الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسقط الكرامة والندامة.. لماذا نهى الإسلام عن خيانة من يخون المسلمين؟

 لمذا نهى الإسلام
لمذا نهى الإسلام عن خيانة من يخون المسلمين

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الخيانة من أرذل الصفات، إذ تسقط الكرامة، وتلحق بصاحبها الفشل، وتكسبه الندامة والحسرة، لذلك فقد جاءت آيات الذكر الحكيم تحث على التحلي بالأمانة، وتحذر من الخيانة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27]، كذلك قال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52]، كما أنها صفة المنافقين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» (البخاري).

وأوضح جمعة عبر الفيسبوك: أن في الحروب نهى الإسلام عن خيانة من يقومون بخيانة المسلمين، قال تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال:58]، وقوله: (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ) أي: أعلمهم أنك نقضتَ عهدهم، والتذييل بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) أي: مطلقا، حتى ولو كان مع الكفار، وهذه الآية نزلت في بني قينقاع الذين أظهروا البغي والحسد ونبذوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أخاف من بني قينقاع، واكتفى بإخراجهم من المدينة» (عيون الأثر).

وأضاف: تأكد ذلك من قوله صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وفعله، فقد قال: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلا يَحُلَّنَّ عَقْدًا وَلا يَشُدّنّهُ حَتّى يَمْضِيَ أَمَدُهُ أَوْ يَنْبِذَ إلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» (الترمذي). ومن فعله أن قُرَيْشًا لَمّا أَسَرَتْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَأَبَاهُ أَطْلَقُوهُمَا وَعَاهَدُوهُمَا أَنْ لَا يُقَاتِلَاهُمْ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانُوا خَارِجِينَ إلَى بَدْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَنَسْتَعِينُ اللّهَ عَلَيْهِمْ (مسلم).

واختتم الدكتور علي جمعة المفتي السابق: أما بنو قريظة فقد عاملهم بالقصاص دون غيرهم بسبب خيانتهم العهد ووقوفهم بجانب أحزاب قريش في غزوة الخندق، وإرادتهم كسر شأفة المسلمين وإبادتهم. وقد وقع من بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفعال تشبه في ظاهرها فعل الخيانة، ومن ذلك ما فعله الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.