الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من السنة النبوية.. كيف تعامل النبي مع أسرى الحروب؟

كيف تعامل النبي مع
كيف تعامل النبي مع أسرى الحروب

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الساببق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن  رسول الله ﷺ قدم  الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة في معاملة الأسري في المواطن كلها, ففي غزوة بدر أنكر رسول الله ﷺ على بعض الصحابة عندما ضربوا غلامين من قريش وقعا أسيرين, حيث قال لهم: «إذا صدقاكم ضربتموهما, وإذا كذباكم تركتموهما» (الروض الأنف).

وأوضح جمعة عبر الفيسبوك، أنه بعد أن نصر الله عز وجل المسلمين في غزوة بدر وقع في الأسر سبعون أسيرا من قريش عاملهم الرسول ﷺ معاملة طيبة, وأمر أصحابه بحسن معاملتهم, يقول أبو عزيز بن عمير أخو مصعب وكان في أسرى بدر: (كنت مع رهط من الأنصار حين قفلوا, فكانوا إذا قدموا طعاما خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله ﷺ إياهم بنا, ما يقع في يد رجل منهم كسرة إلا نفحني بها); قال: فأستحي فأردها على أحدهما, فيردها على ما يمسها (الروض الأنف).

وأضاف: كذلك حث الرسول ﷺ الصحابة علي إكرام الأسرى فقبل الفداء من بعض الأسرى, ومن لم يستطع دفع الفدية, قبل منه أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين الكتابة, وعفا عن بعضهم, تحقيقا لأمر الله تعالى في محكم التنزيل: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد:4].

وأكمل المفتي السابق: من تطبيقات ذلك أيضا أن النبي ﷺ أعطى أسيرا لأبي الهيثم بن التيهان وأوصاه به خيرا فقال له: إن رسول الله ﷺ أوصاني بك خيرا, فأنت حر لوجه الله. (شعب الإيمان)وقد يكون مصير بعض الأسرى القتل, وذلك لشدة جرمهم في حق الإسلام والمسلمين, كما فعل الرسول ﷺ في حالة قتل عقبة بن أبي معيط, وطعيمة بن عدي, والنضر بن الحارث, ولم يكن سبب قتلهم أنهم أسرى; بل لوجود أسباب أخرى تبيح قتلهم, ولذلك فإن قتل الأسير لمجرد أسره مخالف لصريح ما ورد في القرآن الكريم وما ورد عن الرسول ﷺ.

واختتم الدكتور علي جمعة أن الإسلام بنصوصه القطعية في القرآن والسنة, وبتطبيقاته الفعلية والتقريرية من الرسول ﷺ لتعطي العالم أجمع دروسا حضارية في معاملة الأسرى, سبقت بها المعاهدات الدولية المنوطة بحماية حقوق الأسرى بأربعة عشر قرنا, مؤكدة أن الإسلام جاء رحمة للعالمين ولنشر قيم التسامح إلى يوم الدين