الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا.. ماكرون يطرح مشروع قانون يثير غضب المسلمين

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أثار خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ما سماه "انعزال المسلمين" في فرنسا، حالة من الغضب بين المسلمين في ذلك البلد، حيث يرى البعض أنها خطوة لمكافحة التطرف بينما اعتبره آخرون تعميما قد يعود عليهم بشكل سلبي.

وتحدث ماكرون عن مشروع قانون يفترض أن يناقشه مجلس الوزراء في ديسمبر المقبل، والذي يتضمن إجراءات في مجال التعليم ودور العبادة لمحاربة التطرف في فرنسا.

اقرأ أيضا:

وبينما يرحب محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بمحاربة من يرتكبون التطرف باسم الدين، ينتقد في الوقت ذاته اللغة المستخدمة.

ويقول موسوي في تصريحات لإذاعة "فرانس انفو" إنه لديه شعور بالأسف بشأن اللغة المستخدمة تجاه المسلمين، قائلا "عندما يتم الحديث عن المسيحية واليهودية يتم الأخذ في الاعتبار أنهما ديانتين وحضارتين.. وعندما نتحدث عن الإسلام نسمع شيئا آخر ونفهم شيئا آخر.. إنه أمر مؤلم لمسلمي فرنسا".

وأضاف أن مسلمي فرنسا هم مواطنون مثل غيرهم، ملتزمون بالدفاع عن رؤية الجمهورية وقيمها، ويجب احترامهم كمواطنين كاملي الحقوق، منتقدا ربط كلمة التطرف بالإسلام، دون الإشارة إلى كونهم مدعين.

واعتبر موسوي أن مشروع القانون قيد الإعداد من أولويات الطائفة المسلمة في فرنسا، مؤكدا أنها معركة المسلمين أنفسهم للحفاظ على دينهم من المتطرفين الذين يريدون بسط نفوذهم.

ويأتي خطاب ماكرون الذي أعلن خلاله تفاصيل مشروع القانون والذي يشمل زيادة الرقابة على تمويل المساجد والمدارس الدينية، عقب أيام من هجوم طعن إرهابي قرب المقر السابق لصحيفة شارلي إيبدو الساخرة.

فيما دافع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين عن القانون الجديد، قائلا إنه يهدف للوقوف أمام أعداء فرنسا من الإرهابيين، والجماعات التي تهدد النموذج الفرنسي لحرية التعبير والطريقة التي يتعايش بها المواطنون داخل المجتمع.

وقد يكون التشريع المرتقب هو أول خطوة عملية تجبر المؤسسات الدينية الإسلامية في فرنسا على التماشي مع القيم العلمانية في ذلك البلد.

وبحسب استطلاع سابق لمعهد "إيفوب" فإن 74% من المسلمين تحت سن الـ25 عاما، يؤمنون بعقيدتهم أكثر من قوانين الجمهورية الفرنسية، بينما يقول 42% من مسلمي فرنسا إنهم كانوا ضحايا لسلوك عنصري مرتبط بديانتهم.

بدوره، قال مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا الأسبق إن الأمر الحقيقي هو المعركة ضد تيارات الإسلام السياسي المتمثلة في الإخوان والسلفيين.

في المقابل، يرى الكاتب السياسي ألكسندر ديل فالي أن مشروع القانون الجديد يساعد على تحجيم تلك الانفصالية المخفية وراء ستار الدين، مضيفا أن لا أحد يمنع المسلمين من الذهاب للمساجد، لكن الأمر يتعلق بحظر المشروع الشمولي الانفصالي.

وانتقد عمار لصفر رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية، القانون الجديد، قائلا إن الإسلام أصبح "شماعة" للسياسيين للتقرب من ناخبيهم.

وأقر بوجود تصرفات متطرفة لدى بعض المسلمين الذين يرفضون الامتثال للقوانين، لكنه أكد أن الأمر لا ينطبق على جميع المسلمين الفرنسيين.

أما شمس الدين حفيظ عميد مسجد باريس، فأعلن مساندته لمشروع قانون ماكرون حال استهداف الطائفة المتطرفة التي تتوغل داخل الأحياء السكنية الضخمة التي تفتقر الخدمات المجتمعية والتعليمية.

وأثيرت في فرنسا قضايا عدة حول تعارض الممارسات الإسلامية مع القيم العلمانية الفرنسية، منها إشكاليات حول النقاب وارتداء الحجاب في بعض الأماكن، فضلا عن التمويل الخارجي للمساجد والمدارس الدينية، الذي ينتقده ماكرون بكل شراسة.

وقال ماكرون إن مشروع القانون الذي سيعرض على الحكومة في التاسع من ديسمبر، يهدف لتعزيز المبادئ الجمهورية العلمانية، في مواجهة التطرف.

وينص القانون على خضوع الجمعيات الإسلامية الفرنسية للمراقبة، واحترام مبادئ العلمانية، فضلا عن تعزيز الرقابة على تمويلات دور العبادة.

ويرى ماكرون أن القانون الجديد سيعمل على منع سيطرة المتطرفين على المساجد، مع تنفيذ قرار منع جلب معلمي اللغة العربية من الخارج من دول مثل تركيا والمغرب والجزائر، داعيا إلى تنظيم التمويل الخارجي للجمعيات الإسلامية في فرنسا.