الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد نجا يكتب: لا تغتالوا طفلا باسم القيم

صدى البلد

نعم هذا الطفل أجرم ويستحق العقوبة، ولكن هناك تساؤلا منطقيا: من الذي أوصل هذا الطفل وغيره علي اختلاف الجرائم المرتكبة إلي التطاول وتفعيل قانون القوة في تعاملاته مع الأخرين؟، وعلي الجانب الآخر هناك أطفال ننحني لهم ااحترامًا في سعيهم للعمل من أجل توفير مصاريف الحياه لهم ولأسرهم  فنحن جميعا نحترم رجال تنفيذ القانون  وجميع الشرفاء في ربوع الوطن وتضحياتهم بالدم والعرق فلولا ذلك لكنا جميعا لاجئين فلكل المخلصين كل التقدير والااحترام .


ولكن التساؤل المنطقي بعيدا عن الانتماءات السياسية والأحقاد الطبقية من أوصل هذا الطفل وغيره لذلك الجرم؟ الإجابة ببساطة شديده كلنا شركاء بدءًا من الأسره التي تخلت عن دورها التربوي لصالح وسائل التواصل الاجتماعي التي يستقي منها الجيل الجديد ثقافته بواسطة القوي الناعمة من مسلسلات وأفلام  عن طريق الثقافات الزاحفة تلك وغيرها رسخت لثقافة القوة والعنف بدلا عن ثقافة الحوار واحترام الآخر فالكل يحتاج إلي الكل دون النظر لوظيفته وعائلته فجميع الوظائف لها احترامها ولانستطيع أن نعيش في المجتمع بدونها، فعلي مدار سنوات  طويلة منذ ثورات الربيع العبري التي نادت بالقيم وأفرزت عنفا وقتلا وتدميرا في ازدواجية للمعايير العربية فتلك الشريحة العمرية التي كانت تتراوح أعمارها بين تسعة إلي عشر سنوات عند بدء تلك الثورات ، تربت وأصبح راسخا في أذهانها أن العنف والتدمير هما من ضمن الوسائل المشروعة لأخذ الحقوق علي عكس الحقيقة ضمن  خلط المفاهيم بين صاحب الحق وبين البلطجي وقلب الحقائق لتصبح عادات راسخة داخل المجتمعات فيتم تدميرها من الداخل بيد أبنائها، فكلنا شاركنا بالصمت علي ماحدث من عنف وتدمير ولولا لطف الله عز وجل ورجال مخلصين في كافة ربوع الوطن لكنا جميعا لاجئين. نعم عيون مصر الساهره ومنهم رجال القوات المسلحة المصرية وعلي رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة ورئيس جميع المصريين.


فلابد أن يكون راسخا أمام أعيننا جميعا وفي ضمائرنا جرم الفعل المرتكب ولينظر جميعا  إلي مرآة الحقيقة فتعاملاتنا  داخل الأسر العربية وفي مصر علي كافة المستويات الاجتماعية في غالبيتها غابت عنها السكينة والرحمة نتيجة ضغوط الحياه وتخلينا عن دورنا التربوي فسعينا للرزق لتلبية مطالب أبنائنا لا يكون  علي حساب صحتنا  وراحتنا وتربيتنا لهم علي القيم  فتحول أغلب الأبناء إلي قنابل  موقوتة داخل الأسر العربية  فالتدليل الزائد حولهم وهم أطفال إلي أشخاص  يتصفون بالنرجسية والعنف وقد حذرنا القرآن الكريم من فتنة الأبناء والزوجات فظهر بدلا من الرضا والقناعة  ثقافة الشيطان وخاصة من بعض الزوجات تحت مسمي"اشمعنا فلان ولاده عندهم وإحنا ولادنا لا"  بالرغم من أن الرزق في السماء والله سبحانه وتعالي عادل فمنا من يمتلك  الصحة  أو الزوجة الصالحة وغيرها من النعم.


فبعض المفتنين بأبنائهم وزوجاتهم  يحصرون الرزق في المال والمنصب والزوجة والأبناء علي عكس الحقيقة فالرزق في الصحة والستر والقناعة والرضا بأن كل أقدار الله سبحانه وتعالي خير ويصبحوا نتيجة غياب الوازع الديني والتربوي علي استعداد لارتكاب جرائم  تصل للعنف والقتل وقطيعة الأرحام من أجل توفير متطلبات الزوجة والأبناء وذلك تدليل زائد  في حال عدم قدرة رب الأسره علي الحفاظ علي المستوي المعيشي أو الوظيفي للمرض أو لظروف أخري فيتحول أبناؤهم إلي قنبلة موقوتة داخل المجتمع يستغلها أهل الشر في تفتيت مجتمعاتنا من الداخل بيد أبنائنا والرابح الوحيد أعداؤنا فالحرمان المحسوب بعدم تلبية جميع مطالب الأبناء ليتعلموا أن القدرات المالية  داخل الأسره متغيرة فلا يحملون الأبوين فوق طاقتهم فيحدث توازن داخل طبقات المجتمع بتقبل الأبناء ظروف الحياه لأسرهم بين غني وتعسر.


والدليل علي صدق كلامي اانتشار ظاهرة الغارمين والغارمات لزواج الأبناء وزيادة نسب الطلاق داخل الأسر وانتشار الجرائم العائلية بين بعض العائلات من قطيعة الأرحام والاستيلاء وسرقة المواريث من البعض لتوفير مستوي اجتماعي اعتاد عليه الأبناء.
ودائما هناك مقولة ندركها جميعا "فمن الشر يتولد الخير وفي بعض المواقف من الخير يتولد الشر"، فلنحكم ضمائرنا جميعًا ونجعل هذه الحادثة في توصيفها الصحيح ليس كما يريد أهل الشر  تصويرها علي عكس حقيقتها نتيجة وظيفة والد الطفل و وظيفة الطرف المعتدي عليه وكلاهما من جهات تنفيذ القانون.


فالحق أقول  كباحث مصري دون انتماء سياسي بتوصيف الأحداث علي حقيقتها فشرعية النظام السياسي المصري بعد 30/6 مستمده من احترام القانون والدستور فلم نسمع علي مستوي الوطن العربي علي امتداد تاريخه أن تمت محاكمة وزراء ومحافظين وغيرهم جنائيا  طبقا لجرم ارتكبوه ممن يشغلون وظائف عليا غير في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يرسخ لااحترام القانون فالجميع سواء أمام القانون دون النظر للوظيفة أو الدين تلك هي سياسة الدولة، وأنه لازالت في ثقافتنا العربية القبلية  كمواطنين العزوة والافتخار بمشاهير العائلات فتلك ثقافة مجتمعية ودعوتي للجميع اجعلوا غضبكم إيجابيا وراجعوا تعاملاتكم علي كافة المستويات في العمل والمنزل وشتي المجالات  اجعلوها نابعة من القيم المصرية العريقة التي  أقامت ولا زالت حضاره أعجزت العالم عن فك رموزها وكونت عقيدة وطنية متفرده فالعوده إلي الجذور والقيم هو موضوع دراستي وكتاباتي وهي السبيل مع حسن الخلق واحترام الأديان السماوية في النجاه من حروب القيم والروابط الاجتماعية ويجب أن نقتدي بما تقوم به الدولة المصرية من مشروعات في كافة المجالات لتعيد بناء مصر الحديثة، فكل منا له وظيفة بجانب عمله فهو مسئول عن تربية أسرته علي القيم والعادات والتقاليد المصرية، فتلك مسئوليتنا جميعا أمام الله سبحانة وتعالي من أجل اإعلاء القيم والمبادئ للحفاظ علي الوطن .