الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمنى حُسن الخاتمة فنالها .. قصة حياة شاب سوهاجي توفى أثناء الصلاة

محمود مجدي هلال
محمود مجدي هلال

شاب عشريني تحلت طباعه بالصبر والحكمة والعقلانية، وتجملت شخصية بسمات المروءة والشهامة، وعندما تنطر لوجه ترى شيئًا من الهدوء الواضح على ملامحه، وسامة وجهه تحلو بابتسامته البرئية الهادئة.

محمود مجدي هلال، 22 عامًا، يُقيم بقرية نيدة التابعة لمركز أخميم شرقي محافظة سوهاج، يتحدث الجميع عن حُسن خلقه، وخشيته من الله في تعامله مع الآخرين.

يسكن الشاب بجانب المسجد "آل حميدات"،و يشهد أقاربه وجيرانه والمُصلون بهذا المسجد له بمواظبته على أداء الفروض الخمس في مواعيدها جماعة معهم وكان دائمًا يدعو بحسن الخاتمة، كان يخشى موت الفجأة، ولكن أراد الله أن يُفاجئه بحُسن الخاتمة، حيث توفي "هلال" مساء امس الجمعة، أثناء أدائه صلاة العشاء بالمسجد.

توفي الشاب بعد قيامه من سجود الركعة الثانية، حيث رفع المُصلون من سجودهم إلا هو ظانينَ أنه أطال السجود حتى قام الإمام إلى الركعة الثالثة وهو ساجد لله، فقام من سجوده حتى سقط على الأرض فطالعه من بجواره في الصف ليجده مغشيًا عليه حتى ظن أنه دخل في حالة إغماء إثر إرهاقه او ما شابه ذلك.

"ده مات يابخته ربنا راضي عنه وحسن ختامه يارب اكتبها لنا"، هكذا ردد البعض من المُصلين الذين كانوا يؤدون فريضة صلاة العشاء بجواره بذات المسجد، ولكن البعض الآخر كان يظنه مغمى عليه فقط فسرعان ما نقلوه إلى مستشفى اخميم المركزي للإلحاق به.

"البقاء لله محمود اتوفى مُتأثرًا بإصابته بأزمة قلبية حادة"، بهذه الكلمات أكد الطبيب بالمستشفى للأهالي أن الشاب قد فارق الحياة، ليعودوا به إلى منزل أسرته، ووجوههم عليها ابتسامة ممزوجة بالحزن.

كان محمود مجدي، ابن العشرينات، رجلًا وحيدًا على خمسة فتيات، عمل بمهنة السباكة منذ خمسة عشر عامًا، أي منذ طفولته تحمل مسؤولية اشقائه وعائلته مع والده، وكان خير مًعين وسند لهم جميعًا، ولكنه لم يُهمل دراسته فهو حاصل على دبلوم، وايضًا لم تُلهيه مشكلات الحياة وضغوطاتها وانشغلاتها، عن خالقه.

يُشهد له أنه كان يترك عمله ويذهب إلى أقرب مسجدً له لأداء فريضة الصلاة في جماعة، شاب يفتخر أهالي سوهاج بوجود شخص مثله ضمن أبناء المحافظة.