الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أيقونة فرنسية.. جولييت جريكو ورحلة 80 عاما من الإبداع الفني وحب الوطن

الفنانة الفرنسية
الفنانة الفرنسية الراحلة جولييت جريكو

توفيت الفنانة الفرنسية الشهيرة، جولييت جريكو، عن عمر يناهز 93 عاما، بعد مسيرة فنية  أسطورية استمرت على مدار ثمانية عقود من الغناء والتمثيل وإمتاع الجمهور بمواهبها الفية التي لن تتكرر، فهي صاحبة لقب الأسطورة، والأيقونة في فرنسا.

لم تنعم بحياة تشبه مثيلاتها في السن نفسه، فمنذ ولادتها وهي مضطهدة بين الجدران الأربعة للمنزل وحضن أم لم يعرف يوما الحنان او العطف، وكانت قد ولدت في مونبلييه لأب كورسيكي وهو جيرار جريكو ، وأم من بوردو ، وهي جولييت لافيشين ينحدر نسبها جزئيًا من اليونان، والتي برعت في تعذيب جولييت في طفولتها ولم تتلق منها أي حب أو عطف.

واستمرت تعليقات والدتها القاسية مثل انها طفل غير مرغوب فيه، وانتي لستي ابنتي، وغيرها من العبارات المشابهة، حت انتقلت للحياة مع جدها وجدتها وأخته الكبرى شارلوت، وبعد وفاتهم أعادت والدتها ابنتيها للعيش معها في باريس. في عام 1938، وأصبحت الأم راقصة باليه في أوبرا جارنييه .

عندما بدأت الحرب العالمية الثانية ، عادت العائلة إلى جنوب غرب فرنسا. كانت جوليت طالبة في المعهد الملكي للتعليم في مونتوبان، ونشأت حياتها في المقاومة مما أدى إلى إلقاء القبض عليه، واعتقلت والدتها في منزلهم في عام 1943، قررت الأختان بعد ذلك العودة إلى باريس ولكن تم القبض عليهما وتعذيبهما من قبل الجستابو قبل أن يتم سجنهما في سجن فريسنس في سبتمبر 1943. 


وتم ترحيل والدتها وشقيقتها إلى معسكر اعتقال في رافينسبروك بينما بقيت جولييت، التي كانت تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، في السجن لعدة أشهر قبل إطلاق سراحها، وبعد إطلاق سراحها من السجن، سارت على بعد ثمانية أميال عائدة إلى باريس لاستعادة متعلقاتها في مقر الجستابو، وقررت مدرستها الفرنسية السابقة وصديقة والدتها ، هيلين دوك ، الاعتناء بها.

وبعد انتهاء الحرب وخروجها بدأت في الغناء بشكل متواضع في النوادي والمقاهي والأماكن الرخيصة، كانت تتجول بين الحضور مرتدية ملابس سمراء اللون بهوية مجهولة، حتى أصبحت مصدر إلهام الفلاسفة والكتاب بما فيهم جان بول سارتر وألبير كامو.

حققت بعدها نجاحا كبيرا في منتصف الستينات، حيث لعبت دور الفصام في المسلسل التليفزيوني المخيف "بيلوجيجور"، لتقتحم بعدها مجال الفن الفرنسي من خلال ششات العرض، بأدائها المعروف عن هأنه "السهل الممتنع!"، وتعاونت في اعمال ظهرت فيها برفقة عظماء السينم الافرنسية مثل، جريكو، أفا جاردنير، أورسون ويلز، وجين كوكتاو.

على المستوى الشخصي تزوجت 3 مرات، من الممثل فيليب لومير، الممثل ميشيل بيكولي وعازف البيانو جيرار جوانست، لكنها كانت على علاقة غرامية طويلة مع عازف البوق مايلز ديفيس، واستمرت في الغناء على مدار 8 عقود مستمرة، معاصرة 3 أجيال بصوتها العذب، حتى قررت الاعتزال والتوقف النهائي عن الغناء أو الظهور وهي سن الـ 89، واصدرت أكثر من مائة أغنية، تحول منها إلى اغاني تراثية فرنسية،وشاركت في العديد من الأفلام والمسرحيات الغنائية والاستعراضية.