الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ظاهرة ربانية لها أسرار غريبة وعجيبة.. بئر العين في صحراء مركز نقادة مقصد الباحثات عن الإنجاب.. مرت بها السيدة مريم ووضعت سيدنا عيسى عليه السلام أسفل نخلة بجوارها

بئر العين
بئر العين

  • بئر العين بصحراء مركز نقادة مقصد الباحثات عن الإنجاب
  • أسرار غريبة وعجيبة بمكان مرور السيدة مريم ووضع سيدنا عيسى أسفل نخلة
  • العين ﺗﻔﺠﺮت لأﺣﺪ اﻟﺮﻫﺒﺎن اﻟﺬي ﻫﺮب ﻣﻦ ﺑﻄﺶ اﻟﺮوﻣﺎن


رغم جفاف مائها والتراب الذى غطى معالمها، إلا أن بئر العين بصحراء مركز نقادة فى محافظة قنا، مازالت مادة خصبة للحكايات والأساطير التى ينسجها أهالى المنطقة حول تاريخ البئر والكرامات الخارقة التى تحدث للزائرين، فما زالت حتى الآن الكثير من السيدات يعتقدن أن البئر لها قدرة سحرية على تحقيق حلم الإنجاب.


الحكايات والأساطير المتداولة بين أهالى المنطقة لم تكن وليدة اليوم، لكنها تراث متداول نقله الأجداد للأحفاد حتى صار واقعًا ومعتقدًا راسخًا يأبى كل المحاولات العقلانية التى ترفض هذه الخرافات التى تروى عن قدرات البئر فى علاج الكثير من المشكلات.


بئر العين أو كما يطلق عليها أهالى المنطقة" بير العين" الجدال حولها لم يقتصر على عامة الناس، لكن تمادى ذلك إلى خلاف بين المؤرخين القدماء، حيث ذكرت بعض المراجع أن البئر مرت بها السيدة مريم ووضعت سيدنا عيسى عليه السلام أسفل نخلة بجوارها، ورواية أخرى للمؤرخ ابن صليب يشير فيها إلى أن السيدة مريم مرت بجوار البئر وكان معها يوسف النجار.


الأطفال الصغار الذين اعتادوا رؤية السيدات الباحثات عن الإنجاب، و وفود المسيحيين القاصدين التبرك بالمكان، استثمروا هذه الجموع فى تحقيق مكاسب مادية لشراء ما يحتاجونه من ألعاب وحلويات، حيث ينزلون إلى ما تبقى من البئر ويحضرون قطع من الطين يبيعونها بأسعار زهيدة للسيدات كنوع من البركة وهو أمر لا يمكن رفضه أملا فى تحقيق المراد، بجانب ما يحصل عليه الأطفال من حلويات وهدايا تحضرها السيدات أو الزائرين للمكان.


وقال "أ. ح"، من أهالى المنطقة: "منذ سنوات طويلة نشاهد سيدات مسلمات ومسيحيات يحضرن إلى البئر للتبرك بها، اعتقادًا منهن بأنها قد تكون سببا فى تحقيق حلم الإنجاب، ويؤدين حولها طقوسا وعادات متعارف عليها لمن يريدون حدوث الحمل أو قضاء حاجه معينة، لكن البئر فى الفترة الأخيرة جفت مياهها التى كانت تتدفق بقوة فى أيام معينة من العام وتختفى منها المياه نهائيًا بعد ذلك".



فيما يرى "م. ص"، من أهالى المنطقة، إن العين ظاهرة ربانية لها أسرار غريبة وعجيبة، فرغم صغر حجمها إلا أنها تنبع بالماء فى أوقات معينة، كما أن بعض السيدات اللاتى حضرن إليها أكدن بأن الله حقق لهن الحمل بعد زيارة هذا المكان.


وقال اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻷﺛﺮي بشرى ﻓﺮح، من أبناء مركز نقادة: "يرجع ﺗﺎرﻳﺦ بئر العين، ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺴﺎدس الميلادى ﰲ ﻋﻬﺪ اﻷﻧﺒﺎ "ﺑﺴﻨﺘﺎؤس أب ﺑﺮﻳﺔ"، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﺮاء ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ المياه، وﺗﻔﺠﺮت العين لأﺣﺪ اﻟﺮﻫﺒﺎن اﻟﺬي ﻫﺮب ﻣﻦ ﺑﻄﺶ اﻟﺮوﻣﺎن، ليشرب وﻳﻌﻴﺶ فى هذه المنطقة القريبة من دير مارجرجس".



فيما قال الكاتب أحمد عبد النبي الدعباسي، باحث فى التراث: "تقع بئر العين فى جنوب صحراء حاجر دنفيق بنقادة غربى دير الأنبا بسنتاؤس، أسقف قفط، وهو أقدم دير كما يعرف فى برية الأساس، لكن البئر التى كانت تنضح بالماء منذ سنوات أصبحت جافة فى الفترة الأخيرة، وعمقها تضاءل لأقل من متر ونصف.


وأضاف الدعباسي: "تنسب البئر لأحد الرهبان المسيحيين الذى تفجرت له حسب إحدى الكرامات التى تروى، ودارت حولها العديد من الروايات والخرافات، منها أن أسفلها رمال "متحركة ناعمة" تبتلع كل ما يقع داخلها طبقًا لروايات الأهالي، حيث ﻛﺎن اﻟﻨﺎس إذا أرادوا أن ﻳﺪﻋﻮا ﺑﺎﻟﻬﻼك على ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ: "ﻳﺎ رب ﺗﻘﻊ  فى بير العين"، وأﻣﺎ عين الماء الصغيرة المجاورة لـ" بئر العين" ﻓﻘﺪ ردﻣﺖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ وأﺻﺒﺤﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻔﺮة ﻋﻤﻘﻬﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز نصف المتر، وﻗﻄﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى الثلاث مترات، لذلك يجب أن يكون هناك اهتمام للحفاظ على هذه العين قبل اندثارها واختفائها تمامًا".


وتابع: "كما تداول البعض رواية عن مولد السيد المسيح عند نخله بجوار العين، لكنها حكاية لا تعقل، حيث قال الحق تبارك وتعالى فى كتابه الكريم "وَاذكُرْ فيِ الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أهْلِهَا مَكَانًا شرَقِيا" "سورة مريم – الآية 16"، فإذا افترضنا أن قوم السيدة مريم كانوا يعيشون بصعيد مصر على ضفاف النيل، فإننا سنجد أن بئر العين تقع في أقصى الضفة الغربية لنهر النيل، ولم يكن في مصر حياة إلا على جانبي ضفتي نهر النيل، والآية الشريفة تشير إلى أن السيدة مريم عليها السلام اتجهت جهة الشرق، وموقع بئر العين على خلاف ذلك فهو في أقصى الغرب، كما أنه المتواتر أن مولد المسيح عليه السلام كان بفلسطين وليس فى مصر، وكذلك من المعروف أن السيد المسيح وأمه لم يتجاوزا أسيوط جنوبًا في رحلتهم إلى صعيد مصر".


وقال الكاتب الطيب أديب، باحث فى التراث الشعبى: "تعتقد الكثير من السيدات أن البئر لها قدرة على الشفاء من العقم وبعض الأمراض الأخرى، وخلال زيارتهن للبئر يقمن ببعض الطقوس الغريبةـ، منها الدوران حول البئر وإلقاء قطع الخبز والحلوى داخل البئر، ثم النزول للبئر وغرف قدر من الماء فى زجاجة والاغتسال به فى المنزل بعد ذلك، وإذا شاءت الأقدار وحدث حمل لإحدى النساء تعود إلى البئر بالمزمار البلدى محملة بالخبز والذبائح لتوزيعها على أهالى المنطقة المحيطة، وهو ما يعد مخالفًا للشريعة الإسلامية".


وأضاف: "كلما زاد ماء النيل يقل ماء البئر والعكس صحيح، كما أن هناك بئرا أخرى مجاورة لها يذهبن إليها لأداء بعض الطقوس".


اقرأ أيضًا:

محافظ قنا: تنفيذ سيناريو مواجهة السيول والآثار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية

محافظ قنا يوافق على خفض الحد الأدنى للقبول بالمدارس الثانوية الفنية