الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد مصطفي يكتب : مصر تنتصر في حرب الغاز

صدى البلد

علي مدار سنوات طويلة لم يعرف العالم سوي جهتين أو منظمتين لرعاية مصالح الدول المنتجة للبترول، وذلك فى أواخر الخمسينيات وأوائل  الستينيات من القرن الماضي .. والأولى منظمة إقليمية «عربية» هى الأوابك، أى منظمة الدول العربية المنتجة للبترول.. والثانية وهي الأكبر  وهى أوبك، أى منظمة الدول المصدرة للبترول. الأولى عربية خالصة.. أما الثانية فكانت تضم دولًا مُختلفة من آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.. 

وكثيرا ما يحدث خلط لدى الكثير بين اسم "أوبك" و"أوابك"، خاصة عند نقل الأخبار عنهما، والتى تحمل مضمونًا متشابهًا حول مجال النفط وصادراته، لذا وجب أولًا  إلقاء الضوء على الفرق بينهما، وتوضيح العلاقة التى تربطهما. فعلى الرغم من أنهما اسمان لمنظمتين مستقلين، ولكل منهما دورها، إلا أن هناك علاقة تربطهما أيضًا، يتمثل هذا الرابط فى وجود 7 أعضاء من الدول المشاركة فى منظمة "أوبك" أعضاء فى منظمة "أوابك" أيضًا، علاوة على نص المادة الثالثة من اتفاقية إنشاء "أوابك"، بألا تتعارض أهداف المنظمة مع أهداف "أوبك"، خاصة فيما يتعلق بحقوق والتزامات أعضاء الـ"أوبك"، وتعتبر منظمة "أوبك " (OPEC) هى المنظمة العالمية التى تضم جميع الدول المصدرة للنفط على مستوى العالم، فيما تقتصر منظمة "أوابك" ( OAPEC) على الدول العربية المصدرة للنفط فقط، وطبقا لاتفاقية "أوابك" فإن أى عضو ينضم إليها يجب أن يلتزم بمستويات مراعاة الأسعار التى تهدف إليها قرارات "أوبك"، بما يساعد على تقوية دول المنظمة العالمية المصدرة للبترول "أوبك" فى العمل على استقرار الأسواق والحفاظ على مستويات الأسعار ، والفرق بين منظمة "أوبك" و"أوابك" :-

١- منظمة "أوبك"

-تضم دول العالم المصدرة للنفط.

-تأسست عام 1960، وتشرف على صياغة السياسة النفطية العامة للأعضاء، مثل الإنتاج وكميته وحصص كل دولة من الإنتاج والتسعير والدفاع عن مصالح الأقطار المنتجة.

-تضم فى عضويتها 13 دولة منتجة للنفط من بينها دول عربية وأجنبية.

-هدفها تنسيق وتوحيد السياسات النفطية لدولها الأعضاء، وتحديد أفضل وسيلة لحماية مصالحها الفردية والجماعية.

-تسعى للتوصل إلى أفضل السبل والوسائل لضمان استقرار الأسعار فى أسواق النفط الدولية.

-تعمل على ضمان حصول الدول الأعضاء فى المنظمة على دخل ثابت من صادراتها ليساعدها فى خطط التنمية التى تضعها كل دولة لنفسها.

-المقر الرئيسى لها بفيينا عاصمة النمسا.

-الدول العضاء هى: "الإكوادور، والإمارات، وإندونيسيا، وأنجولا، وإيران، والجزائر، والسعودية، والعراق، وفنزويلا، وقطر، والكويت، وليبيا، ونيجيريا". 

2-منظمة "أوابك"
-هى منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط.

-تأسست عام 1968 فى أعقاب حرب 1967.

-الهدف من إنشائها، تطور وتعاون الأقطار العربية الأعضاء فى مختلف أوجه النشاط الاقتصادى فى صناعة البترول، وتوثيق العلاقات فيما بينها.

-تضم فى عضويتها عددًا من الدول العربية دول مؤسسة وهى "الكويت، السعودية، ليبيا"، ودول منضمة وهى "قطر، البحرين، الإمارات، الجزائر، العراق، سوريا، ومصر".

-شروط الانضمام للمنظمة، أن يكون البترول مصدرًا مهمًا للدخل القومى لدى الدولة الراغبة فى الانضمام.

-أهم المشروعات المنفذة من قبل المنظمة هى "الشركة العربية البحرية لنقل البترول، والتى تهدف للقيام بجميع عمليات النقل البحرى للمواد الهيدروكربونية، الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسرى)، وتهدف إلى القيام بجميع عمليات البناء والإصلاح والصيانة لجميع السفن والناقلات ووسائل النقل البحرى المتعلقة بنقل المواد الهيدروكربونية وغيرها، وال الشركة العربية للاستثمارات البترولية "أبيكورب"، والتى تهدف إلى الإسهام فى تمويل المشروعات والصناعات البترولية وأوجه النشاط المختلفة، مع إعطاء الأولوية للمشروعات العربية المشتركة".

إذًا فالخُلاصة تتركز في أن  المُنظمتين لهُم أهداف قامتا من أجلِها ، فمُنطمة الأوبك  تهتم بأسعار البترول عالميًا، وتحدد حصة ما تنتجه كل دولة من أعضائها للمحافظة على الأسعار.. أما الأوابك فقامت للدفاع عن مصالح الأعضاء وإنشاء عدد من المشروعات لمصلحة الدول الأعضاء.. العربية.. وكانت الأوبك هى التى تتصدى وتواجه ضغط الشركات الكبرى التى كانت تحدد الأسعار، بل  وحجم ما تنتجه أى دولة عضو.. وذلك عندما كانت أوبك تنتج أكثر من ٤٠٪ من البترول العالمى، إلى أن جاءت حرب أكتوبر ١٩٧٣ وظهر البترول فى دول ليست منضمة للأوبك وهى دول مؤثرة، مثل روسيا والنرويج.

الآن.. وبعد أن أصبح الغاز الطبيعى أكثر طلبًا من المستهلكين للحد من التلوث، وظهرت دول منتجة للغاز.. كان لابد من إنشاء منظمة إقليمية أخرى تحمى مصالح هذه الدول الغازية. ولما أصبح البحر المتوسط «بحرًا من الغاز الطبيعى»، خصوصًا فى القطاع الشرقى منه، كان لابد من منظمة ترعى مصالح الدول التى أعطاها الله هذا الغاز الطبيعى.. وتقدمت مصر باقتراح إنشاء منظمة حتى وإن جاءت إقليمية، إلا أنها منظمة دولية حكومية.. ومنعًا لأى صراعات - خصوصًا فى مناطق المياه الاقتصادية الدولية - كان لابد من منظمة تنظم العلاقة بين دول شرق المتوسط.. وللتصدي لمحاولات  دولة مثل تركيا من أن تدس أنفها فى هذا الغاز، رغم أنها لا تملك مساحة من هذا الكنز.. ونعرف أطماعها، سواء فى الغاز القبرصى أو اليونانى، الأمر الذى قد يصل إلى حد الصراع العسكرى.

وهنا كان  الدور المصرى فاعلًا ومؤثرًا، ونجح فى تحويل الميثاق الأولى إلى منظمة إقليمية متحدة تهتم بتطوير التعاون فى مجال الغاز الطبيعى، وأيضًا فى أى مجال لدعم هذه الدول.. وهذه المنظمة تضم الآن: مصر، وقبرص، واليونان، والأردن، وإسرائيل، وإيطاليا.. ربما بحكم أنها التى نجحت فى اكتشاف هذا الغاز فى شرق المتوسط.. وإذا كانت أوبك قد بدأت عام ١٩٦٠ باشتراك السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا، واتخذت من مدينة فيينا مقرًا لهذه المنظمة حتى وإن كانت تعقد اجتماعاتها دوريًا فى أى دولة من الدول الأعضاء.. فإن الكويت هى المقر الرسمى لمنظمة الأوابك، أى العربية.

■ وها هى مصر تصبح مقرًا للمنظمة الجديدة لغاز شرق المتوسط.. وهذه ميزة تحققت.. وأصبحت مصر بهذا القرار قاعدة إقليمية للغاز، تدافع عن مصالح شعوب هذه المنظمة.. وبالتأكيد، تحقق ذلك بجهود ومثابرة المهندس طارق الملا  وزير البترول المصرى، الذى يقود سفينة البترول والغاز المصرى الآن ، وبتوجيهات من فخامة السيد الرئيس / عبدالفتاح السيسي باني مصر الحديثة .