الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تابوت المياه.. آلات ري لا يعرف الجيل الجديد من أبناء سوهاج عنها شيئا.. تعرف عليها

تابوت المياه
تابوت المياه

"الساقية، والشادوف، ومحراث الأرض، وماكينة الري اليدوية (البدال)"، هذه الأدوات التي لم يعرفها كثير من أبناء هذا الجيل، فبعضهم يسمع عن أسماء هذه المعدات ولكنهم لم يروها ولم يعلموا ما وظيفتها وما فائدتها.

فهذه الأدوات هي معدات الفلاح الوحيدة ليزرع أرضه ويحولها من أرضٍ خصبة يابسة إلى أرض خضراء، ولكن مع التقدم التكنولوجي تم استبدال هذه الأدوات بأخرى تعمل بالوقود.

قال خالد السوهاجي، الذي يبلغ من العمر 21 ربيعًا، أحد أبناء قرية بندار الكرمانية بمركز سوهاج، أن هذا المكان هو مسقط رأسه ولكنه لا يعلم الكثير عن تابوت المياه أو الساقية التي يمر بجوارها يوميًا بمنطقه، وكأنها لم تكن مصدرًا للعطاء يومًا ما لأهل بلدته.

اقرأ أيضا:

تلك الآلة التي لها قيمة كبيرة منذ قديم الآذل، حيث كان يتم تشغيلها من خلال الأبقار لري الأراضي الزراعية، فكانت سببا بإحياء الأرض الخصبة، وجعلها خضراء تزدهر بخيرات الله من الزراعات، ولم يظل شيئًا ساكنًا بمحله إلا أن كل شيء يتغير، بعشرينات القرن الـ21 أصبحت هذه الآلة أثرية يلتقط بجانبها المارة الصور التذكارية.

وأشار الحج صالح عبدالصبور، 67 عامًا، مُزارع، إلى أن هذا التراث كلما مررت عليه لا بد وأن تعرف الرسالة التي تكمن تحت الأتربة المُتراكمة عليه وهي أنه لا يجب أن تتوقف عن خدمة الناس ولا عن العمل في الخير لكي يكون لك تواجد في حياتك ومماتك ولكي تكون أسطورة وتاريخ يُحكى عنك الناس، لذا لا زلنا نتحدث عن الساقية على أنها رمز العطاء لدى الأجداد.

وأضاف عبد اللطيف موهوب، أحد المزارعين أنه حاليًا بالنسبة لكميات المياه يصعب الري بالبدال، والجادوف وغيره وأنه بالنسبة لهم كمُزارعين دق مواتير المياه في الزراعات، وماكينات المياه قد تروي أفدنة في ساعات قليلة، مؤكدًا أنهم في أحيان قليلة يضطرون لاستدعاء آلات قديمة في حالة انخفاض منسوب المياه.

وأشار أن جده كان يملك بئر مياه وكان يُستخدم للري قديمًا، ولكن حاليًا المصارف تجري بجانب أغلب الزراعات فلا يحتاج المزارع إلى أن يرهق نفسه ويبذل مجهودًا في استخدام شيئا قديما لأن الزراعة أصبحت أدواتها حديثة وأنه من العبث التمسك والإصرار على استخدام هذه الآلات البدائية.