الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: الانحطاط الأخلاقي.. إلى متى؟!

صدى البلد

أول ما يسعى إليه الإنسان في حياته، هو حقه في الاعتقاد والفكر، والتعبير عن رأيه بحرية، دون أدنى قيد يمنعه من ممارسة هذا الحق، أو مُصادرته، مهما كانت الذرائع والحجج؛ فالحرية هدية الله سبحانه وتعالى للبشر، وحرمانهم منها خطيئة كبرى؛ فإنهم قد خُلقوا أحرارًا متساوين في الحقوق والواجبات، وفي هدية الله لهم تكمن قيمتهم وكرامتهم، لكن تلك الحرية تنتهي بلا شك عند المساس بالدين والمعتقد، وكذا عند المساس بحرية الآخرين والتنمر عليهم..


فأين الذين يتحدثون عن ازدراء الأديان وحقوق الإنسان من المفكرين الرائجة بضاعتهم؟ وأين هم من أحداث العبث بإذاعة القرآن الكريم، والسخرية من زموزها؟! أين من  يهاجرون بفكرهم إلى آفاق بعيدة ومناطق أخرى للدفاع عن مجرمين خلف القضبان؛ لا لشيء سوى تعرية الدول، تحت مسمى حقوق الإنسان، ومناهضة الاتجار بآلام البشر؟!


وكذا لا يخفى على أي مراقب لثقافتنا العربية في الآونة الأخيرة، أن الاهتمام بالحرية، قد بلغ حد الهوس، ومازال هذا الهوس المُخيف في ازدياد.
فتلك نظرة سريعة إلى بعض من الذين يعتقدون بأن تطرفهم وتطاولهم على العلم والعلماء ورجال الدين حرية تعبير تعطيهم الحق في السخرية ممن هم أعلى منهم قيمة وقامة، وأرفع قدرًا ومكانة.


ويمكن القول بأن الهوس بالسخرية والتنمر في مجتمعاتنا قد بلغ من الانتشار مبلغًا مخيفًا، أثار استيائي بصفة شخصية، واستياء الكثير من الناس، حين صار هو شغل بعض الناس الشاغل؛ إما لجني بعض المال، أو اكتساب شهرة زائفة.


إنما ينبع استيائي من تعمدهم الآثم إثارة سخط أبناء حضارتنا على رموزها، ودفعهم بخبث شديد للاقتداء بنماذج خدشت حياء الأمة وأفسدت الذوق العام، فينفروا من النور إلى الظلمة التي كان يعيشها الغرب قبل قرون، ومن الحرية إلى العبودية التي حرمها الإسلام وقضى عليها..


شعوبنا ـ ويا لشقائها مازالت تُدفع بدم بارد وبكل قوة إلى المكان الذى لا ينبغي لها أن تنحصر بداخله، ولا يليق بها التواجد فيه، فتلك هي المؤامرة التي تُحاك بعناية.


فبمجرد أن تطأ قدماك الشارع، تسمع أذناك وترى عيناك تأثير الهوس بالغرب، والسخرية من العلماء ورجال الدين، وانتقاد مظهرهم وأفكارهم، وإذا ركبت سيارة أجرة وكثيرًا ما يحدث، تستمع رغمًا عنك للمهرجانات والكلمات المبتذلة التي تخدش الحياء! وعندما تسمع أحاديث الراكبين معك في القطار أو حتى رنات هواتفهم تلمس من خلالها مدى تأثرهم بشخصيات لم تقدم للمجتمع سوى الانحراف الفكري والانحدار بالذوق العام ولا نجد من ينتقد ذلك!


إنه في الحقيقة لأمر مُبكٍ، هي كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معان، ولعل ما يزيد من كارثيتها كونها ليست مجرد قشرة فقط، هي قشرة بالفعل، لكن ما يختفي خلفها أشد قبحًا، وعليك أن لا تحاول خدشها، فتلمس من خلفها انحطاطًا أخلاقيًا أكبر بكثير! 


ولقد حرص أعداء الإسلام وأذنابهم من منافقي هذا الزمان على تشويه سمعة العلماء وزعزعة مكانتهم في نفوس الأمة المسلمة، فمما جاء في البروتوكول السابع عشر من بروتوكولات اليهود:  وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين ( غير اليهود ) في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤودًا في طريقنا، وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يومًا بعد يوم ..

برتوكولات حكماء صهيون صفحة 187 ترجمة محمد خليفة التونسي.


ما سمعنا وما قرأنا أكد لنا بلا شك، إلى أي مدى وصل الانحطاط، ولكن إلى متى؟!  هذا هو السؤال الأدق، والعنوان الأنسب لهذا المقال، لذا فضلت أن أختتم بهذا الطرح كما بدأت به من خلال العنوان ..


ولعل ما انتشر مؤخرًا على صفحات التواصل الاجتماعي من سخرية متعمدة من إذاعة القرآن الكريم أكبر شاهد على ذلك!! ولكن رغم ذلك مازلنا نأمل خيرًا في انتصار القانون للعقيدة التي يستمد منها أحكامه.