الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غروب ترامب.. هل يعيد الحزب الجمهوري بناء نفسه بعد ضربة الهزيمة؟ أعضاء بارزون يشكلون تحالفا ضد الرئيس الخاسر.. وتياره يكافح من أجل البقاء

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

شخصيات بارزة من الحزب الجمهوري انتقدت مزاعم ترامب حول تزوير الانتخابات
تيار ترامب في الحزب يجهز لترشيحه في الانتخابات الرئاسية 2024
صراع مكتوم بين مؤيدي ترامب ومعارضيه داخل الحزب الجمهوري


لسنوات أربع، منحت الأغلبية الساحقة من أعضاء وقيادات الحزب الجمهوري ولاءها المطلق لترامب، وعملت كآلة عملاقة لتبرير الكثير من سياساته وقراراته التي يصعب تبريرها سياسيًا وأخلاقيًا.

أما الآن، مع الإعلان شبه الرسمي عن هزيمة ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، بات هناك ما يشبه التدافع من جانب الأسماء البارزة في المعسكر الجمهوري للنأي بنفسها عن ترامب ومواقفه، ويبدو ذلك جليًا في انتقاد جمهوريين بارزين لتصريحات ترامب واتهاماته الجزافية بشأن تزوير الانتخابات.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري لاري هوجان وصفه زعم ترامب تزوير الانتخابات بأنه "أمر شائن ومزعج وغير مبرر وخطأ فادح"، فيما وصفه عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا بات تومي بأنه "مزعج للغاية"، ووصفه عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية يوتا والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني بأنه "متهور".

وأضافت الصحيفة أن هذا الموقف المناهض لترامب من شخصيات ثقيلة الوزن في الحزب الجمهوري وفي أشد لحظات رئاسة ترامب حرجًا ينبئ عن معركة مكتومة داخل الحزب لتحديد مصيره بعدما أصبح من شبه المؤكد أن ترامب يخوض حربًا خاسرة.

ونبهت الصحيفة أولئك الذين تجرأوا الآن على الجهر بانتقاداتهم لترامب بعد سنوات من الصمت إلى أن عليهم تقدير عواقب موقفهم جيدًا لأن هناك مراكز ثقل أخرى داخل الحزب لا تزال على ولائها لترامب، بل وتجهز من الآن لترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024، ويضم هذا المعسكر شخصيات بارزة من وزن عضويّ مجلس الشيوخ الجمهوريان تيد كروز وتوم كوتون وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي لا يكف عن تحريض ترامب على القتال واستنفاد جميع الوسائل الممكنة لإثبات تزوير الانتخابات.

وقال أستاذ الفلسفة بجامعة ييل الأمريكية جاسون ستانلي إن "الترامبية ستبقى لأن ترامب يتمتع بشعبية كبيرة وسط قاعدته، لكن المسألة مسألة مصالح بالنسبة لكثير من الجمهوريين. هناك قطاع في الحزب الجمهوري يؤيد ترامب فقط لأنه ترامب ولأنه يتفوه بخرافات فاشية، وهناك قطاع آخر يؤيده لأسباب تتعلق بالمصالح ولأنه محسوب على الجناح اليميني الأكثر تطرفًا".

وأضاف ستانلي "أتوقع أن الحزب الجمهوري سيفعل أي شيء يضمن له البقاء والهيمنة على المحاكم ومفاصل الحكومة".

وتساءل ستانلي عن سر ظهور الجمهوريين المناهضين لترامب في هذا التوقيت بالذات، موضحًا أن "الحزب الجمهوري كان يقوم بأمور مخالفة للديمقراطية منذ ما قبل رئاسة ترامب. لقد تصرف الجمهوريون وكأن الديمقراطيين جماعة غير شرعية لا تجوز مشاركتها في السلطة، وكان كل همهم طرح الديمقراطيين خارج اللعبة السياسية والهيمنة على السلطة".

ولا يزال من المبكر توقع انتصار أي من التيارين داخل الحزب: تيار اليمين المتشدد ذو المواقف المتصلبة والملتف حول ترامب، أم التيار الأكثر اعتدالًا واستعدادًا للتفاوض مع الخصوم والملتف حول شخصيات مناهضة لترامب مثل السيناتور ميت رومني.

أصدر رومني بيانًا أمس الجمعة، هاجم فيه بشدة اتهامات ترامب بتزوير وسرقة الانتخابات، وقال في البيان "هذا يشوه قضية الحرية هنا وحول العالم، ويقوض المؤسسات المرتكزة على المبادئ الجمهورية، ويؤجج مشاعر خطرة ومدمرة بشكل متهور".

مع ذلك، لا يزال هناك جمهوريون ثقيلوا الوزن في قطار ترامب، حتى وإن خرج عن مساره، مثل كروز وكوتون وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندزي جراهام ورئيس مجلس النواب السابق نيوت جنجريتش، بالإضافة إلى رودي جولياني عمدة نيويورك السابق ومحامي ترامب، وكل هؤلاء يرددون بحماسة مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات.

وعن هؤلاء يقول أستاذ الفلسفة جاسون ستانلي "هؤلاء أخطر السياسيين الذين رأيناهم على الإطلاق. إنهم لا يقيمون أي وزن للديمقراطية، وبعضهم مثل كوتون وكروز ربما يكونون أخطر من ترامب".