الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وقبرص واليونان.. علاقات تاريخية وتحالف لأمن واستقرار شرق المتوسط.. ترسيم الحدود ومنظمة الغاز والتعاون في مجال الطاقة.. أعمدة حقيقية للتعاون الاقتصادي المستدام.. والجاليات امتداد للإرث الثقافي

الرئيس السيسي وزعماء
الرئيس السيسي وزعماء قبرص واليونان

القاهرة ونيقوسيا وأثينا:
* مواقف مشتركة للدول الثلاث تجاه مختلف القضايا والتحديات والسياسات
* القرب الجغرافي والتمازج الحضاري يعزز التميز في مستوى العلاقات 
* تحالف مطلوب لـــ تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة شرق البحر المتوسط
* ترسيم الحدود بين الدول الثلاث دعم مواجهة المحاولات الجديدة لإجراء عمليات تنقيب بشكل غير قانوني 


تستضيف العاصمة القبرصية نيقوسيا، الأربعاء المقبل 21 أكتوبر، القمة الثلاثية الثامنة بين قبرص واليونان ومصر.
 
وبحسب بيان لوكالة الأنباء القبرصية، قال نائب المتحدث باسم الحكومة القبرصية بانايوتيس سينتوناس أنه من بين القضايا التي ستناقش خلال القمة المشكلة القبرصية والأنشطة غير القانونية التي تقوم بها تركيا في فاماجوستا والوضع في شرق البحر المتوسط.
 
وبحسب سنتوناس فإن القمة التي ستعقد في إطار تعميق التعاون الإقليمي مع دول الجوار ستركز أيضًا على نتائج وتقدم الآلية الثلاثية والتعاون في مجال الطاقة ومسألة الهجرة ومكافحة الإرهاب، وكذلك الوضع فيما يتعلق بوباء كورونا.
 
وخلص سينتوناس إلى أنه سيصدر بيانًا مشتركًا بعد انتهاء القمة يشير إلى المواقف المشتركة للدول الثلاث بشأن سلسلة من القضايا والتحديات والسياسات.

روابط ثقافية ومصير مشترك
ترتبط مصر وقبرص بعلاقات صداقة تاريخية، حيث كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت "بجمهورية قبرص" فور استقلالها، وتم تبادل العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 1960، الأمر الذى جعل العلاقات بين البلدين تتسم بالتميز وأسهم فى تعزيزها القرب الجغرافى والتمازج الحضاري والثقافي بين البلدين. كما تتسم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين مصر وقبرص بالعمق وهو ما نتج عنه دومًا علاقات قوية. فمصر وقبرص قامتا بالتوقيع على اتفاقيات ثنائية هامة وبصدد التوقيع على اتفاقيات جديدة. 

كما ترتبط مصر واليونان  بعلاقات قوية منذ القدم  تلك العلاقات التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني، فهما من أقدم الحضارات في العالم، فقد نشأت علاقات  وثيقة من العصور القديمة، إذ يعود تاريخها إلي ما قبل الميلاد بنحو 300 عام، حيث تعود منذ نشأة الإسكندرية من قبل الأسكندر الأكبر، وتعد العلاقات الدبلوماسية بين مصر واليونان من اقدم العلاقات التي ترجع إلى عام 1833 كما أنه توجد في مصر جالية يونانية كبيرة العدد، وبالمثل توجد في اليونان جالية مصرية كبيرة كذلك. 

إعلان القاهرة
وتتويجًا لهذه العلاقات، جاء"إعلان القاهرة" في نوفمبر 2014، كنواة لإقامة تحالف بين "قبرص واليونان ومصر، حيث يجمع الأطراف الثلاثة قاسم مشترك في التوجهات يمكن على أساسه تدشين ركائز حقيقية قابلة للظهور في صورة سياسات عملية، برزت مؤشراتها الأولى في "إعلان القاهرة" الذي ركز على محاور أربعة، تتمثل في الأمن والتنمية والاستقرار والمكانة.

وأكد "إعلان القاهرة" على أن الدول الثلاث الموقعة عليه عازمة على توطيد التعاون فيما بينها لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الاستقرار والأمن والرفاهية في منطقة شرق المتوسط، وتتمثل أهم هذه التحديات في عدم التوصل لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي، وانتشار المعتقدات القائمة على الإقصاء والتطرف والطائفية، والإرهاب والعنف المدفوع بمذاهب أيديولوجية، وأشار الإعلان أيضًا إلى أن هذه التحديات لا تهدد فقط السلام الدولي والإقليمي، وتعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، وإنما أيضا تهدد مفهوم الدولة ذاته وتنشر الفوضى والدمار.

القمم السبعة
وعقد زعماء الدول الثلاث منذ ذلك الحين سبع قمم، وأصدرت القمة السابعة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان إعلانًا مشتركًا أكد أهمية زيادة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة شرق البحر المتوسط.

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونيكوس أناستاسيازيس رئيس قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، بالقاهرة  فى 8 أكتوبر 2019، وذلك في إطار التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، حيث ناقشوا مجموعة واسعة من القضايا وشددوا على أهمية زيادة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة شرق البحر المتوسط.

مواجهة التدخلات التركية
وطالبت "مصر وقبرص واليونان" من تركيا «إنهاء أعمالها الاستفزازية» في شرق البحر المتوسط بما في ذلك التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية لقبرص الذي وصفته الدول الثلاث بأنه «انتهاك للقانون الدولي».

وقالت مصر وقبرص واليونان في بيان مشترك: «أعرب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة عن قلقهم البالغ إزاء التصعيد الحالي داخل المناطق البحرية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، مع إدانة الإجراءات التركية المستمرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ومياهها الإقليمية، والتي تمثل انتهاكا للقانون الدولي».

وعبرت الدول الثلاث عن قلقها إزاء «المحاولات الجديدة لإجراء عمليات تنقيب بشكل غير قانوني في المنطقة الاقتصادية الخالصة» لقبرص.

واستعرض رؤساء الدول والحكومات الثلاثة آخر تطورات التعاون بين الدول الثلاث، والتي تعد ركيزة هامة في العلاقات فيما بينهم، وكذلك مراجعة التقدم المحرز في مجالات الدفاع والأمن، والطاقة، والاستثمار، والسياحة، وحماية البيئة، والتراث الثقافي، والبحث والابتكار، والتعليم، وشئون مواطنيهم بالخارج. وشددوا على الطبيعة الاستراتيجية والأهمية الكبرى لتعزيز هذا التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي، وأكدوا الروابط التاريخية القوية والتراث الثقافي الثري الذي تتمتع به الدول الثلاث، والذي يمثل إرثا عالميا فريدا للبشرية جمعاء.

كما أعاد رؤساء الدول والحكومات الثلاثة التأكيد على ضرورة تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وحثوا المجتمع الدولي – لا سيما الأمم المتحدة – على اتخاذ مزيد من الإجراءات المتوافقة مع القانون الدولي ضد جميع الجماعات الإرهابية بغض النظر عن هياكلها وأيديولوجياتها، فضلًا عن اتخاذ تدابير ملموسة لمساءلة الفاعلين الإقليمين المنخرطين في تمويل الجماعات الإرهابية، وتزويدهم بالأسلحة والمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتوفير ملاذ آمن ومنصات إعلامية لهم، وجميعها ممارسات تمثل انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

كما أبرز القادة التهديد المباشر الذي يشكله الإرهاب على التمتع بكافة حقوق الإنسان، لا سيما الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية للأفراد. أعرب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع في ليبيا، وأكدوا  أن التوصل إلى تسوية سياسية شاملة هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع واستعادة الاستقرار في ليبيا.

واتصالا بالقضية الفلسطينية، دعا رؤساء الدول والحكومات الثلاثة إلى حل سياسي عادل ودائم وشامل يتضمن حل الدولتين بناءً على قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، وذلك من خلال إقامة دولة فلسطينية موحدة وفقا لحدود 1967، وقابلة للاستمرار، وذات سيادة، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وتعيش في سلام مع جميع جيرانها. كما أكدوا أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني ويكون مرضيا للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية.