في حلمه فقال سبحانه "بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" وزكاة في خلقه كله، فقال تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ».


وأضاف أن الله تعالى خلق عباده حنفاء كلّهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحلّ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بالله ما لم ينزّل بن سلطانًا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، فاختار من بينهم أنفس المعادة، منبع الخير والفضل، وأكرمهم وأزكاهم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب العربي القرشي الهاشمي، وأمه آمنة بنت وهب القرشية.


وأوضح في بيان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى اختار لنبينا عليه الصلاة والسلام أفضل مكان، فولد ونشأ وبعث في مكة أم القرى ومهبط الوحي، وكان مولده في ربيع الأول عام الفيل، بعد نحو اثنتين وثلاثين وستمائة من ميلاد المسيح عيسى ابن مريم، وبعث في مكة وعمره قد ناهز الأربعين سنة، وتوفي عن ثلاث وستين سنة، وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارة اليتم، فتوفي أبوه وهو في بطن أمه، وتوفيت أمه لنحو ست سنين من عمره، فكفله جدّه عبدالمطّلب لسنتين إلى أن توفي فضمّه عمّه أبو طالب، وظلّ يحوطه ويحميه ويدافع عنه إلى أن توفي لعشر سنين من البعثة.


وأفاد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وحيد أبويه، ليس له أخ ولا أخت، وقد جمع الله فيه أوصاف الخير والفضائل، وخصال الفطرة والشمائل، وقد مارس عليه الصلاة والسلام التجارة فخرج مع عمّه إلى الشام غير مرة للتجارة، وخرج في تجارة زوجه خديجة بنت خويلد، كما رعى الغنم على قراريط لأهل مكة.


وتابع : تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد وعمره نحو خمس وعشرين، فكانت أفضل معين، ومساعدٍ له، وأنجب منها جميع أبنائه ما عدا إبراهيم أمه مارية القبطية، ،لما بلغ صلى الله عليه وسلم الأربعين اختاره الله فبعثه وختم به الأنبياء والمرسلين، فبدأ بالدعوة إلى التوحيد والتخلّي عن الشرك، والحثّ على خصال الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والظلم والفساد.


وأفاض في سرد سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى هجرته عليه الصلاة والسلام إلى طيبة الطيبة إلى المدينة حيث يطيب المقام، حيث الدار والإيمان، وحيث يأرز الإيمان، حيث جنود الله الأنصار ، «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

وأكد أن دولة الإسلام بدأت حينها تترعرع في المدينة، فتأسست في فترة وجيزة، وتنزلت الأحكام، ثم بدأت تضم الأحلاف، وتجاهد في سبيل الله من حارب الله ورسوله، وتبرم العقود والعهود والمواثيق، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها عشر سنين كانت مليئة بالأحداث والتشريعات والغزوات، فلم تعرف منذ بسطها الله ودحاها ولم يشهد التاريخ منذ بدايته إلى اليوم فترة ولا جيلًا أقوم بالحق وأعدل بالصراط المستقيم، وأحبّ إلى الله من تلك الفترة وذلك الجيل.

ونبه أنه خلال عشر سنين في الفترة المدنية أتمّ الله دينه، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، ودخل الإٍسلام ربوع الجزيرة العربية، وأذعن أهلها فانقادوا للإسلام، وتتابعت الأحداث، حتى شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة، فبعد حجة الوداع ألمّ برسول الله صلى الله عليه وسلم الوجع، وخيّره الله فاختار لقاء ربه، اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى، وحان الفراق فأوصى وودّع، وأظلمت الدنيا بفراقه وتفطّرت الأكباد، وانقطع الوحي عن الأرض قال تعالى «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ».