الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرمينيا تلجأ لروسيا في حربها مع تركيا وأذربيجان.. وبوتين يطمئن باشينيان بالخطوط الحمراء

نذر الحرب لازالت
نذر الحرب لازالت تلوح في الأفق

  • رئيس وزراء يريفان يطلب من بوتين رسميًا التدخل في القتال
  • أرمينيا تستند في مطالبها من موسكو لمعاهدة دفاع مشتركة
  • الخط الأحمر الروسي يحدد كامل أرمينيا نقطة لاشتعال المواجهة إذا ما تجاوزت تركيا حدودها

 

في ردٍ منها على أرمينيا التي طلبت مساعدة عاجلة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إثر التصعيد العسكري المستمر من أذربيجان بدعم من تركيا، رسمت موسكو الخط الأحمر الفاصل قبل تدخلها في القتال بمواجهة تركيا التي سقطت عنها معظم أوراق اللعب، حيث أكدت الحكومة الروسية اليوم، السبت، أنها ستقدم المساعدة "الضرورية" ليريفان في نزاعها مع أذربيجان "باكو" إذا وصل القتال إلى الأراضي الأرمينية بعد أن طلبت حليفتها المساعدة، وفق ما ذكرت صحيفة "موسكو تايمز".


طلب رسمي بتدخل روسيا

في وقت سابق اليوم، السبت، طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان رسميا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مشاورات "عاجلة" بشأن المساعدة الأمنية في نزاعها مع أذربيجان بشأن منطقة ناجورني كاراباخ الانفصالية.

 

وأرسل باشينيان الرسالة إلى بوتين بعد أن فشلت أرمينيا وأذربيجان في الاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار خلال محادثات في جنيف أمس  الجمعة، مع استمرار القتال.


مخاوف من  تصعيد عسكري

وأثارت هذه التصريحات مخاوف من تصعيد القتال بين أرمينيا وأذربيجان، حيث يشعر بعض المراقبين بالقلق من أنها تخاطر بجر روسيا، حليفة يريفان، وتركيا بقيادة الرئيس رجب أردوغان، التي تدعم باكو، إلى قلب صراع مستمر منذ عقود.

 

وتخوض أرمينيا وأذربيجان قتالا عنيفا منذ أكثر من شهر حول منطقة ناجورنو كاراباخ، وهي منطقة في أذربيجان يسيطر عليها الانفصاليون الأرمن في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي.

 

خلفت المواجهات أكثر من ألف قتيل، مع عدم قدرة القوى العالمية حتى الآن على إقناع أي من الجانبين بوقف القتال.

 

قاعدة روسية في أرمينيا

 تمتلك روسيا قاعدة عسكرية في جيومري، ثاني أكبر مدينة في أرمينيا، ولديها معاهدة دفاع مع يريفان.


الخط الأحمر الروسي

وأكدت موسكو، التي قالت في وقت سابق إن اتفاقها الدفاعي مع أرمينيا لا يمتد إلى منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، أنه سيتم تقديم المساعدة إذا توسع القتال.

 

وقالت وزارة الخارجية الروسية: "روسيا ستقدم ليريفان كل المساعدة الضرورية إذا وقعت اشتباكات مباشرة على أراضي أرمينيا".

 

وفي الوقت نفسه، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريحات متلفزة، إن "صيغ ملموسة" لمساعدة أرمينيا ستناقش.

 

كما دعت وزارة الخارجية الروسية الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار على الفور وتهدئة التوترات وبدء محادثات "جوهرية".

 

وقالت وزارة الخارجية إن باشينيان قال في رسالته إلى بوتين إن الأعمال العدائية تقترب من حدود أرمينيا وكرر أن تركيا حليفة أذربيجان تدعم باكو.

 

وقالت الوزارة في بيان إن "رئيس وزراء أرمينيا طلب من الرئيس الروسي بدء مشاورات عاجلة بهدف تحديد نوع وكمية المساعدة التي يمكن أن تقدمها روسيا الاتحادية لأرمينيا لضمان أمنها".

 

طلب باشينيان مساعدة موسكو، متذرعًا بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ومعاهدة عام 1997 بشأن الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة.

 

من المستحيل حساب المخاطر

وقالت كاري كافانو، السفيرة الأمريكية السابقة والرئيسة المشاركة لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن بوتين كان على دراية بأن المشاركة العسكرية الموسعة في الصراع ليست في مصلحة موسكو. 

 

وذكرت كافانو، أستاذ الدبلوماسية في جامعة كنتاكي، أنه "من المستحيل حساب الخطر، لكن دخول القوات المسلحة الروسية أو التركية في هذه المرحلة سيكون بمثابة تصعيد كبير للصراع".


وفي الوقت نفسه، قالت: "يمكن لروسيا نقل بعض القوات من ثكناتها في كيومري لتعزيز حماية الحدود (وهي تتعاون بالفعل في ذلك) أو للمساعدة في أي تدفق للنازحين المدنيين الفارين من القتال".

 

وقال حكمت حاجييف، مساعد الرئيس الأذربيجاني لوكالة "فرانس برس"، إن باكو لن تعلق.

 

كلام الوسطاء

وذكر وسطاء من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة أمس، الجمعة، في بيان من جنيف إن الأطراف المتحاربة التزمت "بعدم استهداف السكان المدنيين أو الأعيان غير العسكرية عمدا وفقا للقانون الإنساني الدولي".

 

لكن وزارة الدفاع في القيادة الانفصالية في كاراباخ اتهمت يوم السبت أذربيجان بانتهاك اتفاقيات جنيف واستهداف مدينة ستيباناكيرت الرئيسية وبلدة شوشا ذات الأهمية الاستراتيجية.

 

وقالت الوزارة إن "جرحى بين المدنيين" في شوشا، ونفت باكو استهداف المدينة الرئيسية في كاراباخ.

 

ودخلت أذربيجان وأرمينيا في صراع مرير بشأن كاراباخ منذ أن سيطر الانفصاليون الأرمن بدعم من يريفان على الإقليم الجبلي في حرب التسعينيات التي خلفت 30 ألف قتيل.

 

واتفقت الأطراف المتحاربة ثلاث مرات على وقف إطلاق النار خلال المحادثات الأخيرة بوساطة روسيا وفرنسا والولايات المتحدة ، لكن الهدنة سرعان ما انهارت.

 

ولقي أكثر من 1200 شخص مصرعهم من كلا الجانبين منذ بدء القتال ، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أعلى بكثير من هذه الحصيلة.

 

استمرار سقوط المرتزقة

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوصول 20 جثة لمرتزقة مقاتلين في إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان إلى سوريا، وفق ماذكرت وسائل إعلام متفرقة.

 

وذكر المرصد السوري، أنه بخلاف الـ20 جثة الذين وصلوا تركيا ثم إلى سوريا، فقد قتل 14 من مرتزقة تركيا في ناجورنو كاراباخ خلال الساعات الماضية.

 

وتجدد النزاع في 27 سبتمبر، واستمر إلى الآن بفضل التحريض التركي والدعم بالمرتزقة والسلاح لأذربيجان، وهو ما جعل القتال يتواصل رغم المحاولات الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وخرق اتفاقات للهدنة لـ3 مرات، وتؤكد أرمينيا أن تركيا حليفة أذربيجان تدعم باكو بقوة، وهو ما جعل أرمينيا تطلب معاونة روسيا، وهو ما يقول بحدوث حرب جديدة بين قوتين إذا لم تتراجع تركيا للوراء وتترك الساحة للعمل الدبلوماسي.