الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ بالأزهر ينصح أئمة الاوقاف بدراسة علم الدلالات للقدرة على الدعوة للناس

أئمة الأوقاف
أئمة الأوقاف

واصلت وزارة الأوقاف، لليوم الثاني على التوالي، محاضراتها في الدورة التأهيلية السابعة للأئمة الجدد بالوزارة الأوقاف.

وعقدت المحاضرات بمشاركة الدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا الأسبق جامعة الأزهر ، تحت عنوان: ” دلالة العام ” ، والدكتور جاد الرب أمين العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر ، تحت عنوان :”حجية السنة ” ، وبمراعاة جميع الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعي، في مسجد النور بالعباسية.

وفي بداية محاضرته وجه الدكتور محمد سالم أبو عاصي الشكر لوزير الأوقاف، لحرصه الشديد على استمرار مثل هذه الدورات والتي تصقل خبرات الأئمة ، خاصة الجدد منهم , مما ينعكس على تجديد وتطوير الخطاب الديني المستنير , ونبذ الفكر المتطرف والمفاهيم الخاطئة , مبينًا أن علوم القرآن ما هي إلا ضوابط لعلوم التفسير ، ولعلوم القرآن أنواع كثيرة اختلف أهل العلم في إحصائها وعدها , وصنفوا فيها مباحث عديدة , ومن أهم هذه المباحث مبحث الدلالة ، فلا نستطيع أن نفهم القرآن فهمًا صحيحًا إلا من خلال الدلالة ، ولقد ذكر السيوطي في الإتقان أنواع الدلالات كدلالة العام والخاص وغير ذلك.

وأشار إلى أنه يجب التفرقة بين دلالة العام ودلالة الخاص , فالعام هو اللفظ الذي يستغرق الصالح له من غير حصر ، وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على دلالة العموم , ومن الأمثلة التي توضح ذلك قول الله تعالى : ” فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ” , فيجب التفرقة بين لفظ ” كُلُّهُمْ ” ولفظ ” أَجْمَعُونَ” فلفظ (كل) تعم كل الأفراد , أما لفظ (جميع) فتفيد المجموع , مختتمًا محاضرته بتوجيه الأئمة لدراسة علم الدلالات للقدرة على توضيح القضايا المهمة للناس وإظهار الصورة السمحة لشرع الله (عز وجل) , ناصحًا لهم بضرورة إخلاص النية لله (عز وجل) في طلب العلم والاجتهاد حتى يكونوا قدوة حسنًة ومثلًا يحتذى به.

وأشاد الدكتور جاد الرب أمين بدور وزارة الأوقاف المؤثر في مواجهة الفكر المتطرف ونشر الفكر الوسطي المستنير ؛ وهو ما ظهر جليًا في عهد معالي وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الذي حرص على إقامة الدورات التأهيلية للأئمة الجدد موفرًا لهم سبل الاجتهاد والتميز للارتقاء بالخطاب الديني بما يمكنهم من مواجهة حروب الجيل الرابع وغيرها.

وأوضح، أن الإسلام بشرائعه وأحكامه لا يقوم إلا بالقرآن الكريم مع السنة المطهرة , فالسنة النبوية أساس في فهم القرآن الكريم ومقاصده ، ومن هنا قال علماؤنا : إن السنة هي المصدر الثاني للتشريع , مؤكدًا أن للسنة فوائد لا تحصى منها : أنها المبينة ، والمفسرة ، والمقيدة ، والمخصصة لما جاء في القرآن الكريم , فلو عزلنا السنة عن القرآن يصبح الكثير من أحكام القرآن معجمة لا نستطيع أن نستخلصها منه , ونضرب مثالًا : فعَنْ سيدنا عَبْدِ اللّهِ بن مسعود (رضي الله عنه)، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ (صلى الله عليه وسلم) وَقَالُوا: أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وسلم) : ” لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: ﴿ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾” , فمن هنا برز أهمية السنة في فهم القرآن الكريم , موضحًا أن السنة مرت بثلاث مراحل في التدوين ؛ الأولى : التدوين الشخصي في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، والثانية : التدوين العام في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) ، والثالثة: مرحلة التصنيف ويمثلها الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما.

وأشار إلى أن علم الحديث هو علوم وليس علمًا واحدًا , وغالبًا ما تنبثق هذه العلوم من علمين ؛ علم الرواية ، وعلم الدراية , فعلم الرواية : هو علم نقل الحديث أي نقل ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من قول أو فعل أو تقرير ، وأما علم الدراية فيبحث عن الحديث من حيث القبول والرد والقوة والضعف , مبينًا أقسام الحديث وتعريف كل قسم منها , وأن كل حديث يختلف في حجيته والعمل به حسب علم الرواية وعلم الدراية وهو ما بينه علماء الحديث بإتقان , مختتمًا النصح للسادة الأئمة بضرورة حفظ أحاديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والعمل على فهمها فهمًا صحيحًا وتطبيقها وتعليمها للناس.