الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرهاب والانتخاب.. التخويف سلاح ترامب الأقوى للفوز بولاية ثانية.. الرئيس الأمريكي يصنع من بايدن فزاعة للناخبين.. والجهل ورقة اللعب الرابحة في السباق

دونالد ترامب وجو
دونالد ترامب وجو بايدن

التخويف من المهاجرين الأجانب ملمح مستمر من حملة ترامب الانتخابية السابقة 
ترامب يحذر كبار السن من انقطاع الطاقة عن منازلهم في حالة فوز بايدن 
حملة بايدن ترد بخطاب تخويف مضاد ولكنه يستند على سلوك ترامب 

ضواحي المدن ستتحول إلى خرائب والاقتصاد سيغرق في أسوأ دورة من الركود والشرطة ستختفي والكهرباء ستنقطع، هذه هي النسخة المروعة للحياة الأمريكية التي يرى الرئيس دونالد ترامب أنها ستكون النتيجة الوخيمة لتسليم البيت الأبيض إلى منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وفي أحد أكثر خطاباته صراحة وهجومية ضد بايدن، قال ترامب نصًا "إنه سيدفنكم باللوائح وسيحل أقسام شرطتكم ويزيل حدود بلادنا ويصادر أسلحتكم ويقضي على الحرية الدينية ويدمر ضواحيكم.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، يقول الخبراء إن غرس الخوف من الخصم عادة ما يكون العامل الأساسي المحفز وراء مثل هذا الخطاب، حيث يسعى المرشحون لمنح الناخبين سببًا لوضع علامة اختيار بجوار أسمائهم على ورقة الاقتراع.

ونقلت الوكالة عن أستاذ اللغويات بجامعة كاليفورنيا روبن لاكوف تعليقه على حملة ترامب لتخويف الناخبين من بايدن بالقول "إنه خوف خالص وخوف قائم على نوع معين من الجهل، ولا ينجح إلا إذا كان لدى مستمعيك هذا النوع الخاص من الجهل".

وأضافت الوكالة أن خطاب ترامب الانتخابي يدور كله على صناعة الخوف، ومن بين الملامح المستمرة منذ حملته الانتخابية عام 2016 التركيز على التخويف من خطر المهاجرين الأجانب، والآن يروج ترامب لكل سبب غير منطقي يبث الانطباع بالخوف من رئاسة بايدن.

وفي إحدى تغريداته مؤخرًا، كتب ترامب "هذه الانتخابات هي اختيار بين تعافي ترامب أو ركود بايدن، اختيار بين انتعاش ترامب أو إغلاق بايدن، اختيار بين خطتنا لقتل فيروس كورونا أو خطة بايدن لقتل الحلم الأمريكي".

بل لقد بلغ الأمر أن هاجم ترامب بايدن لأنه أعلن انه سيتبع نصائح العلماء فيما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا، فترامب لا يفهم من نصائح العلماء سوى أنها توجيهات بفرض حالة الإغلاق التي تسبب خسائر اقتصادية موجعة، مع أن بايدن لم يذكر ولو مرة واحدة أنه سيفرض الإغلاق الكامل إذا ما ساءت الأمور.

وقالت مديرة مركز آننبرج للسياسة العامة بجامعة بنسلفانيا كاتلين هول جاميسون إن خطاب ترامب ينطلي على أولئك الذين لديهم استعداد مسبق لتصديق ما يقوله عن بايدن، ولكن أي شخص لا ينجرف مع العامة يرى بوضوح أن خطاب ترامب التخويفي ليس سوى دليل إفلاس.

وسعى ترامب الأسبوع الماضي في فلوريدا إلى تعزيز مكانته بين الأمريكيين الأكبر سنًا الذين أغضبتهم استجابة إدارته لأزمة فيروس كورونا من خلال تحويل انتباههم إلى بايدن باعتباره الشخص الذي سيلحق الأذى الحقيقي بهم. وزعم ترامب أن خطة بايدن للطاقة "ستعني أن الأمريكيين كبار السن لن يكون لديهم مكيفات هواء خلال الصيف، ولا تدفئة خلال الشتاء ولا كهرباء خلال ساعات الذروة".

وخلال صيف من الاضطرابات التي أعقبت قتل الشرطة لعدد من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، سعى ترامب إلى تصوير بايدن باعتباره مدينًا بالفضل في صعوده لقوى "اليسار المتطرف" التي يدعى ترامب أنها وراء الاحتجاجات، وحذر من أن بايدن لن يكون قادرًا على منع انتشار مثل هذه الاضطرابات إلى الضواحي.

وقال المحاضر المتخصص بالخطابات الرئاسية في جامعة نورث وسترن ديفيد زارفسكي إن الفحص الدقيق يظهر ضعف حجة ترامب حول بايدن والضواحي، وأضاف "أعتقد أن معظم الناس لن يقيموا لها وزنًا كحجة قوية.

ولا شك أن الديمقراطيين بدورهم يحقنون خطابهم الانتخابي بجرعة من التخويف والاتهامات غير المنطقية، ففي يوليو الماضي مثلًا قال بايدن إن ترامب هو أول "رئيس عنصري" في تاريخ الولايات المتحدة، متجاهلًا بذلك حقيقة تاريخية لا تقبل الجدل، وهي أن التاريخ الأمريكي شهد تولي رؤساء عنصريين كثر، بل إن بعضهم كان يملك عبيدًا.

وفي خطابه في المؤتمر الوطني الديمقراطي، قال الرئيس السابق باراك أوباما إن أربع سنوات أخرى من بقاء الجمهوريين في البيت الأبيض ستعرض الديمقراطية الأمريكية للخطر.

وقالت جاميسون إن حملة الديمقراطيين للتخويف من ترامب تختلف عن تخويف الأخير من بايدن، فالديمقراطيين يستندون إلى وقائع حقيقية وأمثلة من سلوك ترامب المخالف للقواعد المؤسسية، مثل هجومه على وزارة العدل والصحافة، أو شكوكه التي لا أساس لها في التصويت بالبريد.

وأضافت جاميسون أن الذين يقيمون الحجة على ترامب يستشهدون بأدلة من خطاباته وأفعاله، في حين يفتقر ترامب إلى أدلة تعزز اتهاماته ضد بايدن أو خطابه التخويفي من الديمقراطيين.

ونقلت الوكالة عن أستاذة دراسات الاتصال الجماهيري بجامعة فاندربيلت فانيسا بيزلي إن كل المرشحين الرئاسيين عادة ما يركزون خلال فترات الحملات الانتخابية على جدلية "نحن مقابل هم" في محاولة لإبراز مزاياهم وعيوب المنافسين، وكل ذلك يتم في إطار المنافسة الانتخابية، فإذا ما فاز أي مرشح نحى جانبًا الخطاب الانتخابي وبدأ بالتصرف والحديث كرئيس للجميع، أما مشكلة ترامب فهي أنه لا يتخلص أبدًا من خطاب "نحن مقابل هم".