الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تكفر عن ذنب كبير؟.. الإفتاء تجيب

صدى البلد

كيف تكفر عن ذنب كبير .. قال الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، إن من ارتكب ذنبًا أو إثمًا يغضب الله عنه، عليه أولًا بكثرة الاستغفار والتوبة ومزاحمة المعاصي بالطاعات والإصرار على عدم الرجوع إلى هذا الذنب ورد المظالم إلى أهلها.

وأوضح«عبدالسميع» عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: كيف تكفرعن ذنب كبير ؟ أن رجلًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله ، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن آتيها ، فأنا هذا ، فاقض في ما شئت .

وأكمل: فقال عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك ، فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - [ شيئا ]، فانطلق الرجل فأتبعه رجلا فدعاه، فتلا عليه قول الله تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114 »، فقال رجل : يا رسول الله ، هذا له خاصة ؟ قال : " لا ، بل للناس كافة " رواه مسلم والبخاري.

علي جمعة: هذه الصلاة تحفظ الإنسان من الذنوب وتفرج الكروب وتستر العيوب
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الصلاة على النبي ﷺ تكفر الذنوب، وتفرج الكروب، وتيسر الغيوب، فهو المصطفى الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى مفتاحًا لسعادة الدارين «بحسب تعبيره». .

وأضاف علي جمعة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الصلاة على النبي، تجعل الإنسان من أحبائه في الدنيا والآخرة؛ مشيرًا إلى أنه في الدنيا يقول سيدنا رسول الله ﷺ: (حياتي خير لكم؛ تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيء استغفرت الله لكم).

وتابع أنه ﷺ يقول : (إن أولاكم بي يوم القيامة أكثركم علي صلاة)، ويقول: (إِنَّ الْبَخيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) ﷺ.

وأردف: "استهان الناس بكثرة الصلاة على النبي ﷺ فتركوها، وما التزمها إلا الأقل، وقد كنا شعبًا محبًّا لرسول الله في الظاهر والباطن، مكثرين من الصلاة عليه في الليل وفي النهار، حتى كان البائعون ينادون بالصلاة عليه على سلعهم".

وأشار إلى أن ذلك قل في أزماننا النكدة، كما قل التأسي به ﷺ في حياتنا، موصيًا بألا يستقل المسلمون الصلاة على سيدنا النبي ﷺ ؛ لافتًا إلى إنها عند الله عظيمة وأنها تحفظ الإنسان من الذنوب وتستر من العيوب وكنز لا نحسن استعماله، ولا نحسن أن نقصد به وجه الله سبحانه وتعالى.

ولفت إلى أن وجه الدلالة من الحديث السابق ذكره، هو أن من ارتكب ذنبًا، عليه بالتوبة منه والإصرار على عدم العودة إليه، ثم الإكثار من الأعمال الصالحة التي تذهب السيئات كما ذكرت الآية.

كيف تجعل صلاة واحدة تُكفر جميع ذنوبك

قال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنه ورد حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدل على أن الخشوع في الصلاة وحُسن الوضوء يكفر الذنوب.

واستشهد «المجمع» عبر صفحته بـ«فيسبوك»، بما روى مسلم في صحيحه من حديث عُثْمَانَ -رضي الله عنه- أنه دَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ».

من جانبه، وضع الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، روشتة شرعية للخشوع في الصلاة، وهي أنه على المُصلي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويكمل صلاته، ولا يلتفت لمثل هذه الوسوسة.

وأشار إلى أنه على الإنسان أن يعود نفسه على الانشغال بما يتلو من قرآن وذكر في الصلاة، ويستعين على ذلك بالتركيز وتقطيع الآيات والوقوف عند رأس كل آية، وكذلك في التسبيح بالركوع والسجود، فهذا يساعد على الخشوع، وأيضًا عدم الدخول في الصلاة وقلبه منشغل بأمر من أمور الدنيا.

كيف تكفر عن ذنوبك مهما بلغت ؟
وأضاف مجمع البحوث الإسلامية ، أنه فيما ورد بالكتاب العزيز وسُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه ينبغي على الإنسان أن يُحسن الظن بالله سبحانه وتعالى مهما بلغت ذنوبه ومعاصيه.

وأوضح «البحوث الإسلامية» في فتوى له، أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)» سورة الزمر.

وأضاف أنه لذا مهما بلغت ذنوب الشخص من الكبر، عليه أن يتوب، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لايغلق باب التوبة في وجه عباده، كما أرشدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى عمل يغفل عنه الكثيرون فيما يقبل الله سبحانه وتعالى توبة العبد به، وهو بر الوالدين أو رحمهما.

واستشهد بما ورد في صحيح ابن حبان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« أَلَكَ وَالِدَةٌ ؟ » ، قَالَ : لا ، قَالَ : « أَلَكَ خَالَةٌ ؟» ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَبَرَّهَا».