الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غموض حول صفقة التطبيع بين إسرائيل والسودان.. ما مقابل رفع اسم الخرطوم من قائمة الإرهاب؟.. وترقب لإعلان هام من ترامب خلال أيام

صدى البلد

* وزير الخارجية السوداني: قضية إزالة الخرطوم من قوائم الإرهاب لا علاقة لها بالتطبيع
* تقارير إسرائيلية: مؤشرات تدل على تفاهمات تمهيدية للبدء في تطبيع العلاقات مع السودان
* حمدوك يكشف  عن مصدر الأموال التي دفعتها الحكومة السودانية للولايات المتحدة 

بات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب خلال الأيام الماضية مسألة وقت، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الخرطوم ستدفع تعويضات لواشنطن، لكن زامن ذلك حالة من الغموض بشأن دخول السودان في صفقة تطبيع مع الكيان الصهيوني على غرار اتفاقات السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.

وفي تغريدة له، قال الرئيس الأمريكي على حسابه على موقع تويتر إن "حكومة السودان الجديدة التي تحرز تقدما هائلا، وافقت على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب وعائلاتهم"، وهؤلاء هم ذوي ضحايا الهجمات الإرهابية على السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام.

وثمنت السلطات السودانية في الائتلاف تغريدة ترامب التي، حيث عبر رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان عن تقديره الشديد "وتقدير الأمة السودانية للرئيس دونالد ترمب وللإدارة الأمريكية لإقدامهم على اتخاذ هذه الخطوة البناءة لإزالة اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب".

وأعرب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو، عن شكره لترامب على عزمه إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب التي أضرب بالعلاقات الخارجية.

وأضاف دقلو أن الخرطوم تتطلع إلى تواصل دائم مع العالم يخدم مصالح الشعب السوداني الذي يستحق كل جهد وعمل.

وقال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح لقناة سكاي نيوز إن رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب يؤذن ببدء مرحلة جديدة ويمثل نقلة كبيرة جدا".

وأفاد مصدر حكومي سوداني للقناة بأن المبالغ المطلوبة لتعويض ضحايا الإرهاب تم تحويلها إلى واشنطن، وأن المبالغ المطلوبة سيتم إيداعها في حسابات الحكومة الأمريكية لاحقا.

ويشار إلى أن اسم السودان وضع على قائمة الدول راعية للإرهاب في عهد رئيسه المخلوع عمر البشير، بعد اتهام الخرطوم بالضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا والتي راح ضحيتها ما يناهز 224 شخصا.

وخلال الشهور الأخيرة ربطت التقارير الإعلامية بين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب واقتراب الخرطوم من توقيع اتفاق سلام، على أن يكون السلام مقابل رفع اسم السودان من القائمة.

ذكر موقع "أكسيوس" أنه بمجرد تحويل الأموال، يُنتظر أن يوقع ترامب أمرًا تنفيذيًا لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتقول مصادر السودانية إن الخطوة التالية قد تكون إعلان الحزبين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، مشروع قانون لحماية السودان ضد الدعاوى القضائية المستقبلية في أمريكا من ضحايا الإرهاب.

وأشارت التقارير إلى وجود انقسام داخل الحكومة الانتقالية السودانية بشأن التطبيع مع إسرائيل.

وزعمت تقارير إعلامية أن البرهان كان من بين المؤيدين لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، بينما اشترط رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تلقي الخرطوم 3 مليارات دولار من المساعدات مقابل التطبيع.

وكان حمدوك أول المرحبين بتغريدة ترامب، وأعلن بدوره تحويل التعويضات لعائلات وضحايا الإرهاب في أمريكا.

وتحدث وزيرة المالية السودانية، هبة محمد علي عن التطبيع مع إسرائيل، قائلة إنه قضية معقدة، وأن الأمر يحتاح إلى الوقت والمناقشة.

وأضافت أن رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب يفتح باب تطوير الاقتصاد، موضحة أن رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب سيسهل تحويلات المغتربين.

وأوضحت:"عملنا حثيثا لرفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب، ونعمل على اتفاق أوسع من رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب".

من جانبه قال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين إن التطبيع مع إسرائيل غير مرتبط برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأضاف أنه يحق للرئيس الأمريكي بمفرده إزالة السودان عن قائمة الإرهاب.

يأتي هذا التطور بعد  شهرين من المحادثات بين زعماء سودانيين، ومسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

وأوضحت تقارير أن المحادثات ركزت على اتفاق متعدد الجوانب، تحذف بموجبه الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتقدم له حزمة مساعدات كبيرة، مقابل موافقة الخرطوم على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

بينما ذكر موقع "نيوز 24" الإسرائيلي نقلا عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنه خلال الأيام القليلة القادمة سيصدر إعلان رسمي عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان.

وأضافت أنه من المتوقع ان يصدر هذا الإعلان من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ربما يكون آخر الإنجازات التي يستخدمها في الترويج لنفسه قبل بدء الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر المقبل.

ونقل الموقع عن مصدر في الخارجية السودانية قوله إن هناك مؤشرات تدل على تفاهمات تمهيدية للبدء في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومنها الإعلان الأمريكي عن رفع اسم السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب.

إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، لأول مرة عن مصدر الأموال التي دفعتها الحكومة السودانية للولايات المتحدة كتعويضات لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والتي بلغت 335 مليون دولار.

وقال حمدوك عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "قد يتساءل البعض عن كيف استطعنا توفير هذا المبلغ في ظل هذه الأزمة الطاحنة والظروف الصعبة التي يمر بها السودان. إن هذا المبلغ توفّر من مواردنا الذاتية، إذ قُمنا بتصدير مواردنا من الذهب وتحصّلنا على هذا المبلغ".

وأضاف حمدوك: "إن الطريق طويل أمامنا، ونحتاج للتخطيط الجاد، والعمل معًا للاستفادة القصوى من هذه الفرصة، وعدنا شعبنا وعملنا على انجاز ما وعدنا به، وهذا عهدنا، نقوله بكل الصدق والوضوح والصراحة دون أجندة غير الأجندة الوطنية"

ووجه رئيس الوزراء السوداني شكره "لشهداء الثورة السودانية الذين مهروا الثورة بدمائهم الغالية، وجعلوا هذا ممكنًا".

وتابع: "ما انجزناه بحوار مستمر وبفصيل من الخبراء ظلوا في حوار ونقاش مع الإدارة الأمريكية لأكثر من سنة، استطعنا أن ننقص المبالغ من أكثر من 10 مليارات دولار إلى بضع مئات من الملايين".