الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدعم من فرنسا ومباركة الثنائي الشيعي.. هل يعود الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية؟

سعد الحريري وإيمانويل
سعد الحريري وإيمانويل ماكرون

  • الحريري مرشح بقوة لرئاسة الحكومة اللبنانية
  • انقسام في الأوساط اللبنانية بعد الإعلان المفاجئ
  • حزب الله وحركة أمل ينتظران مبادرة الحريري لتحديد الموقف

تدخل الأزمة السياسية في لبنان مفترق طرق، فعقب مبادرات عدة لوقف الانهيار الاقتصادي وإجراء إصلاحات جذرية عقب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، لم تستطع القوى السياسية التوافق بشكل كامل لتشكيل الحكومة الجديدة.


وبعدما فشل السفير مصطفى أديب في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، يظهر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في المشهد مجددا، ليعلن أنه سيتولى المسئولية، في ظل آمال معلقة على مبادرة فرنسية أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون لمساعدة لبنان.


إعلان الحريري ترشحه لرئاسة الحكومة الجديدة، لم يكن مفاجئا بالنسبة لكثيرين ممن توقعوا لجوء الكتل النيابية إلى الحلول القديمة.


وقال المسئول اللبناني السابق في حوار مع قناة "أم تي في" إنه مستعد للقيام بجولة من الاتصالات السياسية خلال الأسبوع الجاري،  إذا كان كل الفرقاء السياسيين ما زالوا متفقين على البرنامج الذي تمت مناقشته مع الرئيس الفرنسي ماكرون.


وأكد الحريري أنه يخشى من نشوب حرب أهلية في لبنان، اذا استمر غياب الحل السياسي، مضيفا أن ما يحدث من تسليح ومظاهر مسلحة في الشوارع تمثل انهيار الدولة، وأن أي دستور لا يمكن أن ينجح في ظل فرض الأحزاب للأمور بالقوة.


وكانت حكومة سعد الحريري تقدمت باستقالتها في 2019، على خلفية احتجاجات ضد الطبقة السياسية الفاسدة وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وأكد الحريري مرارا أنه لن يتولى المنصب مجددا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دفعه للتراجع عن القرار؟.


وفقا لوسائل إعلام لبنانية، فلا يمكن إغفال الدور الفرنسي في ظهور الحريري مجددا كحل سياسي، حيث يبدو أن باريس حققت توغلا في الملف الحكومي اللبناني بالتعاون مع الدول والأطراف الإقليمية المعنية.


ونقلت "الجمهورية" عن مصادر قولها إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رهن استمرار المبادرة الفرنسية لدعم لبنان، بتولي الحريري الحكومة الجديدة التي ستقوم بالفعل بتنفيذ بنود الاتفاق مع باريس.


وأضافت أن تغير الظروف وفشل مصطفى أديب في تشكيل الحكومة الجديدة، بعث الحياة من جديد في مبادرة ماكرون بانطلاقة جديدة بدأت بإعلان الحريري ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة.


واعتبرت المصادر تزامن إعلان الحريري ترشيح نفسه، مع تأكيد وزير الخارجية الفرنسي على لقاء قريب بمجموعة الاتصال الدولية بشأن لبنان، له دلالة بالغة يجب النظر فيها.


وأشارت إلى أن الحريري سلط في لقائه الأخير الضوء على المبادرة الفرنسية وبنودها، للتأكيد على أنها الفرصة المتاحة أمام اللبنانيين لإنقاذ بلادهم.


وذكرت أنه ربط موافقته النهائية لرئاسة الحكومة الجديدة، بإعلان كافة القوى السياسية قولا وفعلا التزامهم الصادق بالمبادرة الفرنسية والبرنامج المتفق عليه في لقاء مع الرئيس ماكرون بقصر الصنوبر.


ويأتي قرار الحريري قبل أسبوع واحد من موعد المباحثات التي دعا إليها الرئيس اللبناني ميشال عون، لاختيار رئيس الحكومة الجديد.


وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي طارق عبود، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن تصريح الحريري كان مفاجئًا للأوساط السياسية في لبنان لأنه رشح نفسه رسميًا لرئاسة الحكومة. معتبرًا أن هذه الخطوة جيدة حركت الواقع السياسي في لبنان.


وأشار إلى أن القوى السياسية المختلفة لا تعارض عودة الحريري لرئاسة الحكومة، باستثناء حزب القوات اللبنانية.


أما موقوف الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، فلم يتضح رسميا، لكن مصادر مقربة من الطرفين قالت لصحيفة "الجمهورية" إنهم لا يعرفون ما يريده الحريري.


وقالت المصادر "بالأمس هاجم الحريري الجميع، وراضى الجميع، وقدم ترشيحًا مشروطًا، لا نريد أن نستعجل الأمور، ولن نكون في موقع السجال، بل سننتظر ما سيطرحه، وفي ضوء ذلك نقرر".


وحول ما إذا كان الحريري أعاد طرح نفس الشروط التي رفضها الثنائي الشيعي من قبل السفير مصطفى أديب، قالت المصادر "نحن أمام وضع جديد، ومرشّح جديد ل​رئاسة الحكومة​، ما نأمله هو أن تكون الأمور ميسّرة، لتشكيل حكومة في أسرع وقت".


وتابعت "نحن ننتظر أن يبدأ الحريري في مشاوراته، وإن طرحت علينا هذه الأمور وغيرها، سندلي بجوابنا عليها خلال المشاورات".


كان الحريري هاجم القوى السياسية اللبنانية خلال ظهوره الأخير، قائلا "في البلد هناك 3 مشاريع، مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج  لبنان من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ لبنان أولا مشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد على ما نحن عليه".


وتابع "التمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هي فقط لتفادي الاحتقان السني الشيعي".


ومن المقرر أن يجري الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس المقبل مشاورات نيابية لتكليف رئيس وزراء جديد، وسط ضغوط فرنسية للإسراع في الإعلان عن الحكومة الجديدة.