الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكفاح والنضال والمواقف الطيبة.. كيف أصبحت أفريقيا فى عهد جمال عبد الناصر؟

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

رحل وترك بصمته، إسمه يتردد باستمرار داخل القارة السمراء، كتب نهاية الإستعمار فى القارة الأفريقية بل أطلق عليه البعض أنه أبو أفريقيا، هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فـ حينما تحل ذكرى موالده أو وفاته، تستعيد الأذهان النجاحات التى حققها القائد الراحل فى القارة السمراء من مساعدة فى التنمية وجهود داعمة لحركات التحرر فى القارة.

أفريقيا لم تنس دور عبد الناصر فى الحصول على استقلالها، بل فتح أبواب مصر من أجل دعم الزعماء الافارقة الوطنيين وإمدادهم بكل الوسائل الممكنة من أجل خدمة بلادهم، مثل نكروما فى غانا، وحركة الماو ماو فى كينيا.



عبد الناصر وغانا

غانا لها مكانة مميزة فى قلب مصر، حيث قدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كل الدعم الى نظيره الغانى نكروما منذ خمسينيات القرن الماضي، ليس ذلك وفقط بل ساند "أبو أفريقيا" فى حصول غانا عام 1957 على استقلالها عن بريطانيا، تطورت العلاقات المصرية الغانية حتى أصبحت سيدة مصر هى سيدة غانا الأولى حيث تزوج الرئيس نكروما من عروس النيل فتحية رزق.


مواقف مصرية 

ولأن فتحية رزق مصرية حتى النخاع لم تتخلى يوما عن دعم بلدها مصر، حيث ذكر جمال نكروما فى تصريحات سابقة له ، أن والدته "فتحية" رغم الأزمة التي تعرضت لها عام 1966، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بزوجها إلا أنها لم تتأخر عن القيام بواجبها تجاه وطنها مصر، ويتذكر جمال أن والدته حينما وقع الانقلاب اتصلت بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر فجرًا لتستنجد به وطمأنها وأرسل بالفعل طائرة خاصة لأكرا لاصطحابنا إلي القاهرة وأقمنا في قصر الطاهرة، لمدة ثلاثة أشهر لحين الانتهاء من تجهيز بيتنا في المعادي، ويوضح جمال الذي سمي علي اسم الزعيم عبد الناصر أن ناصر كان صديقًا لوالده ولولاه لما وافقت أسرة فتحية علي هذه الزيجة.


عبد الناصر وكينيا

تاريخية منذ الأمد تلك هى العلاقات المصرية الكينية، فلم يبخل عبد الناصر بتقديم كل الدعم والمساندة لحركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاستعمار البريطانى لكينيا، وتم تخصيص إذاعة موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته فى نضاله لتحرير بلده باسم "صوت أفريقيا"، وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة أفريقية لدعم كينيا فى الحصول على استقلالها.

حالة أفريقية

قضية الماو ماو، لم تكن قضية ممحلية فى كينيا ولكن بدعم مصر أصبحت حالة أفريقية، نادت بالإفراج عن الزعيم الكينى جومو كينياتا الذى احتجزته سلطات الاحتلال البريطانى عام 1961، وكانت القاهرة أول عاصمة تستقبل المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا وعلى رأسهم : أوجينجا أودينجا، وتوم مبويا، وجيمس جيشورو، وجوزيف موروبي، وهكذا استمر الدعم المصري إلى أن حصلت كينيا على استقلالها فى عام 1963.

سفارة مصر 

لم يتوقف الدعم المصري عند هذا الحد ولكنه استمر عطاء عبد الناصر حيث افتتحت كينيا في عام 1964 سفارتها بالقاهرة، وخلال اعتماده أوراق أول سفير لجمهورية كينيا بالقاهرة عبر الرئيس عبد الناصر وقتها عن إعجابه بكفاح الشعب الكينى من أجل الحرية والاستقلال بزعامة "جومو كينياتا" الذى أصبح أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وأبدى عبد الناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الأفريقية من أجل تعزيز قوة أفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها.

التعاون العسكري

خلال إستضافة مصر مؤتمر القمة الأفريقى الثانى فى عام 1964 أبدى الرئيس عبد الناصر استعداده للتعاون العسكرى مع كينيا وأجابه الرئيس كينياتا بالإعراب عن رغبته فى التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى بلاده، ومساندة مصر لكينيا ومساعدتها فى بناء الجيش الكينى الوطنى، حيث يذكر فى هذا الصدد الكلمة الشهيرة للرئيس جومو كينياتا " سنظل نذكر ناصر دائمًا أن مساندته لأفريقيا حررت الكثير من دولها".

عبد الناصر وأنجولا 
    
عندما تجد حركات تحرر أو كفاح من أجل الاستقلال، تلقائيا تجد جمال عبد الناصر يمد يده للمساعدة فى طرد المستعمر، ففى أنجولا شاركت مصر القوميون الأنجوليون يشاركون في الكفاح من أجل الاستقلال، وتعززت في عام 1976 مع افتتاح السفارة الأنجولية في مصر، فلم تشهد العلاقات المصرية والأنجولية أية توترات في أي مرحلة من مراحلها المختلفة منذ استقلال أنجولا، و يعود تاريخ هذه العلاقات لعام 1965 حيث تم فتح أول مكتب إقليمي لحزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا ( MPLA ) بالقاهرة برئاسة السيد باولو جورج وزير الخارجية الأسبق و ذلك لدعم حركات التحرر الأنجولية ضد الإستعمار البرتغالي.

عبد الناصر وتنزانيا 

الدفاع باستماتة عن دول أفريقيا كان هو النهج الذي يسير عليه جمال عبد الناصر، فمصر وضعت أفريقيا فى قلبها، ومن هذا المنطلق، ساندت عدة دول كان من بينها تنزانيا كان لعبد الناصر موقفا داعما لتنزانيا حيث ربطت مصر وتنزانيا علاقات دبلوماسية وثيقة حتى قبل نشأة اتحاد تنزانيا عام 1964، بل وقبل استقلال تنجانيقا عام 1961، ففي عام 1954م كوَّن الأفارقة اتحاد تنجانيقا الإفريقي الوطني بقيادة "جوليوس نيريري" وآخرين، للمطالبة بالاستقلال الكامل عن بريطانيا.


لقى اتحاد تنجانيقا دعمًا مباشرًا من الزعيم جمال عبد الناصر حتى نال الاتحاد بالأغلبية استقلال تنجانيقا عام1961م،  وبعد ذلك بعام واحد انتُخِبَ نيريري رئيسًا للبلاد، ثم مَنَحت بريطانيا زنجبار استقلالها في عام 1963م، وفي عام 1964 تم الاتحاد بين تنجانيقا وزنجبار، وكانت مصر في مقدمة الدول التي اعترفت بجمهورية تنزانيا الاتحادية، وقدمت لها الدعم.

الكفاح، والمساندة هى أمر آمن به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فدائما القوة تبدأ عندما تكون الدولة مستقلة ولا يملي عليها أحد قرارتها، فـ عبد الناصر تفرغ من أجل تنمية أفريقيا والنهوض بإقتصادها لذلك كان هو حالة نادرة مرت على القارة السمراء فإسمه يزال يتردد ومدون فى تاريخ الدول السمراء.