الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا كدا يا الحرمان| والدة الطفلة ريم تحكي تفاصيل فرض الحجاب بالمدرسة

صدى البلد

كانت خطواتها الأولى بالمرحلة الإعدادية ملبدة بغيوم التنمر والإجبار والفرض والعراك على حقوقها في نيل حرية الاختيار، معركة تكبر طفولتها بسنوات داخل أسوار مدرستها "بلبيس الرسمية" للغات بالشرقية، أعدت ملابسها وفق قرار الإدارة دون زيادة أو نقصان، ولكن كان لبعض المدرسات رأي آخر.

"يا الحجاب.. يالحرمان" وجدت"ريم" ابنة الـ 13 عامًا ألسنة مدرسات المدرسة تلتف حول إرادتها في ارتداء الحجاب"لبسك مخالف فين الحجاب" ألقيت تلك الجملة على مسامع "ريم" في ثاني أيام الدراسة بالصف الأول الإعدادي.

أطلقت مدرسة التربية الرياضية أولى رصاصات فرضية ارتداء الحجاب داخل المدرسة، فتسرد "لمياء لطفي" والدة الطالبة "ريم" لـ" صدى البلد" قائلة:" لم يذكر في اليونيفورم إنه لابد من ارتداء الحجاب بالمدرسة، وأول يوم دراسة عادي بدون مشاكل، ثاني يوم في الدراسة بدأت المشكلة لما ريم نزلت حصة الألعاب والمدرسة قالت لها لبسك مخالف فين الحجاب". 

وأكملت "لطفي": "ريم بلغت المدرسة بإنها أنا مش لابسة حجاب ومش عايزة ألبسه.. تمسكت المدرسة برأيها وأخذتها هي ومجموعة تانية من البنات غير المحجبات إلى الاخصائية الاجتماعية"، من هناك تصاعدت المشكلة بحديث المدرسات بطريقة لا تليق بمكانهن التربوي.

طال جدال "ريم"  معهن وهي تقنعهن بإنها ليست محجبة وأنه ليس ضمن الزي المدرسي، ولكن المدرسات تشبسن بقرار لم ينزل به مرسوم رسمي يلزم الطالبات بارتداء الحجاب داخل المدرسة" بعد جدال طويل مع ريم بلغتهم إن أنا والدتها مش هتوافق بقرار من هذا النوع، فالمدرسات قالولها إنها مشكلة مع والدتك وعليكي حلها معها".

عادت "ريم" من المدرسة إلى المنزل وقد زاحمت هموم الدنيا كتابها بحقيبة المدرسة، وما إن وصلت حتى ألقت بهمها فوق عاتق والدتها التي اخذت الامر على محمل الجد وبدأت في مخاطبة المسئولين وتدشين حملات على السوشيال ميديا تناهض عمليات الإجبار التي تمارس على الطالبات في المدارس لارتداء الحجاب رغما عنهم.

لم تجبر الأم طفلتها على ارتداء من عدمه فقد أطلقت لها حرية الاختيار ما بين هذا وذاك" تقول "لمياء":" بعد ما حكت لي ريم تفاصيل المشكلة سألتها إذا كانت حابة تلبس الحجبا ولا داعي لتصعيد المشكلة أم إنها لا ترغب في ارتدائه حاليًا، وكان جوابها بأنها غير مستعدة حاليًا للموضوع إلى جانب إن الطريقة التي تحدثت بها المدرسات غير لائق".

حملت الأم مشكلة ابنتها ووجهت رسالتين الاولى لمدير المدرسة والذي تقدم بالاعتذار الشديد لما  حدث وانه  سيبحث الأمر والرسالة الثانية كانت للمعلمة، ولكن المعلمة وما يناصرنها بالمدرسة نقلن القضية على مواقع التواصل الاجتماعي إذا بدأوا في تناول الامر على صفحتهن، بذهول شديد تقول "لمياء" :" فوجئت بتعليقات ومنشورات على صفحتهن فيها إهانة وتشكيك في إيماني وهكذا".

تساقطت الاقتراحات على الام وابنتها من كل حدب وصوب" لا داعي للمشاكل ترتدي الحجاب في المدرسة وتخلعه بالخارج.. هذا حفاظ على ابنتك نحن في مدرسة مختلطة"،ما تسبب في ذهول "لمياء" أكثر هو إن اقترح عليها أن تقدم طلب لمعاملة أبنتها على إنها مسيحية  وليست مسلمة، رفضت "لمياء" كل هذا فتقول:" لا أعلم من أين جاءت لهم هذه الأفكار التربوية العظيمة في تنشئة طفلة على الإزدواجية والمراوغة  وغيرها".


أخذت المجادلة لغة التهديد من قبل المدرسات اللاتي دخلن في عند وإصرار بأن هذا ما يفرض داخل المدرسة وعلى الطالبة تقبله وإلا ستحرم من دخول المدرسة" كانت المدرسة ووكيلة المدرسة بتقول لي إن اذهب للمشاكل ولن يقدر أحد على تخطي تعليماتي". 

سارت "لمياء" في سلسال الشكاوى من مدير الإدارة التعليمية ومدير المدرسة وحتى وزارة التربية والتعليمية  دقت أبواب الجميع حتى ، حتى جاءتها استجابات مرضية "التقيت بوفد من الوزارة ومسئولين بالتعليم والإدارة التعليمية وتعهدوا بأن يحضروا مع إبنتي السبت المقبل بالمدرسة وإلقاء كلمة بالطابور الصباحي، ومن المفترض نقل المدرسات لمبنى ثاني"، كل هذا إلى جانب التحقيقات مع المدرسات في هذا الامر. 

تلك المعركة التي استمرت لأيام قليلة لم تكن هي الأولى التي تمر بها "لمياء" فقد عاشت كل تفاصيلها من قبل مع  ابنتها الكبرى :"دارت نفس المشكلة مع بنتي الكبيرة وخضت نفس السلسلة من الشكاوى ولكن الاستجابة لم تكن بنفس قدر استجابة الوزارة والمديرية هذه المرة".


عكرت تلك الأزمة نفسية "ريم" التي تحاول جاهدت أن تتهرب من الذهاب إلى المدرسة خشية التعرض لنفس المواقف مرة أخرى" طبعًا البنت متضايقة وقلقانة ولكن تحاول ألا تظهر ذلك ولكنني أشعر بها، واتمنى أن تحل المشكلة وأن لا يتكرر هذا السيناريو معها  أو بأي مدرسة أخرى".