الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء المظلوم يستجاب حتى من الكافر

دعاء المظلوم .. يستجاب
دعاء المظلوم .. يستجاب حتى من الكافر

دعاء المظلوم، يقول عنه الله تعالى في كتابه العزيز "مَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"، ولذلك فالعفو عند المقدرة له ثواب عظيم من عند الله ولا يعلمه إلا هو.


دعاء المظلوم والمهموم
يا رب أسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، واخذله يا خاذل الفئات الباغية.


دعاء المظلوم والمهموم
ورد فيه أنه يجوز للعبد المظلوم الدعاء على الظالم أي أن يدعو على ظالمه ، فقد قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، وجاء في تفسير ابن كثير حول الآية الكريمة السابقة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ الله لا يحب بأن يدعو أحدًا على أحدٍ إلّا إن كان مظلومًا، فقد أجاز الله سبحانه وتعالى للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، فهي رخصة للمظلوم تعطيه حق الدعاء على الظالم ، كما جاء في تفسير السعديّ حولها أيضًا، أي يجوز للعبد المظلوم الدعاء على الظالم.


دعاء المظلوم على من ظلمه
يكفي المظلوم أن يفوض أمره لله سبحانه وتعالى فيمن ظلمه، وليدع ربه جل وعلا يفعل بظالمه ما يشاء، وعليه ألا يكون معتديًا في الدعاء، فالمُسلم إذا ما ظُلم عليه أن يكتفي بعبارة «حسبي الله ونعم الوكيل». ممثل هذه الأدعية فيها اعتداء وقسوة من قلب الإنسان.


وربما يهدي الله سبحانه وتعالى الظالم، فيعتذر ويرد المظالم ويعود إلى ربه مرة أخرى، وهذا ما نرجوه لكل ظالم ومخطئ، ولنحذر اللعن والطرد من رحمة الله، يكفي كل من ظُلم أن يُفوض أمره إلى الله.


هل العفو يسقط الحقوق
العفو  لا يسقط الحقوق التي للمظلوم، ولكن العفو يزيد الجزاء من عند الله للمظلوم، أما من ظلم واعتدى فعقابه عند الله غير منقوص، والحزن والقسوة قد تدفع المظلوم إلا ألا يعفو، ناصحا المظلوم أن يتجاوز عن هذا الحزن بهذا الدعاء "اللهم اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن".


دعاء المظلوم المقهور المستجاب
كثيرون أولئك المظلومين الذين يلجأون إلى الدعاء على الظالم بالهلاك ظنًا منهم أن وقوع الظالم في الهلاك قد ينزل بردًا وسلامًا على قلوبهم المحترقة بنيران الظلم، لكنه مجرد اعتقاد خاطئ ، حيث إنه رغم جواز الدعاء على الظالم كما ورد في القرآن الكريم بقول الله تعالى: ««لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، إلا أن رخصة الدعاء على الظالم تحدد لها مجموعة من الضوابط والشروط ، وهي أن يدعو المظلوم على من ظلمه أي أن الدعاء على الغير يكون في حالة الظلم فقط بمعنى لا يتجاوز الدعاء على الظالم ولا أحد غيره، كما يجوز للمظلوم في الدعاء على الظالم أن يشتكي منه ويجهر له بالسوء كما جهر له، دون أن يكذب عليه أو يزيد في مظلمته، ودون أن يتعدّى بشتم غيره، إلا أن العفو عن الظالم أولى وأفضل.



دعاء المظلوم لربه
ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنّه ليس دونها حِجاب)، وبذلك فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الدّعاء سلاحًا للمظلوم؛ ليرفع به الظلم عن نفسه، فينصره الله تعالى، وينتقم له مِمّن ظلمه، وقد جُعِل لدعاء المظلوم شأن عظيم في السماء، وفي ذلك قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (دعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حِينٍ والسّبب في ذلك أنّ المظلوم يكون منكسرًا، ومحتاجًا، وملحًّا، ومتذللًا لله -تعالى- في دعائه، كما يكون ضعيفًا لا يملك نصرة نفسه، ولا الاستنصار بغيره من النّاس لدفع الظلم عن نفسه.