الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملخص جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ترامب يهاجم الصين ويحملها مسئولية تفشي كورونا.. وبكين: لا نرغب الدخول في حرب باردة.. وفرنسا تنتقد دور تركيا التخريبي في ليبيا.. وروسيا تعرض لقاحها بالمجان

صدى البلد

  • الرئيس الأمريكي: قضينا على تنظيم داعش وصفينا الإرهابي رقم 1 في العالم قاسم سليماني 
  • الرئيس الصيني: ينبغي رفض أي محاولة لتسييس أزمة كورونا 
  • الرئيس الفرنسي: بعض القوى تستحضر المقاتلين من المشهد السوري إلى ليبيا للعمل ضد مصالح ليبيا 
  • الرئيس الروسي: روسيا ستبذل كل الجهود الممكنة لدعم حل الأزمات الإقليمية سلمياً 
جرت جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 75 أمس الثلاثاء، في أجواء لم تشهدها المنظمة الدولية في تاريخها، فالمنظمة التي من المفترض أن ينم أسمها على توحيد الأمم وتعاونها، بدا أن قادة الدول يتبادلون الاتهامات لبعضهم البعض فيما يخص الأزمات المختلفة التي يمر بها المجتمع الدولي تزامنًا مع جائحة كورونا التي جعلت العالم يجثو على ركبتيه مثلما وصف الأمين العام، أنطونيو جوتيريش.

 كانت بداية الجلسات "المشتعلة" عند الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي خرج يستعرض إنجازاته في مكافحة الإرهاب، معلنًا عن القضاء على تنظيم "داعش" لاإرهابي، واغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني. وقال ترامب أمام الجمعية: "يجب على الأمم المتحدة، لكي تكون منظمة أكثر فعالية، أن تركز على اهتمامها على المشاكل الحقيقية للعالم، وهي الإرهاب، واضطهاد النساء، والعمل الإجباري، وتهريب المخدرات والبشر والتهريب الجنسي والاضطهادات الدينية والتطهيرات العرقية". 

 وأضاف: "قضينا على خلافة داعش 100% وقتلنا مؤسسه وزعيمه البغدادي، وصفينا الإرهابي رقم 1 في العالم قاسم سليماني". ولم يفت ترامب فرصة ذهبية كتلك الفرصة ليهاجم الصين، حيث اعتاد الرئيس الأمريكي على مهاجمة بكين في كل مرة تسنح له الفرصة للتعبير عن سخطه وغضبه إزاء خطواتها سواء كانت الاقتصادية أو السياسية.

ودعا ترامب إلى محاسبة الصين بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم، مضيفًا: "أوقفت الصين في أولى أيام انتشار المرض، حركة النقل داخل البلاد، لكنها سمحت مع ذلك للطائرات بمغادرة أراضيها ونشر الإصابات في باقي أنحاء العالم". ووصف الرئيس الأمريكي عدة مرات في كلمته المرض بـ"الفيروس الصيني"، معتبرا أنه "يجب على الأمم المتحدة محاسبة الصين بسبب إجراءاتها". وما إن انتهى ترامب من كلمته ليأتي الرد سريعًا من جانب الرئيس الصيني، شين جين بينج، الذي دعا إلى عدم الإنصات لكل من يحاول تسييس جائحة كورونا.

 وأكد بينج أن بلاده لا تنوي الدخول في حروب مع دول أخرى، لافتًا إلى أن بكين تتمسك بحل الخلافات بالطرق السلمية. وتابع: "لا تنوي خوض حرب باردة أو ساخنة ضد أية دولة.. سنواصل تسوية الخلافات وحل النزاعات مع الآخرين عبر حوار ومناقشة، ولن نسعى إلى التورط في لعبة محصلتها صفر".

 كما تناول الرئيس الصيني أيضا ملف جائحة كورونا، داعيا إلى تعزيز دور منظمة الصحة العالمية. ورد شي ضمنيا، بهذا الخصوص، على اتهامات ترامب، ضد المنظمة التي سماها "دمية في يد الصين" وأعلن اعتزام الولايات المتحدة الانسحاب منها. وقال شي في هذا الصدد: "في مواجهة الفيروس، يجب أن نعزز التضامن وأن نتجاوز ذلك (الأزمة) معا. 

يتعين علينا اتباع إرشادات العلم وإفساح المجال كاملا لمنظمة الصحة العالمية كي تمارس دورها القيادي.. وينبغي رفض أي محاولة لتسييس القضية". أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فقد حمل كل من الصين وأمريكا مسئولية عدم القضاء على فيروس كورونا حتى الآن، معتبرًا أن الطرفين فضلا التنافس بدلا من التعاون للقضاء على الجائحة. واستدرك قائلًا: " نعلم أننا سنتخطى أزمة فيروس كورونا وإلى ذلك الحين يجب أن نتعلم كيفية التعايش معه"، مشيرًا إلى أنه من غير المعروف كم من الوقت سينتظر العالم لحين إيجاد لقاح مضاد لكورونا. ولفت ماكرون إلى أن الصين والولايات المتحدة فضلتا التنافس بدلا من التعاون لتخطي أزمة جائحة كورونا. واعتبر ماكرون أن وباء كورونا يجب أن يكون جرز الإنذار للأمم المتحدة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن فرنسا بادرت بتأجيل سداد ديون الدول الأفريقية الفقيرة إليها بسبب الجائحة. هذا وقد تطرق ماكرون للأزمة الليبية في خطابه، واتهم تركيا ضمنيًا بأنها تقوم بلعب دور تخريبي في ليبيا.

وأشار ماكرون إلى أن "بعض الدول تستحضر المقاتلين من المشهد السوري إلى ليبيا للعمل ضد مصالح ليبيا". من جانبه، شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده ستبذل كل الجهود الممكنة لدعم حل الأزمات الإقليمية سلميا، مؤكدًا على ضرورة تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في أسرع وقت. وقال بوتين: "أود التشديد مرة أخرى على أن روسيا ستبذل كل الجهود الممكنة للإسهام في تسوية الأزمات والنزاعات الإقليمية سلميا وعبر طرق سياسية دبلوماسية ومن أجل ضمان الاستقرار الاستراتيجي".  

وتابع: "على الرغم من كل الجدل والخلاف، وعدم التفاهم وأحيانا عدم الثقة من قبل بعض الزملاء، سنتقدم بمبادرة بناءة من شأنها توحيد الموقف، خاصة في مجال السيطرة على الأسلحة، وتعزيز نظام الاتفاقات الحالية الخاصة بهذه القضية. وهذا الأمر يتعلق كذلك بالحظر على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والسامة".  

وأوضح بوتين: "المسألة الأولى التي يمكن بل يجب حلها بشكل سريع، تتمثل بالطبع في تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي ينتهي سريانها في فبراير 2021، أي قريبا جدا.
 نخوض حاليا مفاوضات حول هذا الشأن مع شركائنا الأمريكيين". كما تعهد الرئيس الروسي بتوزيع اللقاح الذي صممته روسيا ضد فيروس كورونا المستجد لكل الراغبين فيه من موظفي الأمم المتحدة، داعيا لعقد مؤتمر دولي حول إنتاج الأمصال.

 وأضاف: "القدرات العلمية والإنتاجية والخبرة السريرية للأطباء الروس مكنت من تصميم مجموعة أنظمة فحوص وأدوية طبية لرصد وعلاج فيروس كورونا، ليتم لاحقا تسجيل أول لقاح ضد في العالم وهو سبوتنيك – 5".  

وأردف بوتين: "أكرر أننا منفتحون ومصممون تماما على الشراكة. وفي هذا السياق نتقدم بمبادرة لعقد مؤتمر افتراضي في أسرع وقت ممكن على مستوى عال بمشاركة الدول المهتمة بالتعاون في مجال إنتاج لقاحات ضد فيروس كورونا".

 اما الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فقد بدا عليه أنه يحاول تليين لهجته الاستفزازية، والتخلي عن لغة التهديد التي اعتاد استخدامها خلال خطابه، ليكتفي بالقول أن بلاده مصممة على نيل حقوقها، وترغب في إقامة حوار مع دول المنطقة لحل خلافاتها معها. وتطرق أردوغان إلى أزمة بلاده مع اليونان وقبرص في منطقة شرق المتوسط قائلًا إن "الخطوات أحادية الجانب التي تتخذها اليونان وقبرص الرومية منذ عام 2003 هي سبب المشاكل في المنطقة".

 أما أمير قطر الداعمة للإرهاب، تميم بن حمد، فقد حث في كلمته على دعم مكافحة الإرهاب والوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. فيما قال تميم تعليقا على توقيع الإمارات والبحرين اتفاقات سلام مع إسرائيل إن "السلام العادل لا يمكن تحقيقه إلا بالتزام إسرائيل بمبادرة السلام العربية وحل قضية فلسطين"، وذلك في الوقت الذي تطبع فيه قطر العلاقات مع تل أبيب بشكل كامل من دون اتفاق رسمي.  

وأضاف:"ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إلزام إسرائيل بفك الحصار عن غزة ودعوتها للالتزام بالشرعية الدولية". وعن مقاطعة الرباعي العربي لقطر بسبب دعمها للإرهاب، قال تميم إن "الحوار غير المشروط القائم على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول هو السبيل لحلّ الأزمة". وللمفارقة، زعم تميم أن قطر (الراعية للإرهاب) لن تدخر جهدًا في مكافحة الإرهاب.