الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلهام فاروق تكتب: بالعلم والعمل والإخلاص نتقدم

صدى البلد

"من مميزات الحضارة الإسلامية أنها من الممكن أن تمرض، ولكن لا يمكن أن تموت".. هكذا كان رد أحد كبار العلماء والمثقفين بجامعة الأزهر _على سؤالي الذي طرحته عليه في نهاية المحاضرة _ هل ترى فضيلة الدكتور أن أمتنا الإسلامية في الوقت الحاضر من الممكن أن تسترد مكانتها العريقة وترجع إلى ما كانت عليه في عصور الازدهار والتقدم والرقي والحضارة مرة أخرى ؟


فقال لي وبكل ثقة : نعم ؛ إن الحضارة الإسلامية من الممكن أن تمرض؛ ولكن لا يمكن أن تموت .


ففرِحتُ بالإجابة من كل قلبي ، ولكن ظللتُ أفكر وأتساءل كيف تسترد الأمة الإسلامية مكانتها العلمية والحضارية ؟!


هل من الممكن أن نرى عالمًا مسلمًا في الطب مثل الإمام أبي بكر الرازي «أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق» طبيبٌ وكيميائي وفيلسوف ، يخرج لنا بكتابٍ مثل (الحاوي)، كتاب يبحث في كل فرع من فروع الطب ويُتَرجَم إلى كل لغات العالم ، ويظلُّ لفترة طويلة من أعظم الكتب الطبية مكانة ومرجعًا طبيًا يلجأ إليه جميع الأطباء حول العالم ؟


أو كتابًا في العقيدة مثل (إن للعبد خالقًا) و (أسرار التنزيل في التوحيد) أو كتابًا في الطب النفسي مثل (الطب الروحاني)


وهل من الممكن أن نرى مجموعة من شباب العلماء المسلمين ، يكتشفون أنواعًا من الأدوية والعلاجات لأمراضٍ عجز الطب عن علاجها ؟


وهل من الممكن أن يخرج لنا من أرحام المسلمات أمثال جابر بن حيان أعظم كيميائي في التاريخ ، مكتشف الأحماض الثلاثة (حمض الكبريتيك ، وحامض النيتريك ، وحامض الكلوردريك أو روح الملح) ؟


 وهل من الممكن أن نرى عالم مسلم أمثال ابن الهيثم أبرز علماء المسلمين في علم الفيزياء والبصريات الذي شرّح العين تشريحًا كاملًا ، وبيّن وظيفة كل قسم منها ، ووضع أساس التصوير الضوئي ومهّد الطريق نحو اختراع آلة الكاميرا .


وهل من الممكن أن نرى عالمًا بالفقه وأصول الفقه وعلم الكلام والفلسفة والمنطق والتصوف كالإمام الغزالي (حجة الإسلام).


وغيرهم الكثير والكثير من العلماء المسلمين الذين شرفونا بعلمهم وذكائهم وعطائهم وبرعوا في جميع المجالات من الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات والفلك واللغة والفقه والعقيدة والآداب والفنون .

 فوجدت أن هذا ليس من الممكن بل من المؤكد جدًا أن أمتنا الإسلامية ستسترد مكانتها العلمية والحضارية وستكون رائدة كما كانت في سالف عهدها ، وذلك بالعلم والعمل والإخلاص.

 لذلك أردت أن أُذكِّر كل أمّ في بداية السنة الدراسية اجلسي مع أبنائك أيًا كانت أعمارهم ، وقصي عليهم قصص العلماء المسلمين ومكانتهم وقدرهم ومدى نفعهم لأمتهم الإسلامية ولغيرهم ، وذكريهم كل يوم قبل خروجهم للمدرسة بأننا أمة رائدة في جميع العلوم ، واغرسي في طفلك أنه يتعلم لينفع الإنسانية كلها وأن دوره مهم ، وأن الإسلام لا يعادي الحضارة بل هو الحضارة ، وأنك تنتظرين عالمًا يأخذ بيدك إلى الجنة ، تفخرين به في يوم من الأيام أمام العالم كله ؛ لأنه قدم للإسلام ما يستحق.