EN 
بحلول ذكري المولد النبوي الشريف في ١٢ ربيع الأول ١٤٤٢ هجريًا، تتعددُ مظاهر الاحتفالِ في مصر و الوطن العربي أجمع بذكري المولد النبوي، و من أكثر ما يُشيع في هذا الاحتفال هو شراء حلوي المولد من الأسواق، فالإقبال علي شراء حلويات المولد هي من العادات و التقاليد المصرية المُتعارف عليها مُنذُ عُقود، فيتجه المُسلمين الي الأسواق لشراء الحلوي التي تتمتع باختلاف كل من ألوانها، وأطعامها، وأشكالها.
ومن أبرز معالم ذكري المولد النبوي هو وجود عروسة المولد، التي تتعدد في طرق تصنيعها من السكر أو البلاستيك، و تختلف في أشكالها وأحجامها، و يقبل عليها كل من الكبير والصغير.
فهي من العادات القديمة التي نشأ عليها الكثير من المصريين، ولا يكتمل الاحتفال بذكري المولد إلا من خلال شراء عروسة المولد و الفارس علي الحصان.
وتجولت كاميرا صدي البلد في الشوارع المصرية لتسأل المواطنين علي سر شكل عروسة المولد، وإلي أي عصر ترجع وجودها، وكانت الإجابات صادمة.
في البداية قال إبراهيم عبد المنعم إن صناعة عروسة المولد ترجع إلي عصر "الفراعنة"، وظلت من العادات والتقاليد المشهورة مثل الاحتفال بشم النسيم و أكل الأسماك المُملحة.
وأضاف إسماعيل محمد أنه ترجع عروسة المولد لعقد الثمانين، وأنه من المُتعارف عليه شراء عروسة المولد مع اقتراب ذكري المولد النبوي الشريف.
وذكر حازم حسني أن انتشرت عروسة المولد في إحدى القري القديمة غير المعروفة، ثم انتشرت في جميع أنحاء المحافظات و البلاد.
وأكمل بدر احمد أن عروسة المولد تتواجد ويتم شراؤها من الأسواق في ذكري المولد فقط للإهداء والمعايدة علي الآخرين.
ويوجد بعض المواطنين الذين كانوا يعلمون أن عروسة المولد ترجع الي العصر الفاطمي، ولكن لم يعلموا السبب وراء سر شكل عروسة المولد و الفارس علي حصانه.
والجدير بالذكر أن عروسة المولد ترجع إلي العصر الفاطمي في منتصف القرن الرابع الهجري، عندما خَرجَ الحاكم بأمر الله علي حُصانه للاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف مع إحدي زوجاته، فَظهرت زوجته بثوبٍ أبيضٍ ناصع البياضِ، و علي رأسها تاج من الياسمين.
فكان هذا المشهد الهامًا لكل صُناع الحلوي، برسم الأميرة علي هيئة عروسٍ جميلة في قالب من الحلوي، و تُزين مُرتدية ثوبًا جميلًا، أما الحاكم بأمر الله فتم صُنعهِ من الحلوي علي هيئة فارس راكبًا حصانًا.
بعد ذلك، أمر الحاكمُ بأمر الله بأن تتزامن كُل أفراح الزواج مع مولدِ النبي محمد صل الله عليه وسلم، و في ذلك تفسيرٌ لسر العروس التي تُصنع في موسم المولد النبوي الشريف بشكلها المُزركش و ألوانِها الجميلة.
واستمر الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف علي هذا النمط حتي الآن، و يتمتع صُناع الحلوي بالتغيير في شكل عروسة المولد و تعدد ألوانها، حتي أنه يتعدد طرق تصنيعها من الحلوي و البلاستيك.
