الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تعوض مصر 42 مليار متر مكعب عجزا سنويا من المياه؟.. خبراء يضعون روشتة الحل في تصريحات لـ «صدى البلد».. وتحلية مياه البحر الخيار الإستراتيجي

تحلية مياه البحر
تحلية مياه البحر

الدكتور عباس شراقي:
نهضة كبيرة في محطات تحلية مياه البحر بمصر خلال الـ3 سنوات الأخيرة
نادر نور الدين:
العجز المائي بمصر وصل لـ ٤٢ مليار متر مكعب سنويًا
أحمد فوزي:
العجز المائي في مصر يتجاوز ٣ مليارات ومن الممكن أن يقفز إلى ٥ مليارات في المستقبل


تحلية مياه البحر من أهم الملفات التى اهتمت بها  القيادة السياسية فى السنوات الأخيرة، خاصة مع زيادة الاحتياجات للماء بسبب زيادة عدد السكان والحصة الثابتة لمصر من المياه فاتجهت الدولة للتحلية وتم الاستفادة بتجربة السعودية وهى الدولة الأكبر فى العالم فى مجال تحلية المياه، حيث يتم استهداف تحلية 6,40 مليون م3/ يوم حتى عام 2050 ، منها تحلية 1,5 مليون م3/ يوم كخطة خمسية أولى بحلول عام 2025.

وقررت الحكومة في عام 2016 بأن تكون جميع أعمال التنمية المستقبلية على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر معتمدة على تحلية مياه البحر في ضوء السعي لإيجاد مصادر بديلة لتنمية مواردنا المائية، كما أن الهدف من إنشاء محطات تحلية المياه هو ترشيد استهلاك مياه نهر النيل، وتوفير مياه النيل للاستفادة منها فى الزراعة.

ويبلغ عدد المحطات القائمة يبلغ  63 محطة، بطاقة انتاجية إجمالية تصل لـ 799 ألف متر مكعب يوميا بمحافظات شمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح والإسماعيلية والسويس، كما يبلغ عدد المحطات الجارى تنفيذها 19 محطة بطاقة إجمالية 375 ألف متر مكعب يوميا بتكلفة إجمالية 7.9 مليار جنيه بمحافظات مطروح والبحر الأحمر وشمال سيناء وجنوب سيناء وبورسعيد والدقهلية.

وللحديث عن المشروع القومي الخاص بتحلية مياه البحر، قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن هناك  حركة عمرانية كبيرة خاصة في المناطق النائية علي سواحل البحر الأحمر و الأبيض المتوسط وغرب الإسكندرية والعلمين الجديدة حتي مطروح.

وأوضح في تصريح خاص  لـ "صدى البلد" أن هذه المدن الجديدة بالاضافة الي سيناء تفتقر إلى المياه وبالتالي فإن تحلية مياه البحر هي المصدر الرئيسي لها كذلك  العاصمة الإدارية الجديدة التي تقع بين نهر النيل والبحر الأحمر جزء كبير من المياه سوف يعتمد على تحلية مياه البحر الأحمر.

وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة تم إنشاء  ما يقرب  من ٦٠ محطة لتحلية مياه البحر، تقوم بإنتاج مايقرب من نصف مليار مكعب في السنة، وفي السنوات الأخيرة تضاعفت هذه المحطات، وشهدت مصر نهضة كبيرة في محطات تحلية مياه البحر خلال الـ 3 سنوات الأخيرة.

وعن أهمية تحلية مياه البحر وضح خبير المياه أن التحلية ضرورية في المدن الجديدة البعيدة عن نهر النيل والمدن الساحلية مثل سفاجا ودهب ونوبيع والغردقة بالاضافة الي اهميتها للخدمات السكانية والأنشطة  الصناعية والسياحية نظرا للمردود الاقتصادي الكبير العائد منها.

ونفى خبير الموارد المائية عن تعويض مياه تحلية البحر للمياه المستهلكة في النشاط الزراعي حيث تستهلك الزراعة 40 مليار متر مكعب من بينهم 20 مليار متر مكعب يتم توفيرهم من خلال اعادة استغلال المياه مرة أخرى ويتبقى 20 مليار متر مكعب يتم استخراج محاصيلهم من الخارج وبالتالي يصعب استغلال مياه تحلية البحر في النشاط الزراعي لافتا إلي إمكانية استخدام مياه تحلية البحر في حالة استخدام تكنولوجيا اقتصادية تعوض عن تكلفتها.

وذكر "شراقي" عن سبب عدم اتجاه دول العالم لتحلية مياه البحر على الرغم أن ¾ الكرة الأرضية تحتوي على بحار قال إن المشكلة تكمن في التكلفة العالية حيث ان تكلفة اقامة  المحطات وتكلفة الوقود سواء كان طاقة شمسية او رياح او بترول تزيد تكلفة المتر الواحد.

وحول علاقة مياه تحلية البحر بمشكلة سد النهضة كشف خبير المياه أن تحلية المياه ليس لها علاقة بسد النهضة ، وإذا تعرضت مصر لحجز مياه سيتم تعويضها من خزان السد العالي.

من جهته، شدد الدكتور نادر نور الدين أستاذ المياه بجامعة القاهرة على ضرورة اللجوء لتحلية مياه البحر الأحمر والمتوسط لمواجهة العجز المائي في مصر نتيجة الزيادة السكانية في الفترة الأخيرة.

وقال "نور الدين" في تصريح خاص لـ "صدى البلد" أن العجز المائي بمصر وصل لـ ٤٢ مليار متر مكعب سنويًا وهو ما يتطلب لجوء مصر لإعادة استخدام مياه المخلفات ومياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي المعالجة لتخفيضه إلى ٢٢ مليار متر مكعب.

وأشار خبير المياه إلى أن  تحلية مياه البحر الأحمر والمتوسط هدفها الحفاظ على حياة البشر و ليس إحداث تنمية نظرًا لتكلفتها المرتفعة، لافتا إلى أن ٥٧٪؜ من المياه المُحلاة في العالم تكون من نصيب الاستخدام المنزلي بينما ٢٣٪؜ للصناعة و ٢٣٪؜ لإنتاج الطاقة على عكس الزراعة والتى تشغل نحو ١٪؜ فقط لأن العائد من المتر المكعب من المياه أقل بكثير من سعر شرائه ، اما عن النشاط الصناعي والسياحي فيسمح بإستخدام المياه المُحلاة نظرًا لعائدها المرتفع .

واعتبر خبير المياه أن تقنية تحلية مياه البحار تتنشر فى الدول الغنية فقط وليست للدول النامية ، لافتا أن المملكة العربية السعودية تعتبر اكبر  الدول التى تستخدم تلك التقنية حيث تنتج ٦،٥مليار متر مكعب سنويًا تليها الولايات المتحدة الأمريكية بــ ٦ مليارات ثم الإمارات بـ ٥ مليارا، كاشفا أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه مصر من إنتاج تحلية مياه البحار مليار متر مكعب خلال الــ 10 سنوات القادمة في حال توفر الموارد الاقتصادية اللازمة.

ووصف الدكتور أحمد فوزي دياب الخبير المائي بالأمم المتحدة وأستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء مشروع تحلية مياه البحر بأنه ضرورة ملحة نتيجة للعجز المائي في مصر حيث يتجاوز ٣ مليار حاليا ومن الممكن أن يقفز إلى ٥ مليارات في المستقبل القريب.

وقال "دياب" لـ "صدى البلد" ان المشروع ليس رفاهية وإنما لسد الفجوة الغذائية من المياه وخاصة الشرب ، محذرا من أن والتهاون فيها سيكون له أثر سلبي على مصر.

وأشار الخبير المائي إلى عدم وجود علاقة بين سد النهضة وتحلية مياه البحر، لافتا إلى أن الحاجة لتحلية المياه تأتي فى ظل العجز فى الموارد المائية والتى يتوقع أن تتزايد مع وجود سد النهضة وهو ما سيجعل من اللجوء لتحلية مياه البحر أمر حتمي.

وكانت الحكومة قد أعلنت عن  الخطة القومية للمياه "2017-2037" واستراتيجية 2050 المعروفة بــ "4 ت" التي تستهدف تحلية 6,40 مليون م3/ يوم حتى عام 2050 وتم تقسيمها إلى خطط خمسية وتشمل الخطة الخمسية الأولى منها تحلية 1,5 مليون م3/ يوم بحلول عام 2025.

وتم إقرار الخطة بالاشتراك بين 9 وزارات لتحديد احتياجات مصر المستقبلية من المياه طبقًا لمعدلات الزيادة السكانية والمتوقع أن تقدر بحوالى 60 مليون نسمة حتى عام 2050 ، وفى ضوء ما قررته الحكومة في عام 2016 بأن تكون جميع أعمال التنمية المستقبلية على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر معتمدة على تحلية مياه البحر في ضوء السعي لإيجاد مصادر بديلة لتنمية مواردنا المائية .