استمعت اليوم إلى كلمة مولانا الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر فى احتفالية وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوى الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ، والتى كانت محل إعجاب شديد من كل رواد السوشيال ميديا على مواقع التواصل الاجتماعى ، حيث أثبت شيخ الأزهر بلا شك أن الأزهر الشريف هو الحصن المنيع للدفاع عن الإسلام فى بلد الإسلام مصر ، ولن يقبل الإساءة لديننا الإسلامى الحنيف ورسوله الكريم وأى دين سماوى أو أى رسول.
شيخنا الجليل الإمام الطيب قال فى كلمته ردا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إن الأزهر يرى الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم وأصبحت أداة لحشد الأصوات في الانتخابات والمضاربة بها في أسواق الانتخابات، كما أن الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم التي تتبناها بعض الصحف هي عبث وتهريج وعبث بالالتزام الدولي والعرف الدولي والقانون العام واعتداء على الدين والنبي.
واستكمل شيخ الأزهر كلماته العظيمة قائلا :"إن الأزهر الشريف يرفض وبقوة مع كل دول العالم الإسلامي هذه البذاءات التي لا تسيء للمسلمين ولنبي المسلمين بقدر ما تسيء إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يكتفِ الطيب بذلك ولكنه تبنى مبادرة عظيمة جدا لا تخرج إلا من رجل عظيم مدافع عن الإسلام بكل ما أوتى من قوة ، حيث دعا المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم فى الحقوق والواجبات والاحترام الكامل والمتبادل، كما ندعو المواطنين المسلمين فى الدول الغربية إلى الاندماج الواعي الذى يحفظ لهم هويتهم الثقافية ويحول دون استدراجهم في العنصرية الكريهة، وعلى المسلمين المواطنين ان يلتزموا بمقاومة خطاب الكراهية والاقتداء برسول الله الكريم".
كلمة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تثبت بلا شك أن مصر ممثلة فى الأزهر الشريف ستظل دائما حصن الإسلام ومدافعة عنه حتى يوم القيامة ، وهذا ما لمسناه خلال الأيام القليلة الماضية حينما هب المسلمون للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد الإساءات البذيئة، وانتشرت هاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعى ترفض الإساءة لرسولنا الكريم وتدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية ، مما لاقى تأييدا كبيرا من المسلمين فى كل أنحاء العالم للتعبير عن غضبهم الشديد من هذه الإساءات ضد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
كل يوم يثبت شيخ الأزهر أنه رجل حكيم عاقل يعلم جيدا كيف يتحدث فى الوقت المناسب ويضع الأمور فى نصابها الحقيقى ، وهذا ما تعودنا عليه من مولانا الدكتور أحمد الطيب ، والذى يكن له كل المسلمين فى مصر والعالم كله الاحترام والتقدير ، ولعل كلمة شيخ الأزهر سيكون لها صدى عالمى لما لها من تأثير كبير فى عقول المسلمين فى مصر والعالم أجمع ، ولذلك فإننى أقول لشيخنا الطيب "مولانا الطيب تحدثت فأصبت".
ولم يقف الأزهر الشريف مكتوف الأيدى أمام الإساءات ضد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولكنه اتخذ خطوات تصعيدية ضد هذه البذاءات، بعد أن رفض مجلس "حكماء المسلمين" برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر استخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) ومقدسات الدين الإسلامى ، وأشار إلى أن المجلس سيشكل لجنة قانونية لملاحقة صحيفة "تشارلي إيبدو" الفرنسية قضائيا ، وهذا هو المسلك القانونى الذى نستطيع أن نلجأ إليه للرد على كل البذاءات الموجهة لرسولنا الكريم والتى لا تمثل أى حرية عن التعبير كما كان يردد الرئيس الفرنسى ماكرون ، لأن الإساءة للأديان والرسل لا تمت لحرية التعبير بأى صلة.
فى النهاية فإننا ننتظر من المجتمع الدولى ردا قويا على هذه الإساءات لنبينا الكريم التى لا يرضاها أى دين سماوى ، كما أن استمرار هذه الإساءات للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم ستولد شعور الكراهية لدى المسلمين الذين لا يقبلون بأى حال من الأحوال أن يمس رسولهم الكريم بأى سوء ، كما أن ديننا الكريم حثنا على احترام أصحاب الديانات السماوية الاخرى وعدم المساس بهم ، ولعل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من آذى ذميا فقد آذانى " هو خير دليل على كلامى.