EN 
"عم عاشور معاه جاموسة إذًا مش محتاج حاجة مننا"، بهذه الكلمات كان رد وزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة سوهاج على ابن شقيق صلاح الحسك، المعروف بـ"العم عاشور"، صاحب أول واقعة تنمر بالإقليم، الذي نُشر له فيديو منذ عدة أشهر يظهر فيه شابان وهما يتنمران عليه ودفع أحدهما الرجل المُسن البالغ من العمر 60 عامًا، بترعة نجع الحسك بمركز المراغة.
وكانت "التضامن الاجتماعي بسوهاج" وعدت المُسن بتعويض عما حدث له مُتمثلاً في إعادة بناء منزله وتجهيزه بالفراش اللازم له، وعند مطالبة محمود خلاف الحسك، ابن شقيق العم عاشور، بما سبق الوعد به من قبل الوزارة، إلا أن الرد كان مُفاجئًا: "العم عاشور معاه جاموسة ومش محتاج لأي دعم مادي، دي كفيلة تأتي له بمصاريفه اليومية".
ونفى "خلاف" أن شقيق والده يملك أي جاموسة، ولكنه مُتعلق بجاموسة إحدى الجيران لكثرة جلسته معها لا غير، مؤكدًا أن عمه لا يملك أي مصدر للدخل سوى معاش "تكافل وكرامة" الذي يُصرف له من قبل الدولة.
اقرأ أيضا:
"إحنا صرفنا له 200 جنيه وازازة زيت وكليو من السكر والأرز والمكرونة"، تلك الكلمات التي كان أثرها على نفس الشاب الثلاثيني يجلب له الحزن على عمه وما خُلق عليه من قلة حيلة، وضعف استطاعته على العمل.
ويُطالب "العم عاشور" بمقابلة اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، لعرض مشكلته وإيجاد حلاً جزريًا لها، فهو لم يعد يحتمل تلك الحياة بالمنزل الذي لا يحتوي على شيء على الإطلاق، كما أنه منزل قديم "صب"، ويحتاج إلى بعض الإحلال والتجديد.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء دكتور حسن محمود، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من اللواء عبد الحميد أبو موسى، مدير المباحث الجنائية بالمحافظة، يُفيد بتلقيه بلاغًا من مأمور مركز شرطة المراغة يفيد بانتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة، يظهر فيه شابان وهما يتنمران على رجل مُسن وألقى به أحدهما في مصرف نجع الحسك، وكان ثالثهما يصور بالهاتف المحمول الواقعة، وكشفت التحريات أن الأحداث تمت بدائرة المركز.
وبالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية أن المُسن يدعى صلاح خلاف الحسك، الشهير بـ"العم عاشور"، يُقيم بدائرة المركز، وأن مُرتكبي الواقعة هم: "عبد الرحمن. ب. م"، و"حسن. ا. ح"، و"م. م. ع"، بالعقد الثاني من العمر، ويُقيمون بدائرة المركز، كما أثبتت التحريات أن أحداث الواقعة قد حدثت بشهر رمضان الماضي، أي منذ أكثر من 5 أشهر، وصورها الشباب بغرض نشرها على موقع "تيك توك"، من أجل الشهرة، ولم ينتشر مقطع الفيديو إلا منذ فترة قصيرة.
ظن الشباب أنهم سيفلتون بعملتهم، ولن يندموا على ما فعلوه بهذا الرجل المُسن الذي أثبت الكشف الطبي الذي أجراه مستشفى سوهاج الجامعي أن نسبة ذكاءه تتعدى الـ61%، ولكنه يُعاني من بعض الاضطرابات النفسية، إلا أن رد فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي كان عكس ظنونهم، حيث طالب العديد بسرعة إلقاء القبض على هؤلاء الشباب وحسابهم حسابًا عسيرًا عما فعلوه بـ"العم عاشور"، كي يكونوا عبرة لغيرهم من المُراهقين، ودرسًا يتلقاه الجميع في احترام كبار السن والضعفاء.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، ثم تجديدها إلى 15 يومًا، ثم إحالة القضية إلى محكمة جنح سوهاج والتي أصدرت حكمها بالسجن 3 سنوات، وغرامة 50 ألف جنيه لكل منهم.
