الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحليل شخصية طفل المرور.. أطباء علم نفس واجتماع يشرحون سبب تكبُّرِه

صدى البلد

"طفل المرور"، أزمة اجتاحت أروقة السوشيال ميديا وذاع صتها في اليومين الماضيين، وذلك يرجع لغضب رواد مواقع التواصل الإجتماعي من ردة فعل طفل مراهق لم يكمل من العمر 15 عاما، تجاه أحد رجال شرطة المرور بمنطقة البساتين؛ بعد أن استوقفه للاطلاع على رخصته التي لم يكن "طفل المرور" يحملها بعد؛ لصغر سنه، ليتعامل المراهق (المحتجز حاليا)، بكل تنمر وسخرية واستخفاف، مع رجل الشرطة وهو يقوم بواجبه على قدم وساق، متخذا من مهنة والده "القاضي" سبيلا الغرور والتفاخر.


" اللي زيي مايتحبسش".. كلمات غير مسؤولة نطقها " طفل المرور" الذي يلقب بـ"حروقة" كما يطلق عليه اصدقاءه،  في وجه رجل المرور، حين تحدث معه بكل "عنجهية" بالرغم من كونه خارقا للقانون لقيادته بدون رخصة.


اشتعال فضاء مواقع التواصل الإجتماعي، بعد أن شاهد رواد فيديو " طفل المرور" الذي سجله أحد أصدقائه وهو يرافقه في السيارة، حين استوقفه رجل المرور للاطلاع على رخصته التي لم يحملها من الأساس، مطالبين بضرورة محاسبته مهما كنت مكانة اسرته.


وبعد إلقاء القبض على " طفل المرور"، والإفراج عنه بكفالة؛ خرج في بث مباشر يواصل تنمره بشكل فج، وكأنه فوق القانون، ليتسبب هذا الأمر في إلقاء القبض عليه مجددا هو 4 من اصدقاءه، ليقع تحت طائلة القانون بعدة تهم موجهة له وفقا للقانون.


انتهى أمر "طفل المرور" بالسجن والتحفظ عليه لحين عرضه على النيابة، لتكسر عنجهيته، ويلقن درسا قاسيا لن ينساه طيلة حياته، وفقا لتعبير أحد رواد التواصل على تلك الواقعة الشهيرة.


" ضحية تعامل من حوله بطريقة اكبر من عمره".. كان هو توصيف الدكتور جمال  فرويز، استشاري طب نفسي بالإكاديمية الطبية العسكرية، لحالة الطفل الذي صنفه بأنه يعني من اضطراب سلوكي نتيجة عدة عوامل .


وأوضح "جمال فرويز"، في حديثه لموقع "صدى البلد"، أن العوامل التي أثرت على سلوكيات  " طفل المرور" كما يطلق عليه، نتاجه لتعامل أسرته بأنه طفل كبير في العمر ومنحه تعامل اكبر من عمره الحقيقي؛ مما ساعد هذا الأمر في مصاحبة أصدقاء سوء اضروا بسلوكه وتصرفاته، ودفعه إلى التعامل بهذا الشكل مع جل المرور.


وأفاد الدكتور النفسي بالإكاديمية الطبية العسكرية، بأن عدم متابعة الأسرة للطفل ومعرفة من يصادقهم، أدى إلى وصوله إلى هذا المرحلة من السلوك غير المنضبط مع الناس.


الاضطراب السلوكي وعدم متابعة الاب في تربية ابنه، هو تشخيص الدكتورة "شيماء طائل" دكتورة علم الاجتماع، لحالة "طفل المرور"، لافتة إلى أن هذه الأمر أدى إلى مصادقة الطفل لأصحاب السوء، الذين غذَّوا بداخله التنمر و سوء السلوك.


واوضحت الدكتورة "شيماء"، في حديثها لموقع "صدى البلد"، أن " طفل المرور" تشبع بالغرور بداخل، وأدى هذا الأمر للوصول إلى ما آلت إليه الأمور في موقفه مع رجل شرطة المرور، مشيرة إلى عدم متابعة الأب لابنه؛ دفع الطفل إلى اكتساب سلوكياته من اصدقاء السوء، والسوشيال ميديا؛ لينتج عنها التعامل ببلطجة مع من حوله.


ترى دكتورة علم الإجتماع، أنه ليس من المفترض أن يعاقب الآباء في مهنته لدفع ثمن ما يفعله الأبناء من سوء سلوك، ولكن عليهم إعادة تأهلهم بشكل مناسب من خلال جلسات للتعلم  كيفية تربية الأبناء بشكل سليم وسوي ، ولا يجب الضرر بهم من الناحية الوظيفية.