EN 
في معرض تراثنا بأرض المعارض بالحي العاشر بالتجمع كان تجمعا كبيرا لبشر لهم طعم خاص ومذاق مختلف .. عرقهم قطرات من الندي تتساقط علي جباههم أثناء انصهارهم في ورش صغيرة، تحولت إلى معابد خاصة بهم، يقضون فيها الساعات الطوال ليخرجوا ومعهم خاتم رقيق مصنوع من النحاس الأصفر ومنحوت عليه بخط عربي منمق كلمة (سعادة) أو أسورة من النيكل بفص من التركواز وتضم طرفيها كلمة ( بهجة ).
معرض تراثنا الذي أقيم في الفترة من ١٠ أكتوبر الجاري وحتي ١٧ أكتوبر ضم ستمائة سيدة ورجل من طراز من البشر نادرا ماتسمع صوتهم الذي يشبه الهمس فقد اتقنوا استعمال الحواس الأخرى، فالعين ترصد وتدقق في الألوان والتفاصيل والأنف تشم رائحة الجلود والمعادن والمخبوزات والايدي تنحت وتغزل وترسم، حواس هؤلاء الفنانيين هي المصنع الذي تصاغ فيه الافكار وتنصهر لتحمي وتصون هويتنا المصرية وروحنا الطيبة وأصالتنا واشياء اخري كثيرة تشكل العجينة الخاصة بنا كمصريين .
عندما عدت من معرض تراثنا وانا ارتدي اسورة مصنوعة من النحاس اشتريتها من الفنانة المصرية البسيطة الست (الهام ) تاملتها والخاتم الرقيق هما تحفة فنية بجنيهات قليلة وحلمت للحظة بكل ستات مصر الانيقات وهن يلبسن من اعمال الست الهام وزميلاتها ومثيلاتها وابتسمت ..رجاء شخصي شجعوا حماة تراث مصر تانقوا بحليهن وزينوا بيوتكم بمنتجاتهم باركوا اعمالهم وحرفهم بالدعاء والشراء فهي ليست مجرد سلع و بضائع تباع وتشتري ،هي جزء غالي اسمه تراثنا .
