الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفشل خليله.. كيف تسبب أردوغان في عزل تركيا عن دول المتوسط؟

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

قد يتسبب شخص واحد في غرق مركب يحمل الالاف بسبب خطأ بسيط أو رغبة في إظهار السيطرة، وهذا ما نفذه بالحرف رجب طيب أردوغان فيما يخص العزلة التي تعيشها تركيا بالبحر المتوسط. 

أردوغان، الذي حاول في كل مناسبه إظهار قدرته على بسط سيطرته فيها على أراضي وممتلكات الدول الأخرى، سرعان ما انقلب السحر عليه، وأصبحت شواطئ تركيا في عزلة عن بقية دول المتوسط. 

اعترفت قوى المعارضة التركية بهذه العزلة، التي تعيشها البلاد بسبب تصرفات أردوغان، وذلك خلال المؤتمر الذي جمع زعيم المعارضة التركية وحزب الشعب الجمهوري كمال كليشتدار أوغلو، ورئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو. 

وأكدت المعارضة التركية أن تصرفات وحماقات أردوغان تسبب في هذه العزلة للشواطئ التركية، مشددين على ضرورة التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود مع مصر. 

تسببت بعض العوامل في العزلة التي تعيشها تركيا الأن بالبحر المتوسط، على الرغم من امتلاكها أطول شواطئ على المتوسط في قارة اسيا وهي: 

*الدور المصري القوي في المتوسط، وخاصة مع تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، والذي سرعان ما تحول إلى منظمة دولية ومقرها في القاهرة، ووقوف جميع الدول الأعضاء به في وجه تركيا وأطماعها بالمتوسط. 

*توقيع مصر على اتفاق الترسيم الحدودي الجديد مع اليونان، والذي رسم خط أحمر جديد لتركيا أمام المياه الإقليمية الليبية، جعل الاتفاق الأمني مع حكومة الوفاق مجرد حبر على ورق، وفقدانه الشرعية الدولية. 

*كما أسفرت التحركات العسكرية التي قامت بها اليونان وقبرص وإلى جانبهما فرنسا في المتوسط، إلى وقوف التحركات التركية في شرق المتوسط، وانسحاب القطع البحرية وسفن التنقيب التركية إلى أراضيها مرة أخرى. 

*الموقف القوي الذي ظهر عليه الاتحاد الأوروبي بسبب فرنسا ضد الجرائم التركية في المتوسط، وانتهاك الأراضي القبرصية واليونانية، ما جعل أردوغان يلجأ إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في محاولة لكسب أي ود له بالمنظمة. 

*التفوق العسكري للبحرية المصرية، والقيام بالعديد من المناورات والتدريبات العسكرية على الحدود الغربية بالقرب من الحدود الليبية، جعل أردوغان يفكر قبل اتخاذ أي قرار يخص التنقيب في المتوسط. 

*واخيرا، الفشل الذي يتعرض له الاقتصاد التركي خلال الفترة الحالية، ما ترتب عليه انهيار العملة المحلية "الليرة"، وزيادة التضخم في البلاد، وانخفاض مستوى المعيشة، بسبب إدارة أردوغان وفشلها في التعامل مع الوضع الحالي.