الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تتعرض لـ المصائب والابتلاءات في الدنيا؟.. خطيب المسجد النبوي يجيب

خطيب المسجد النبوي:
خطيب المسجد النبوي: لـ5 أسباب إذا عرفتها زال البلاء

قال الشيخ حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي: إن الله سبحانه يذكرنا سنته في الأمم فيقول عز شأنه : «وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيةٍ مِنْ نَبِّيٍّ إِلَّا أخَذْنَا أَهْلَهَا بالْبأساءِ والضَّرَّاء لعلَّهُم يضَّرَّعون».


وأوضح «آل الشيخ» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن البأساء هو : شظف المعيشة وضيقها ، فيما أن الضراء هو : الضر وسواء الحال في أسباب الدنيا، منوهًا بأنه يبين الله حكمة وقوع ذلك وسببه وهو إلجاء العباد إلى التضرع إلى ربهم والاستكانة إلى خالقهم والإنابة إلى إلههم بالإقلاع عما يغضب الله عز وجل وبالتوبة النصوح إليه بلزوم طاعته والخضوع لإمره والسير على نهج شرعه.

وأفاد بأن من حكم الابتلاء بكل ما يصيب في الحياة من الشدائد والمشاق وما يصيب الإنسان بالضرر في بدنه من أمراض وأسقام ، من حكم ذلك أن يرجع الخلق لربهم ، وينقادوا إلى أمره سبحانه ويعودوا إلى رشدهم وينزجروا عن الضلال والعناد . لعل القلوب الجامدة أن تلين وتتعظ فتعود للصلاح والرشاد والهدى والسداد ،قال تعالى : « ولقدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بالْبأساءِ والضراءِ لعلهم يتضرَّعون » .

وشدد بأنه على العباد أن يحاسبوا أنفسهم وهم يرون الابتلاءات تترى، وأن يعودوا بصدق إلى دين الله وأن يجددوا توبة نصوحا، وأن يستغفروه حقا ، وأن يجددوا العهد بالسير على صراط الله المستقيم، فإن أعظم المصائب أن تمر الابتلاءات فلا تلين بها القلوب ولا تعود بها الجوارح إلى ربها لقوله تعالى: « فَلَوْلَا إذْ جاءَهُمْ بَأْسُنَا تضرَّعُوا ولكنْ قَسَتْ قلوبُهُمْ وزيَّنَ لهم الشيطانُ ما گانوا يعملون ».

وأشار إلى أن من أعظم المصائب وأشد صور الشقاء أن تقع الابتلاءات والغافلون مستمرون في غفلتهم ، والتائهون في سبلتهم ولهوهم ومعاصيهم ، والفاسدون غارقون في فسادهم وإجرامهم،قال النعمان بن بشير ” إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل عمل السوء في زمان البلاء ” رواه ابن أبي شيبة يقول سبحانه محذرا من شأن الكافرين المعاندين: «ولقدْ أخَذْنَاهُمْ بالعذابِ فَمَا استگانوا لربهم وما يَتَضَرَّعون» أي ابتليناهم بالمصائب والشدائد فما استكانوا أي خشعوا ولا انكسروا ظاهرا وباطنا بل استمروا في غيهم وضلالهم .

ونبه إلى أن الضرورة إلى التوبة شديدة والحاجة إلى المحاسبة أكيدة. قال تعالى : «مَا يَفْعَلُ اللهُ بعذابِكم إنْ شَكَرْتم وآمنتُمْ وكان اللهُ شاكرًا عليمًا»، فلا تنقلب المصائب نعما ، ولا البأساء والضراء رخاءً وفرجا إلا بتوبة العباد إلى ربهم والرجوع إلى خالقهم فبذلك يرحمهم جل وعلا وينعم عليهم ويرفع بلواهم وما حل بهم فالله يمتحن عباده بالشدائد والمصائب والسيئات ليرغبوا إلى طاعته ويؤبوا إلى جنابه .

وأكد أنه من أراد الله بهم خیرًا وتوفيقًا اتخذوا من وقوع المثلات زاجرًا وواعظًا ومذكرًا يقول عز شأنه: «ولقد أخذْنَا آلَ فِرْعونَ بالسِّنينَ ونقصٍ مِنَ الثمراتِ لعلَّهُمْ يذَّكَّرون»، أي يتعظون لأن الشدة ترقق القلوب وترغبها فيما عند الله عز وجل وفي الرجوع إليه سبحانه،مشيرًا إلى أنه لا تحصيل لمطلوب ترغبه النفوس ولا نجاة من مرهوب تكرهه القلوب إلا بتوبة صادقة إلى الله جل وعلا.

واستشهد بما قال تعالى : «وتُوبوُا إلى اللهِ جميعًا أيُّهَا المؤمنونَ لعلكم تفلحونَ»، ورحمة الله بخلقه التي بها تفرج الكروب وتزول الخطوب لا تتحقق إلا بطاعة الله وتقواه ، واتباع شرعه والسير على سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال تعالى : « وأقيموا الصلاةَ وآتوا الزكاةَ وَأَطِيعوا الرسولَ لعلكم تُرْحَمونَ» .