الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كبسولة لتشويق السائحين.. متحف شرم الشيخ يبرز السياحة التاريخية والثقافية.. إضافة جديدة لمدينة السلام.. وعلماء أجانب يعثرون على حفائر ويستخرجون قطع أثرية هامة

جمال متحف شرم الشيخ
جمال متحف شرم الشيخ للآثار

فودة: متحف شرم الشيخ يبرز السياحة التاريخية  والثقافية 
المتحف يعتبر منتج سياحي وإضافة جديدة لشرم الشيخ
خبير آثار: متحف شرم الشيخ نافذة السياحة الثقافية والتاريخية لرواد مدينة السلام
 
متحف شرم الشيخ القومى الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم  يعد أحد المشروعات القومية العملاقة التى تم تنفيذها على أرض مدينة السلام العالمية شرم الشيخ، حيث استطاع أكثر من 700 عامل العمل ليلًا ونهارًا، لاستكمال وإنجاز المشروع فى وقت قياسى استعدادًا لاستقبال الرئيس السيسى لافتتاحه. 

ويقع المتحف الجديد على بعد مسافة قريبة من من مطار شرم الشيخ الدولى، فى المنطقة المجاورة لمسجد «السلام»، أحد المعالم الشهيرة بالمدينة، ويجرى تنفيذه على مساحة أكثر من 50 فدانًا، بهدف إدخال منتج سياحى جديد إلى مدينة «السلام»، بجوار السياحة الترفيهية، بالإضافة إلى تخفيف العبء عن المتحف المصرى الكبير فضلًا عن استغلال الكثير من القطع الأثرية المكدّسة فى المخازن.

أكد اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء إن مساحة المتحف تبلغ نحو حوالي 200000 م2 ، وتضم المرحلة الأولى من المشروع المبنى الإدارى، و4 قاعات عملاقة، الأولى قاعة التهيئة المرئية لعرض الآثار الموجودة، والثانية قاعة الحضارات وتشمل كل الحضارات المصرية القديمة والحضارات الأخرى، والثالثة قاعة العرض المتحفى، أما القاعة الرابعة فمخصّصة لكبار الزوار ويوجد ممر كبير يربط بين هذه القاعات ومن المخطط أن يحتوى الممر على تمثال « حتحور»، وقطع أثرية أخرى.

ويتسع المتحف لعرض 20 ألف قطعة أثرية، متنوعة من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية وقد بدأت أعمال المشروع عام 2003 وتوقفت عام 2011 وتم استئناف الأعمال به مرة أخرى في عام 2018، حيث بلغت تكلفة المشروع 812 مليون جنيه. لافتًا إلى أنه من المخطط أن يحتوى المتحف على مخزن للآثار، ومعامل لترميم القطع الأثرية، بالإضافة إلى مسطحات خضراء بمساحة أكثر من 15 ألف متر مربع وسيضم فى قاعته.

وأشار إلى أنه سيتم فتحه للزيارة طوال أيام الأسبوع لفترتين إحداهما صباحية (من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 1 مساءا) والأخرى مسائية (من الساعة 5 مساءا وحتى 11 مساءا)، وذلك ليتمكن السائحين من الاستمتاع بشواطئ شرم الشيخ الخلابة وبشمسها الدافئة، وممارسة الرياضات المائية الممتعة صباحًا، وزيارة المتحف ليلًا للتعرف على الحضارة المصرية القديمة، وذلك في إطار دمج السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية.

 وتعتمد  فكرة سيناريو العرض المتحفى للمتحف  على عكس  مظاهر الحياة اليومية عند المصرى القديم وكذلك فى العصر الحديث، بحيث تروى القطع الأثرية مدى التقدم الحضارى الذى كان يعيشه المصرى القديم، حيث برع فى صناعة الكراسى والمناضد والأسرة المريحة وكان يزين المائدة بالزهور ويأكل ويشرب فى أطباق وكؤوس من الخزف مختلفة الأشكال والألوان وكان يلبس أحدث الأزياء. 

كما يشمل سيناريو العرض المتحفى عرضا للحياه البرية وكيف اهتم المصرى القديم بالحيوانات والطيور والزواحف والحشرات من حيث تربيتها أو تقديسها أو استئناسها أو علاجها، مؤكد أنه سيتم لأول مرة عرض ضخم لأشكال الحيوانات والطيور.

يعكس سيناريو العرض المتحفي الأوجه المختلفة للحضارة المصرية عن طريق عرض 5200 قطعة آثرية منتقاة، تم اختيارها بعناية من المخازن المتحفية بقصر المنيل وكوم أوشيم وسقارة ومتاحف السويس والإسماعيلية واليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير، وكذلك مخازن مدينة الأقصر والأشمونين بالمنيا وغيرها.

كما يعرض المتحف بشكل استثنائي ١٠ قطع أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون، وذلك قبل عرضها بالمتحف المصري الكبير، مما يعد بمثابة عنصر جذب أمام زوار المدينة لمشاهدة جزء من كنوز الملك الشاب لأول مرة.

ومن أهم القطع الأثرية بالمتحف قطعة نادرة من الموزاييك من الإسكندرية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وتمثال للاله ”ايروس“ وهو يصطاد الغزلان والتي تعرض بمدخل المتحف، وتمثال آخر نادر للاله "بس" من الطين الغير مكتمل الحرق وسوف يتم وضعه في قاعة "الانسان والحياة البرية“، هذا بالإضافة إلى القطع التي تم اكتشافها حديثًا ببعض المواقع الأثرية لعرضها لأول مرة بما يعمل على إثراء منظومة العرض المتحفي بالمتحف.

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء ومدير عام المركز العلمى للآثار والفنون الإسلامية بطور سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مدينة شرم الشيخ تمتلك مقومات السياحة الترفيهية وسياحة الغوص والرياضات البحرية ومجتمع البادية والخيمة البدوية وهى رائدة سياحة المؤتمرات وارتبط اسمها بمؤتمرات السلام العالمية فأطلق عليها مدينة السلام وكانت تفتقر إلى السياحة الثقافية والتاريخية المتمثلة فى الآثار وبافتتاح متحف شرم الشيخ اكتملت منظومة السياحة بها حيث يمثل شرم الشيخ نافذة الحضارة المصرية على العالم بمدينة السلام.

وأوضح الدكتور ريحان أن سيناريو العرض المتحفى بشرم الشيخ يتعرض للحضارة المصرية بكل بمفرداتها وعصورها تحكيها 20 ألف قطعة أثرية متنوعة من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية تم تجميعها من مخازن المتحف المصرى بالتحرير والمخازن المتحفية بعدة مناطق أثرية.

ويطالب الدكتور ريحان بأن يضاف إلى المتحف مقتنيات تمثل لوحات صخرية مكتشفة بمنطقة سرابيط الخادم والتى تجسّد الكتابة البروتو سيناتك أقدم أبجدية في التاريخ وقد اكتشف بمنطقة سرابيط الخادم 378 نقشًا منذ عصر الأسرة الثانية عشرة كشف عنها علماء آثار أجانب ورحّالة منذ عام 1930حيث اكتشف عالم الآثار البريطاني فلندرز بتري، ١٢ نقشًا عام ١٩٠٥ وقام بدراسة هذه النقوش عالم الآثار وليم أولبرايت واستطاع عالم الآثار جاردنر عام ١٩١٧ اكتشاف سر «الأبجدية السينائية» التي تعد أصل الكتابة في العالم أجمع وتخصص لهم قاعة بعنوان مصر أصل أبجديات العالم.

يشير الدكتور ريحان إلى أنه منذ تأسيس الشركة العالمية للملاحة البحرية لقناة السويس نتيجة حفر قناة السويس قام علماء أجانب ومن أشهرهم الفرنسي جون كليدا بأعمال حفائر بمناطق عديدة بشمال سيناء واستخرجت العديد من الآثار الهامة ،كانت نواة متحف الإسماعيلية.

ويطالب الدكتور ريحان بأن تؤخذ من متحف الإسماعيلية الآثار الهامة المرتبطة بتاريخ سيناء ومنها لوحة هامة مستخرجة من شمال سيناء غاية فى الروعة والجمال تتوسط متحف الإسماعيلية من الموزايك طولها 485سم عرضها 300سم عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة جون كليدا بأحد القلاع قرب تل أبو غانم وتحكى اللوحة أسطورة مقسمة لثلاثة مناظر الأول يمثّل سيدة تدعى هيدرا تجلس فى قصرها وترسل خطاب غرامي إلى إبن زوجها هيبوليت عن طريق خادمها تروفيس وقد رفض إبن زوجها طلبها فوشت به فأرسله أبيه إلى الغابات ليعاقبه.
 
كما يطالب الدكتور ريحان بتخصيص قاعة للمقتنيات الأثرية المستخرجة من سيناء بواسطة بعثات الآثار المصرية والأجنبية منذ استرداد سيناء حيث كشفت بعثات الآثار المصرية والأجنبية منذ استرداد سيناء العديد من المقتنيات الأثرية فى مواقع الآثار المصرية القديمة بطريق حورس بشمال سيناء وطريق التعدين بجنوب سيناء وكذلك مواقع الآثار المسيحية والإسلامية بطريق الحج المسيحى القديم بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى ومسار العائلة المقدسة بشمال سيناء من رفح إلى الفرما ودرب الحج المصر القديم عبر وسط سيناء وقلاع سيناء الإسلامية والموانئ البحرية فى عصر الأنباط مثل ميناء دهب وفى العصر الإسلامى مثل ميناء طور سيناء وهذه المقتنيات تحتفظ بها المخازن المتحفية بالقنطرة شرق ورشيد والفسطاط ومتحف السويس ويجب أن توضع جميعها بمتحف شرم الشيخ.

ونوه الدكتو ريحان إلى نماذج من مقتنيات هامة تعد خبيئة أثرية في الفنون الإسلامية ومنها 27 طبق كامل من الخزف ذى البريق المعدني الفاطمي بزخارف متنوعة آدمية وحيوانية ورسوم طيور وزخارف نباتية وزخرفة النجمة السداسية على ثلاثة أطباق وهى زخرفة إسلامية مستخرجة من حصن رأس راية بطور سيناء وسبعة أطباق كاملة من الخزف تشمل طبقين من البريق المعدني وثلاثة من الخزف ذى اللون الواحد وطبق بورسلين صينى وآخر المعروف بطراز الفيوم مكتشفة بدير الوادي بطور سيناء وآنية فخارية كاملة من الفخار الأحمر والفخار الأبيض ومجموعة أواني الشهيرة بأواني الحجاج والذي استخدمها الحجاج المسيحيون أثناء عبورهم لطريق الحج المسيحي الشهير بسيناء اكتشفت في تل المشربة بمدينة دهب.

ويشيد الدكتور ريحان بوجود بازارات ومتاجر للحرف الأثرية بالمتحف لكنه يطالب بقاعة خاصة للتراث السيناوى داخل المتحف بكل أشكاله فى المأكل والملبس والإكسسورات وأدوات الحياة اليومية وشباك وأدوات الصيد المختلفة وكيفية استخراج الفيروز من أرض الفيروز والصناعات الغذائية القائمة على المنتجات السيناوية من التمور والزيتون والصناعات المختلفة القائمة على خامات متواجدة بسيناء وإشراك كل الجمعيات الأهلية السيناوية فى تنظيم معارض تراثية بين وقت لآخر بهذه القاعة لربط الماضى بالحاضر وسرد تاريخ سيناء منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.
 
ويشير الدكتور ريحان إلى أن رواد المؤتمرات فى شرم الشيخ المشاركون فى مؤتمراتها المختلفة والسياح من كل الجنسيات القادمون لمدينة السلام عن طريق الطيران العارض أو الشارتر من خلال رحلات خاصة لزيارة شرم الشيخ فقط كانوا يعودون إلى بلادهم دون مشاهدة آثار مصر محط أنظار العالم وبوجود المتحف سيشجع الطيران العارض إلى شرم الشيخ بحيث يقضى الزائر عدة ليالى سياحية بين شرم الشيخ والغردقة يستمتع بكل مقومات السياحة من سياحة الآثار والسياحة الترفيهية وثقافة البادية مع توافر أكبر متحفين للآثار بشرم الشيخ والغردقة.

ويتابع بأن المتحف سيساهم فى تنشيط السياحة فى كل جنوب سيناء بما تمتلكه من مقومات متعددة فى محافظة واحدة تشمل السياحة الروحية المرتبطة بالحج إلى سانت كاترين ملتقى الأديان والسياحة البيئية المتمثلة فى محميات طبيعية نادرة والسياحة العلاجية المتمثلة فى الكهوف الكبريتية والرمال البيضاء وبالتالى ستكتمل منظومة السياحة الشاملة بشرم الشيخ.

ومن جهته أشار سامح فخري خبير التسويق السياحي الي إن متحف شرم الشيخ القومي يعد متحفا عالميا بكل المقاييس سواء كان من ناحية الحجم أو العمارة إضافة إلى الآثار التي سيجرى وضعها بداخلها.

وأوضح أن إقامة متحف بمدينة شرم الشيخ رسالة للعالم بأن مصر أرض الحضارات وتزخر بمقتنياتها الأثرية وإظهار قدرة المصري القديم عن التعبير بالحياة التي كان يعيشها بطريقة عبقرية باستخدام الفن سواء كان عن طريق النحت وإقامة التماثيل أو النقوش والزخارف.

وأوضح أن المتحف سيكون كبسولة لتشويق السائحين لزيارة الآثار المصرية ليس التى توجد فى المتحف فقط بل زيارة آثار وادي النيل، لافتا إلى أن الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير المتحف تعد خطوة إيجابية وإنجاز غير متوقع.

وأكد الخبير السياحي وجدي سعد أن المتحف سينقل صورة من حضارة مصر المتنوعة إلي داخل المتحف كنوع من تشويق السائحين لمشاهدة الآثار الأصلية في سيناء و أسوان والقاهرة وباقي مدن الصعيد وتساعد إلي مزيد من الجذب السياحي إلى شرم الشيخ.

 اقرأ أيضا :