الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: ماسبيرو يقود معركة الوعي

صدى البلد

سيظل مبني ماسبيرو يمثل حائط الصد الأقوي والقائد الأول والحقيقي لكل منظومة الإعلام المصري..يلعب دوره الوطني في التصدي لكل ما من شأنه أن ينال من الشخصية المصرية والهوية الوطنية..ستظل عبارة"نقلًا عن التلفزيون المصري..نقلًا عن الإذاعة المصرية" الأكثر أمانًا ومصداقية..كما ستبقي مصدر سعادة وفخر لنا جميعًا.. مهما تعددت وتنوعت المنابر الإعلامية التي تملأ سماء الوطن سواء كانت إذاعات..قنوات..خاصة..عربية أو دولية.

شئنا أم أبينا سيظل الإعلام الخاص يخضع لضغوط وتحديات مادية  كبيرة خصوصًا مع إرتفاع تكاليف العمل الإعلامي في ظل هذه المنافسة الشرسة بين كل القنوات الخاصة..الأمر الذي يجب أخذه في الاعتبار عند حساب مدي قوة وتأثير الإعلام في إعادة بناء وعي النشء والأجيال القادمة..هذه الضغوط والتحديات بالطبع لا يقع الإعلام الحكومي تحت وطئتها أو يتعرض لتأثيرها..نظرًا لطبيعة ماأنشيء من أجله الإعلام الرسمي الذي يؤدي في النهاية دورة كأحد مؤسسات الدولة الخدمية بصرف النظر عن تحقيق مكاسب مادية أم لا..ممايجعل مساحة الإبداع لديه يمكن أن تكون أرحب وأوسع وأكثر أمانًا..مايعني تقديمه لرسالته الإعلامية دون أي تنازلات أو موازنات يمكن أن تؤثر علي جوهر ومضمون المحتوي الإعلامي.

سيبقي الإعلام الخاص حريصًا طيلة الوقت علي تحقيق نجاحات مادية إلي جانب حرصه الدائم علي جودة رسالته الإعلامية التي يقدمها من خلال محتوي إعلامي متميز..تحقيق الأرباح أو علي الأقل عدم تعرض هذه المؤسسات الإعلامية للخسارة المادية أمر ضروري ولا يتعارض مع المنطق..حتي تضمن هذه المنابر الإعلامية الاستمرارية والصمود لتحقيق أهدافها الوطنية التي أُنشئت من أجلها..ينطبق عليها في هذا الشأن ماينطبق علي كل المشروعات الخاصة أيًا كان نوعها وأيًا كان المنتج الذي تقدمه.

لايمكن لأحد أن ينكر قيمة ما قدمه وساهم به الإعلام الخاص علي مدي السنوات الأخيرة من إذاعات  وقنوات وصحف خاصة إلي جانب ما قدمته وتقدمه المؤسسات الإعلامية  الحكومية والصحافة الرسمية في التصدي لكل من تسول له نفسة النيل من الثوابت الوطنية المصرية والمحاولات التي  لا تتوقف لتزييف وعي المصريين والتربص بالوطن.

ستظل كل روافد الإعلام الرسمي في حاجة شديدة إلي التطوير المستمر، حتي يتماشي ما تقدمه من محتوي إعلامي مع ما تقدمه منابر الإعلام الخاص بما يخدم تحقيق الرسائل الإعلامية التي من أجلها أُنشأت هذه المؤسسات الحكومية العريقة،لكن من الضروري أيضًا أن تظل الفلسفة والعقيدة الإعلامية التي أُنشئت علي أساسها مؤسسات الإعلام الحكومي باقيةو تختلف بعض الشيء عن العقيدة الإعلامية والفلسفة الخاصة التي تنشأ من أجلها منظومة الإعلام الخاص،رغم التنافس بينهما في تقديم كل ما من شأنه تميز الإعلام الوطني المصري في المنطقة العربية.

الإعلام الرسمي شأنه شأن التعليم الرسمي لايمكن تخيل ربط إستمراريته وجودة مخرجاته بما يستطيع تحقيقه من أرباح،لذلك نري تصميم وحرص الدولة علي تطوير منظومة التعليم العام والجامعي إلي جانب التعليم الأزهري والفني مهما تكبدت من أموال طائلة في هذا الشأن،هذا بالطبع إلي جانب الدور الرئيسي الذي تقدمه المدارس والجامعات الخاصة في تحقيق نفس  الهدف ورفع كفاءة مخرجات التعليم بما يساعد دائمًا علي تأهيل وتطوير إمكانيات المواطن المصري..بما يتماشي ويتناسب مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.

كذلك لايمكن تصور ربط  ما يقدمه وما يستطيع أن يقدمه الإعلام الحكومي بقدرته علي تحقيق أرباح أو تجنب خسائر مادية..الإعلام الرسمي يجب أن يظل أكثر المصادر ثقة للمواطن المصري بما يقدمه من رسائل إعلامية تساعد في بناء وعي ووجدان الشخصية المصرية..ربما يكون تطويره والاستفادة من كل  إمكانياته البشرية والمادية لأقصي مدي ممكن هو الطرح الأكثر قبولا وعقلانية..إعلام الدولة هو الأكثر أمانًا وأبنائه هم من صنعوا منظومة الإعلام العربي الخاص..فأهل مكة دائما أدري بشعابها..هنا القاهرة..هنا ماسبيرو.