لا أحد فوق القانون.. حرمان وزيرة الدفاع فى جنوب أفريقيا من راتبها لهذا السبب

أن تكون وزيرا أو صاحب قرار، لا يعنى أنك قادر على الإفلات من العقاب أو دون محاسبة، فدولة جنوب أفريقيا، لا تفوت أي خطأ لوزير ما دون أن تحاسبه على ما فعل، حيث أصدر سيريل رامافوزا، رئيس البلاد، قرارا بمنع وزيرة الدفاع نوسيفيوى مابيسا نكاكولا، من راتبها لمدة 3 أشهر، والتبرع به لصندوق مكافحة فيروس كورونا المستجد.

هذا القرار الذي أصدره رئيس جنوب أفريقيا، لم يأت من فراغ لكنه جاء كإجراء عقابي للوزيرة، إثر سماحها لمسئولين بالحزب الحاكم بـ "استخدام طائرة تابعة للقوات الجوية" فى 9 سبتمبر الماضي، نقلتهم إلى هراري عاصمة زيمبابوي، حيث حضرت الوزيرة أعمال اجتماع لبحث قضايا إقليمية، وفي ذات الوقت كان وفد من حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم بجنوب أفريقيا متوجها إلى زيمبابوي لإجراء محادثات مع الحزب الحاكم هناك.

واتهم الرئيس الوزيرة بـ "إساءة استغلال موارد الدولة"، واصفا تصرف الوزيرة بأنه "خطأ فى التقدير" و"عدم تصرف في مصلحة الحكم الرشيد"، كما انتقدها معارضو النظام بشدة.

لم تكن وزيرة الدفاع هى الأولي فى جنوب أفريقيا التى تتعرض لعقاب من قبل الرئيس سيرايل رامافوزا، فقد تم تطبيق الجزاءات فى أبريل الماضي على وزيرة الاتصالات ستيلا ندبيني إبراهامز والتى تم منحها آنذاك "إجازة خاصة" لمدة شهرين وخصم شهر من راتبها لانتهاكها ضوابط العزل الصحي العام بأنحاء البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد وتناولها الغداء مع مسئول سابق.

وهذا القرار الذي أصدره رامافوزا وقتها جاء نتيجة انتشار صورة للوزيرة على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الغداء، الأمر الذى أثار غضب المواطنين، الذين التزموا بفترة العزل فى منازلهم لمدة 21 يوما بدأت في 27 مارس لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقالت كوسيلا ديكو، المتحدثة باسم رامافوزا آنذاك: "يؤمن الرئيس بأنه لا أحد فوق القانون، بما في ذلك الوزراء. يقول إنه لا يجب أن يقوض أحدنا الجهود الوطنية لإنقاذ الأرواح في هذا الوضع شديد الخطورة".

فيما قدمت الوزيرة اعتذارها في تسجيل مصور نشر على "تويتر"، وقالت: "أود أن أعبر عن أسفي للمجتمع بأكمله لانتهاكي ضوابط العزل العام التي وضعت لمكافحة انتشار كوفيد-19.. ونادمة على ما حدث، وأقدم كامل اعتذاري".