الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطاب ترامب في الأمم المتحدة.. كذب مفضوح أم انفصال عن الواقع؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بعد مرور خمسة وسبعين عامًا على تأسيسها، تواجه الأمم المتحدة تحديًا غير مسبوق في مساعدة البلدان على الاستجابة لوباء كورونا المميت، في وقت يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكأنه يحاول تقويض الجهود المبذولة للتصدي الجماعي للوباء والتهديدات الأخرى التي تأسست الأمم المتحدة لمعالجتها.


وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، أجبر فيروس كورونا الأمم المتحدة على عقد الاجتماع السنوي للجمعية العامة هذا العام افتراضيًا عبر الإنترنت، حيث اضطر زعماء الدول الأعضاء بالمنظمة إلى إلقاء خطابات مسجلة مسبقًا عبر الشاشات، ما يسلط الضوء بطريقة صارخة على التحديات الجسيمة التي تواجهها جميع البلدان اليوم، بالإضافة إلى المهمة الشاقة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في حشد جهود تنسيق عالمية فعالة.

وأضافت الصحيفة أن خطاب ترامب المسجل مسبقًا كان مناسبًا لرئيس قوض مصداقية الولايات المتحدة كما لم يفعل رئيس أمريكي من قبل، حيث نسج قصة خيالية عن عالم تقود فيه الولايات المتحدة الحرب ضد كل أنواع الشر، من جائحة كورونا وحتى إيران.

ومثل الكثير من تصريحات ترامب الصاخبة على تويتر أو على منصات الخطابة، فإن خطابه أمام الأمم المتحدة لا يمكن أن يكون منطقيًا إلا إذا رأينا العالم كما يراه ترامب: عالم لا يخطئ فيه ترامب ومنفصل تمامًا عن العالم الحقيقي.

أما العالم الحقيقي، فيُظهر رئيسًا أدى إلى تفاقم الأزمات المتعددة التي تعصف ببلده، وجعل العالم مكانًا أكثر خطورة، وفق ما رأت "الجارديان"، فقد قلل ترامب عن عمد من شأن الوباء وخطورته - على الرغم من معرفته المؤكدة بحجم هذه الخطورة - ورفض الاستعداد والاستجابة للأزمة بشكل مناسب.

وبينما يستمر الوباء في حصد أرواح الأمريكيين وغيرهم في جميع أنحاء العالم، رفضت إدارة ترامب المشاركة في الجهود العالمية لمكافحة الوباء، سواء في منظمة الصحة العالمية أو من خلال الجهود التعاونية مع الدول الأخرى لتطوير وتوزيع لقاح.

وبالنسبة للصين، فكل ما أنجزه ترامب هو إضعاف قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التهديدات الحقيقية التي يفرضها العملاق الآسيوي الصاعد، وبدلًا من العمل مع الحلفاء للضغط على الصين بشأن ممارساتها التجارية، أقصى ترامب حلفاء الولايات المتحدة وأطلق حربًا تجارية كلفت الكثير من الأمريكيين وظائفهم.

فيما يتعلق بإيران، أثبتت سياسة ترامب الصدامية القائمة على العقوبات عدم جدواها، ولم تؤد إلى نتائج باستثناء عزل الولايات المتحدة عن الجهود الدولية للتعاطي مع البرنامج النووي الإيراني، ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أوقف برنامج الأسلحة النووية الإيراني، أعادت إيران تفعيل برنامجها النووي بطرق أوقفها الاتفاق النووي.

وتابعت الصحيفة أنه في عالم اليوم، يجب على البلدان أن تشارك في حل التحديات المشتركة، فالأمم المتحدة والمنظمات المتعددة الأطراف الأخرى هي المكان الذي يمكن للولايات المتحدة أن تحشد فيه العالم لاتخاذ إجراءات ملموسة، ولكن بدلًا من العمل في إطار هذه المؤسسات لصالح الولايات المتحدة، حاول ترامب هدمها، من الإعلان عن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وسط جائحة إلى الانسحاب من الميثاق العالمي للهجرة وسط أسوأ أزمة نازحين على الإطلاق.

وختمت الصحيفة بالقول إنه لا يوجد مثال أوضح من فيروس كورونا على مدى حاجة العالم الماسة إلى أمم متحدة قوية، وليس إلى رفض إدارة ترامب للتعددية وتقويض مصداقية الولايات المتحدة في العالم.