الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد جوليوس نيريري.. أيادي مصر تحمي تنزانيا من فيضان نهر روفيجي.. الرئيس السيسي يوجه بتنفيذ المشروع بأعلى جودة.. والقاهرة تجني مكاسب القوة الناعمة

سد جوليوس نيريري
سد جوليوس نيريري

2.9 مليار تكلفة سد جوليوس نيريري بشراكة مصرية تنزانية
 إنشاء محطة توليد الطاقة الكهرومائية بطاقة إنتاجية 2115 ميجاوات
برلمانية: مصر لا تنتظر مكاسب مادية من المشروع وهدفها مساعدة جهود التنمية في أفريقيا


أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في بيان صحفي في 4 سبتمبر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف الحكومة بإكمال بناء سد جوليوس نيريري ومحطة الطاقة الكهرومائية في تنزانيا "بأعلى جودة".


وأشار مدبولي إلى أن الرئيس السيسي طالب بأن يكون بناء السد على أعلى مستوى من الجودة ليعكس قدرة قطاع المقاولات المصري على تنفيذ مشروعات ضخمة.




وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي، ففي يناير 2018، وقعت مصر وتنزانيا عقدًا لإنشاء سد على نهر روفيجي في تنزانيا، والذي يهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية لتوفير احتياجات الطاقة في تنزانيا، بالإضافة إلى التحكم في كميات المياه خلال فترات الفيضانات وتوفير احتياجات المياه للدولة التنزانية. 


ويعد سد جوليوس نيريري من بين أكبر السدود الكهرومائية في منطقة شرق إفريقيا، حيث يتم تنفيذ المشروع بتكلفة 2.9 مليار دولار من خلال شراكة بين شركة تنزانيا للتوريدات الكهربائية (TANESCO) واثنتين من أكبر الشركات المصرية في قطاع البناء - المقاولون العرب والسويدي إليكتريك.


وفازت الشركتان المصريتان بالمناقصة التي تقدمت إليها عدة شركات متعددة الجنسيات. ويهدف بناء السد إلى تشجيع تنفيذ مشاريع أخرى بين البلدين في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة.


ويتضمن المشروع إنشاء الجزء الخرساني من السد الرئيسي، بالإضافة إلى أربعة سدود تكميلية تشكل خزان المياه بسعة 33 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى محطة توليد الطاقة الكهرومائية بطاقة إنتاجية 2115 ميجاوات، وبدأت الشركتان المصريتان أعمال البناء في منتصف عام 2019، ومن المقرر أن يكتمل المشروع بحلول عام 2022.


ونقل الموقع عن هاني رسلان، مؤسس قسم دراسات حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن بناء سد جوليوس نيريري ومحطة الطاقة الكهرومائية سيعزز وجود مصر في تنزانيا، وهي إحدى دول حوض نهر النيل التي تسعى مصر لتوطيد العلاقات معها.


وقال رسلان إن تنفيذ مثل هذا المشروع الضخم يشكل سابقة عمل قوية في إفريقيا، ويساعد مصر على استعادة قوتها الناعمة في القارة. وأشار إلى أن مصر لديها مهارات وخبرات تسمح لها بتنفيذ مشروع بهذا الحجم.


وأوضح رسلان أن مكاسب مصر الحقيقية من بناء السد تكمن في تعزيز علاقاتها مع تنزانيا في إطار خطتها لدعم الدول الأفريقية.


وتربط مصر وتنزانيا علاقات قوية منذ تأسيس تنزانيا رسميًا في عام 1964، وفي نفس العام أقيمت علاقات دبلوماسية بين البلدين. وفي عام 2013 أعربت تنزانيا عن دعمها لثورة 30 يونيو ضد حكم جماعة الإخوان.


وبحسب الموقع، شكلت زيارة الرئيس السيسي إلى تنزانيا في أغسطس 2017 نقطة تحول في علاقات البلدين، حيث كانت أول زيارة لمسئول مصري منذ عام 1967. وفي يونيو 2014 شاركت تنزانيا، ممثلة بوزير الخارجية آنذاك برنارد ميمبي، في حفل تنصيب الرئيس السيسي بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية.


وأكدت النائبة بمجلس النواب وعضو لجنة الشئون الأفريقية مي محمود أن "مصر لا تنتظر أي مكاسب مادية من مشروع سد ومحطة جوليوس نيريري في تنزانيا، وإنما هدفها الرئيسي هو المساعدة على تحقيق التنمية في أفريقيا".


وأشارت النائبة إلى أن شركة المقاولون العرب وشركة السويدى اليكتريك لديهما تاريخ طويل في تنفيذ مشروعات البناء الكبرى والطاقة والكهرباء داخل مصر وخارجها، مضيفة أن المشروع لا يشكل عبئًا ماليًا على مصر.


وأضاف الموقع أن مصر تولي أهمية خاصة لأفريقيا منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019 لمدة عام، وقد أطلقت مبادرة لعلاج مليون أفريقي من التهاب الكبد الوبائي سي في 17 مارس الماضي، وحتى بعد انتهاء فترة المبادرة، أرسلت مصر مساعدات طبية إلى الدول الأفريقية وسط للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا.


وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، يستهدف المشروع السيطرة على فيضان نهر روفيجي، وتوليد الطاقة، والحفاظ على البيئة على جانب نهر روفيجي في محمية سيلوس جام بمنطقة مورجورو جنوب غربي مدينة دار السلام.


ويعزز المشروع الحضور المصري في دول حوض النيل، كما يدحض "اتهامات إثيوبية" لمصر، بشأن إعاقاتها المشروعات التنموية بدول الحوض، للاستئثار بالنصيب الأكبر من المياه، كما يشير الدكتور محمود أبوزيد وزير الري المصري الأسبق، رئيس المجلس العربي للمياه، مؤكدًا لـ"الشرق الأوسط" أن "مصر توطد علاقاتها مع دول حوض النيل، لتحقيق التكامل مع تلك الدول، عبر تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة لصالح شعوبها دون الإضرار بأحد، والاستفادة من مياه الأمطار التي تهطل سنويًا، وتذهب هباء في معظم تلك الدول".