الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الداعية رمضان عبد الرازق يشرح الفرق بين القضاء والقدر.. فيديو

الشيخ رمضان عبد الرازق
الشيخ رمضان عبد الرازق يشرح الفرق بين القضاء والقدر

أوضح الشيخ رمضان عبدالرازق الداعية الإسلامي الفرق بين القضاء والقدر.

وقال عبدالرازق خلال لقائه على فضائية "الحياة" : ربنا كتب في الأزل إن فلان سيخلق، أما القدر فهي تفاصيل ولادته، بمعنى في سنة كذا أبوه سيتزوج أمه، ومكان الميلاد في مكان كذا"، موضحا أن القضاء أمر مكتوب، أما القدر هو تفاصيل ما كتب.

وأكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإيمان بالقدر خيره وشره من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته.

وأوضح « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن دستور الإيمان بالقدر يتمثل في قوله -تعالى-: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}، وما قاله عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة».

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى قوله أيضًا: " يا بنى إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من مات على غير هذا فليس منى»، وقوله - عليه الصلاة والسلام -لابن عباس - رضي الله عنه - «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف».

وأضاف المفتي السابق أنه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله -سبحانه وتعالى-، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل، وتوجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله.



ونبه الدكتور على جمعة أن الإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع؛ فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه؛ فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.

وواصل: الإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله -سبحانه وتعالى-، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.


وأكمل: لا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا، قال تعالى: { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، وقال سبحانه: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ}، فالصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه.

وأردف: القدر سر الله في خلقه؛ لذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول: "من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم"؛ فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه.


وأفاد عضو هيئة كبار العلماء في تصريح سابق أن القدر هو العلم أما تنفيذه فهو القضاء، موضحًا: «حينما يُقدر الله شيء ما للإنسان فهذا يعد قدرًا، أما تنفيذ ذلك التقدير فهو القضاء، وكلمة التقدير تعني العلم، أما قُضي يعني تنفيذ الأمر ووقوعه فعلًا على الإنسان».

وبين أن القدر والقضاء وجهان لعملة واحدة، الأول نظري والآخر عملي، الأول علم والآخر معلوم، أي نُفذ هذا العلم في الواقع فصار قضاءً، ففي حال قرر الإنسان في داخله أن يذهب إلى عمله فهو بذلك قدر أنه سيذهب إلى العمل، حينما يذهب فعليًا إلى جهة عمله فهو بذلك نفذ تقديره أو قدره أي قضاه.