الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جميل راتب .. حكاية فنان غاب عن مصر 30 عاما ليعود بالشر المطلق

جميل راتب من فيلم
جميل راتب من فيلم الكيف

"جميل راتب" هذا الفنان العائد من فرنسا إلى مصر في عام 1975 سرعان ما وضعته السينما في أدوار الشر، وكان صلاح أبو سيف هو أول من فعل ذلك في فيلم "الكداب" والغريب أنه في العام نفسه، وضعه المخرج كمال الشيخ في الإطار نفسه في فيلم "على من نطلق الرصاص"، حيث قام راتب بدور رئيس مجلس إدارة شركة قطاع عام مغموس بالنساء والانحراف، ويتم اكتشافه في النهاية.


ويخلد شهر سبتمبر الجاري، الذكرى الثانية لوفاة شرير السينما المصرية، الذي توفي قبل عامين عن عمر يناهز 91 عاما بعدما فقد صوته بسبب مرض الشيخوخة.

جميل راتب الذي غاب عن مصر قرابة الثلاثين عاما وعاد إلى مصر للعمل في السينما والتليفزيون والمسرح، عمل على خشبة المسرح الفرنسي وفي السينما الأمريكية والفرنسية أكثر مما عمل في مصر، كان عليه وهو يبدو على مشارف الخمسين أن يبدو كوجه جديد في المقام الأول.


جاء ذلك وفقا لكتاب "الوجه والقناع" للكاتب محمود قاسم، حيث كان "أنا الشرق" الفيلم الوحيد الذي قدمه في مصر عام 1958 وهو فيلم مجهول من إخراج الممثل عبد الحميد زكي، حيث يدور الفيلم عن مغامرات حول البحث عن الذهب في مصر.


جميل راتب العائد، لم يبد في لكنته أي تغريب وإن كان جاء للسينما المصرية بشخصية مختلفة متنوعة فهو لم يعد الفتى الوسيم رغم قيامه أمام فاتن حمامة بأدوار العاشق القديم العجوز الراجع من الماضي، لكن طريقته في الحديث ونبرة صوته وهدوءه فرضوا عليه أدوار الشر التي لعبها بشكل مختلف.


الشرير الأنيق

كان أسلوب راتب أقرب إلى الممثل البريطاني هربرت لوم في أداء هذه الأدوار، يدبر الخطط ويخطط الجرائم لكنه لا يدخل في مغامرات ولا يمكن لأحد أن يشاجره أو أن يوقعه أحد أرضا فهو رجل له مهابته الملحوظة وكبرياؤه وهو يمارس شروره من خلال مكانته الاجتماعية ووظيفته المرموقة وقد ساعدته في ذلك أناقته ووسامته فهو الجنتلمان الخارج عن القانون، وإن كان قد استطاع أن ينوّع من أدواره فلا نستطيع أن نحصره في هذه الأدوار التي طلع علينا به من عودته إلى الشاشة المصرية.


قام جميل راتب بأداء العديد من الأدوار فهو الأستاذ الجامعي ورجل الأعمال والباحث والطبيب وفي غالب الأحيان لم يخلع راتب أناقته إلا في أضيق الحدود حتى في أدوار الشر فإن المخرجين الذين عمل معهم وضعوه في الإطار الضيق الذي أشرنا إليه فسوف نراه يقوم بدور المسئول الإداري في الشركات الذي يحبك الجرائم في الكثير من الأعمال.


بالإضافة إلى الفيلمين المذكورين فإنه سيفعل ذلك في "حب في الزنزانة" إخراج محمد فاضل 1983 و"الأقزام قادمون" 1987، ثم "الدرجة الثالثة" 1988 وكلاهما من إخراج شريف عرفة، و"حالة تلبس" لبركات 1988 و"طيور الظلام" لشريف عرفة 1995، كما قام بدور الشرير الظريف في أفلام عديدة منها "شعبان تحت الصفر" لبركات 1980، و"البداية" لصلاح أبو سيف 1986، المخرج الذي قدمه لأول مرة في فيلم "الكداب". 


البهظ بيه

ولا ننسى دور "البهظ بيه" الذي قام به في فيلم "الكيف" الشهير لعلي عبدالخالق 1985.