الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نيفين عباس تكتب: المحلل الإلكتروني

صدى البلد

أصبحت الآلة المتحكم الرئيسي في حياتنا بعد أن قدمت التقنيات الحديثة طرقًا لممارسة الأخطاء بكل سهولة، فقد أصبحت الحياة رقمية في كل شيء، حتي في مشاعرنا التي ترجمت علي شكل إعجاب أو حظر أو تعليق!

ولا يخفي علي أحد ظاهرة العشيق الإلكتروني الذي أصبح هدفًا لبعض الزوجات ممن يهربن من جحيم الزوج علي أرض الواقع للمضي بعيدًا في عالم من الرومانسية والأحلام والوعود المزيفة مع العشيق الإلكتروني الذي باستطاعته احتواء المرأة وامتلاك مفاتيحها عبر إغراقها في عالم من المشاعر الكاذبة والكلمات المعسولة التي لا تثمن ولا تغني من جوع وقد تصل في العديد من الأوقات تلك العلاقات إلي علاقات محرمة شرعًا بعد لقاء حقيقي رتب بينها وبين محللها الإلكتروني.

يجتهد الرجل من أجل تحقيق الحياة الكريمة لأسرته فيفقد قوامته في المنزل من أجل الحصول علي المال، وهنا تشعر المرأة بحاجتها إليه فتمضي للبحث عن بديلًا إلكترونيًا يعوض نقاط النقص بداخلها بعيدًا عن أعين الناس كي تستطيع أن تعيش معه في عالمها الخاص، بل وتتهم الزوج بالتقصير تجاهها رغم أنها تعلم في قرارة نفسها أنه في ظل زحام ومشقة الحياة اليومية من أجل توفير لقمة العيش يحتاج الرجل للتقدير وتخفيف أوجاعه، وهذا النوع من النساء تحديدًا نسين أو تناسين أن الحياة الزوجية حياة مشتركة بين طرفين كل منهما يحتاج للاحتواء من الأخر، فلا يمكن أن تستمر الحياة طالما هناك طرف يأخذ دون أن يعطي، تطالب المرأة الرجل بالإهتمام بها دون أن تبادله ذلك الإهتمام، فتقرر الهروب إلي جنة العاشق الذي يجلس بالساعات خلف شاشة ينتظرها دون أن تعلم أهدافه الحقيقية من تلك العلاقة التي لا تمثل له أي أهمية علي أرض الواقع سوي أنها مجرد صيد ثمين يصلح للإبتزاز عاطفيًا وماديًا وجسديًا، فالجلوس لساعات علي التطبيقات وتبادل أطراف الحديث والمعلومات لا يعني بالضرورة أهمية ذلك الشخص علي أرض الواقع، ففي أغلب الأحيان تكون المرأة مجرد وسيلة لملء الفراغ الذي يعيشه الرجل بهدف التسلية واللهو وينتهي كل شيئ بمجرد إنتهاء الحديث وحذف المحادثة بينه وبينها، وهذا النوع من العلاقات دائمًا ما ينتهي بجريمة إبتزاز أو حتي الأسوء من ذلك وهو إنهاء العلاقة بجريمة قتل ضحيتها أطفال لا حول لهم ولا قوة وزوج خدع لسنوات، خاصة أن نسبة كبيرة من تلك الحالات لنساء ممن يعشن مراهقة متأخرة بعد بلوغهن سن اليأس.

الخيانة ستظل خيانة مهما تعددت أشكالها وطرقها، والخيانة الإلكترونية لا تقتصر علي النساء فقط، فالرجل أيضًا مشارك بل ويمتلك نصيب الأسد منها، فالطرفين خائنين ولا أحد منهم يستحق أن تشمله الرحمة، لكن الأمر برمته يعود لضعف الوازع الديني لدى البعض، بالإضافة لعدم وجود مبدئ أو أخلاقيات تحفظ للإنسان كرامته ونفسه وعرضه وتحفظ للطرف الغائب حقه، والآن تحولنا لمرحلة جديدة من الخيانة وهي الجهر بها علي صفحات التواصل، ولا يمكن أن نمر مرور الكرام أمام تلك الفاجعة، أو نعتقد بأن تلك القصة يمكن أن تتشابه تفاصيلها مع أي قصة خيانة أخري من تلك التي نشاهدها كل يوم.

فالقضية المتداولة الآن لزوج قام برفع دعوي إلغاء نسب لأطفاله الثلاثة بعد اكتشاف خيانة زوجته له علي مدار 11 عاما مفزعة في التفاصيل والتطورات، فقد خرجت الزوجة الخائنة علي صفحات التواصل الإجتماعي عبر فيديو بثته تقوم فيه بسب زوجها ونعته بأبشع الألفاظ بل ومعاقبته وتوبيخه علي عدم تركها تخونه!، لم تتوقف عند هذا الحد فمن شاهد الفيديو يلمح علي وجهها إسراف في الجهر بالخيانة يجعل كل من يشاهدها يتمني لو أن تعدم تلك الساقطة في ميدان عام، ظهر العديد من الرسائل المتبادلة التي تثبت خيانتها وكأنه أصبح مألوف أن نشاهد هذه الأمور، بعد أن أصبحت متداولة بشكل يومي، لكن لمن لا يعلم هي أشياء ليست وليدة اللحظة، بل تراكمات لسنوات طويلة من الفراغ والانصراف عن الطاعات بالإضافة لتوفير كافة الإمكانيات التقنية التي تجعلنا نهرب من أرض الواقع عن طريق الإستعانة بصور وأسماء مستعارة تخفي خلفها الشخصية الحقيقة للشخص، وكلها أسباب كفيلة للخيانة لأنها تحدث داخل بيئة رخيصة مع شخص رخيص يوفر للطرف الأخر إمكانية إختياره بقدر تناسبه مع رغباته الشخصية ونزواته.

وقد أكد الله تعالى في كتابه الكريم عدم محبته ورضاه عن الخائنين فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنَّه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة ))
وعن أنس بن مالك قال: (إذا كانت في البيت خيانة ذهبت منه البركة)

استقيموا يرحمكم الله.