الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ميادة منير تكتب: فضل الصلاة على خاتم النبيين

صدى البلد

إن الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفضل العبادات وأجلّ القربات، إن لم تكن من أفضل الذكر عند الله تعالى؛ يدل لذلك إخبار الله –تعالى- أنه يصلِّي عليه وملائكته، بل ويطلب من المؤمنين أيضًا الصلاة عليه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]، ومعنى الصلاة ها هنا: الدعاء، فصلاة الله تعالى على حبيبه وصفيه: الرحمة له، وصلاة الملائكة عليه: الاستغفار له، وصلاة البشر عليه: الدعاء له ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

ومن لم يصلّ عليه عند ذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنده فهو البخيل؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ».(الترمذي، والنسائي).  

ولفضل الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العديد من النفحات الربانية التي أخبرت بها السنة النبوية المطهرة؛ ومنها:
من صلى عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلاة واحدة، يُصلي الله تعالى عليه عشر صلوات؛ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا». (صحيح مسلم)، والصلاة من الله تعالى رحمة في الدنيا والآخرة لمن صلى على حبيبه، خير الخلق كلهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.  

كثرة الصلاة على المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب في كفاية الإنسان ما أهمه، وإزالة غمه، فالله –سبحانه- ييسر بالصلاة على الحبيب محمد أي أمر يشغل الإنسان، ويقضى له بها حوائجه الدنيوية والأخروية، كما يغفر الله تعالى بسببها الذنوب؛ يقول أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ». قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ». (الترمذي، والحاكم في المستدرك).

الصلاة على المُختار ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أسباب طمأنينة وطهارة القلب، فالصلاة على المبعوث رحمة للعالمين ـ صلى الله عليه وسلم ـ تُطهر النفس من الخبث، وتُشفي قلب المسلم من كل مرض يحول بينه وبين الوصول إلى ربه، حتى يلقى ربه بقلب سليم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ». (مسند أحمد) 

الصلاة على حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب لاستجابة الدعاء؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ مَحْجُوبٌ عَنِ اللهِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ». (البيهقي في شعب الإيمان).

الصلاة على حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب سعادة المُصلي عليه لكون صلاته هذه معروضة على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ - يَعْنِي بَلِيتَ - فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ». (أبو داود، وابن ماجه).

الصلاة على الشفيع المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب قرب المصلي منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، وأن يكون أولى الناس به وقتئذ؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً».(الترمذي، وابن حبان). 

وختامًا: فكل هذه الفضائل لا تضاهي حق نبينا وشفيعنا خير الورى علينا، عرفانا منا بجميله علينا، حيث بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وتركنا على المحجة البيضاء.

اللهم صل وسلم وبارك على خير الورى، خاتم النبيين، المبعوث رحمة للعالمين، حبيب الرحمن، شفيع الأمة، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، حبيبنا، وشفيعنا، سيدنا، ومولانا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، عدد كمالك، وعدد ما يليق بكمالك، وعدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، وعدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد الحركات والسكون، وعدد ما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون.