الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبة الجمعة من المسجدين الحرام والنبوي تحذر الغافلين عن ذكر الله.. وتؤكد: كل المخلوقات تسبح ربها.. لا سبيل للنجاة من الشيطان دونها.. والتوكل لا يعني القعود عن العمل وانتظار الرزق

خطبتا المسجد الحرام
خطبتا المسجد الحرام والنبوي تحذر الغافلين عن ذكر الله

خطيب المسجد الحرام:
  • الطير أمة من الأمم بها جماعات وأجناس مماثلة لبني آدم
  • المخلوقات كلها ناطقها وجامدها خاشعة ذليلة تسبح الله 
  •  الطيور تعلم الناس دروسا في الستر والتوكل والسعي للرزق
خطيب المسجد النبوي:
  • العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل
  • رسول الله بينّ معاقد الذلة ومنار العزة

تناولت خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي ، كيف أن مخلوقات الله سبحانه وتعالى كلها ناطقها وجامدها خاشعة ذليلة تسبح بحمده، فيما أنه لا يزال هناك غافلون عن ذكر الله جل وعلا من البشر، كما أن الطير أمة من الأمم فهو جماعات وأجناس مماثلة لبني آدم في الخلق والرزق والحياة والموت والحشر، وكيفية حسابه يوم القيامة، فضلًا عن حقيقة أن العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل.

 ومن مكة المكرمة ، قال  الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الطير تسبِّح ربها كما تسبح المخلوقاتِ كلَّها فأين الغافلون عن ذكر الله سبحانه وتعالى.

وأوضح «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أن هذه المخلوقات كلها ناطقُها وجامدُها خاشعةٌ ذليلةٌ تسبح الله وتتجه إليه لا إلى سواه في تناسق بديع ونظام عجيب ، والطير تسجد لخالقها كما أن كل شيء يسجد لعظمته طوعًا وكرهًا.

ونبه إلى أن من آيات الله سبحانه وتعالى الباهرة والمخلوقاتِ البديعة التي هي محل للتفكر والنظر “الطيرَ” ذلك المخلوق العجيب الذي قد جعل الله له من الخصائص والسمات ما يمتاز به عن غيره، ويدل دَلالة واضحة على كمال قدرته سبحانه، وبديع صنعه.

الطير أمة مماثلة لبني آدم
وأكد أن الطير أمة من الأمم فهو جماعات وأجناس مماثلة لبني آدم في الخلق والرزق والحياة والموت والحشر، ومتى طغى بعضها على بعض أو ظلم بعضها بعضا حوسبت يوم القيامة واقتص من ظالمها لمظلومها، وإن لم يكن من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص مقابلة، مستشهدًا بما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ» ، وبعد أن يحكم الله بين الدواب بحكمه العدل يجعلُها ترابا.

 الطيور تعلم الناس دروسا
وأضاف أن هذه الطيور تُعلِّم الناسَ دروسًا وعبرًا تفيدهم وينتفعون بها في حياتهم، ففي قصة قابيل الذي قتل أخاه هابيل دروس كثيرة منها: إلهام الله ذلك الغراب أن ينزل ويثير الأرض ليدفن فيها غرابا ميتا؛ ويُعَلِّمَ قابيلَ كيف يسترُ بدن أخيه، قال تعالى: “فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه”.

وأشار إلى أن الطير مثال عظيم للتوكل على الله وهذا لا يعني أن يقعد الإنسان عن العمل والاكتساب، منتظرًا الرزق، بل عليه أن يبذل السبب؛ فهذه الطيور لا تبقى في أوكارها تنتظر رزق الله، بل تخرج في الصباح وتتسبب وتتكسب، ثم بعد ذلك ترجع في آخر النهار ممتلئة البطون.

واستطرد: من توكل على الله حق توكله ارتبط قلبه بالله، وعلم أن الاكتساب والغنى والتحصيل لا يكون بما أوتي من ذكاء وطاقة ومهارة وحرفة وصنعة، وما أشبه ذلك، وإنما يعتقد جزمًا أن الله هو مسبب الأسباب، وأن أزمّة الأمور في يده، فيتوكل عليه ويبذل الأسباب بطلب الرزق من وجه حلال، والله الغني الرزاق المتكفل برزق العباد، وهو إلى مشيئته فمن شاء وسع عليه في رزقه وأكثر ومن شاء ضيق عليه رزقه وقتر، وكل ذلك وَفْق حكمته فيما قضى وقدَّر.

ومن المدينة المنورة قال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينّ معاقد الذلة ومنار العزة في قوله عليه الصلاة والسلام : « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَاد سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُم» .


وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بم المدينة المنورة، أن الله سبحانه قال في كتابه العزيز آمرا وناهيا وموصيا ، قال الله تعالى: «قلْ تَعَالَوْا أتْلُ ما حرَّمَ ربكمْ عليكمْ ألا تُشْركوا به شيئًا وبالوالدينِ إحسانًا ولا تقتلُوا أولادَكُمْ مِن إملاقٍ نحنْ نرزقُكُمْ وإياهُمْ ولا تَقْربوا الفواحشَ ما ظهَرَ منها وما بطَنَ ولا تقتلوا النفسَ التي حرَّمَ اللهُ إلا بالحقِّ ذلكمْ وصَّاكمْ به لعلكم تَعْقلونَ» .

وأكد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر بالحق مبلغًا ومصدقًا فقال: «إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن ، فأتاه عيسى فقال: إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيلَ أن يعملوا بهنَّ فإمَّا أن تُخبرَهم ،وإمَّا أن أخبرَهم فقال: يا أخي لا تفعلْ ، فإنِّي أخافُ إن سبقتَني بهنَّ أن يُخسَفَ بي أو أعذَّبَ.

وتابع:  قال: فجمع بني إسرائيلَ ببيتِ المقدسِ حتَّى امتلأ المسجدُ وقعَدوا على الشُّرفاتِ ثمَّ خطبهم فقال: إنَّ اللهَ أوحَى إليَّ بخمسِ كلماتٍ أن أعملَ بهنَّ وآمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بهنَّ أولاهنَّ لا تُشرِكوا باللهِ شيئًا فإنَّ مَثلَ من أشرك باللهِ كمثلِ رجلٍ اشترَى عبدًا من خالصِ مالِه بذهبٍ أو ورِقٍ ثمَّ أسكنه دارًا فقال اعملْ وارفعْ إليَّ فجعل يعملُ ويرفعُ إلى غيرِ سيِّدِه فأيُّكم يرضَى أن يكونَ عبدُه كذلك، فإنَّ اللهَ خلقكم ورزقَكم فلا تُشرِكوا به شيئًا.

وأضاف: وإذا قمتُم إلى الصَّلاةِ فلا تلتفتوا، فإنَّ اللهَ يُقبِلُ بوجهِه إلى عبدِه ما لم يلتفتْ ، وأمركم بالصِّيامِ ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ في عصابةٍ معه صُرَّةُ مِسكٍ كلُّهم يحبُّ أن يجدَ ريحَها، وإنَّ الصِّيامَ أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المسكِ، وأمركم بالصَّدقةِ ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ أسره العدوُّ فأوثقوا يدَه إلى عنقِه وقرَّبوه ليضربوا عنقَه فجعل يقولُ هل لكم أن أفديَ نفسي منكم وجعل يُعطي القليلَ والكثيرَ حتَّى فدَى نفسَه ،وأمركم بذكرِ اللهِ كثيرًا ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سِراعًا في أثرِه حتَّى أتَى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه، وكذلك العبدُ لا ينجو من الشَّيطانِ إلَّا بذكرِ الله » .

واختتم الخطبة بالإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينّ معاقد الذلة ومنار العزة في قوله عليه الصلاة والسلام : «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَاد سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُم» .