سيدة فى منتصف الثلاثينات، ترتدى إيشارب أحمر وعباءة سوداء، تنتظر داخل قاعة محكمة الأسرة بزنانيرى، ممسكة بيديها طفلة لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، تترقب بعينيها الحاجب لعله ينادى على موعد نظر دعوى الطلاق التي أقامتها ضد زوجها.
على الجانب الآخر، كان هناك حديث مطول يدور بين الزوج، صاحب الأربعين عاما، ومحاميه، وتطور لنقاش حاد، تدخلت والدته لتبعد ابنها وتوبخه دون أن يكشف الحوار عما يدور بينهما.
فجأة ترك الزوج الأم ومحاميه، وتوجه صوب زوجته، جلس بجوارها، حاول أن يمسك بيد ابنته، لكنها تدخلت وابتعدت قليلا عنه في مقعد آخر.
رغم ما حدث بينهما كما ذكرت الزوجة فى دعواها بأن الزوج كان دائما يتهمها بالتقصير وعدم الاهتمام بنفسها، وأن والدته كانت تسخر من شعرها القصير "الهائش"، وكانت تحرضه على الزواج من أخرى، مما دفعه فى يوم من الأيام إلى طردها من البيت وتهديدها بالزواج من ثانية، إلا أنه بمجرد أن طلب الزوج منها فى المحكمة أن يتحدثا قليلا بعيدا عن قاعة المحكمة، وافقت الزوجة لعلها تستعيد زوجها الذى اختطفته والدته، وصورتها له على أنها زوجة لا تصلح للعيش معه.
المشهد كان غريبا وأثار غضب الأم التي صرخت بأعلى صوت فى المحكمة: "لو صالحتها، يبقى انت مش ابنى، ومحرم عليا أزورك".
لم يعبأ الابن بكلام والدته، خرج مع زوجته وابنته، ممسكا بيد ابنته والابتسامه لا تفارق وجهه، ثم أخذا يتهامسا معا، ويتحدث وتستمع الزوجة، حتى انفرجت ابتسامتها، وأعطته ابنته كى يحتضنها ويقبلها.
ما دار فى الحوار قصه لنا محامى الزوج، الذى أكد أن الزوج اعتذر لزوجته، وأخبرها أنه كان مضغوطا وأن ما فعله معها كان بسبب ضغوط من والدته التى دائما يعمل على رضاها، وأخبرها أنها أجمل إنسانة، لترد الزوجة: "أنا موافقة، وهاطلب من المحامى يتنازل عن الدعوى بس بشرط نبحث عن بيت بعيدا عن والدتك حتى لا نعود للمشاكل مرة أخرى"، وافق الزوج، لتقاطعه الزوجة: "اترك لى والدتك سأصالحها بطريقتى، فقط ابحث لنا عن منزل".